مقال لأكاديمي مصري: حوض النيل الأزرق ربما يصبح مسرحا لحرب باردة عقب فشل مفاوضات السد

يخلص مقال بموقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركي إلى أن فشل المفاوضات الأخيرة بشأن سد النهضة بين إثيوبيا والسودان ومصر ينذر بالسوء لاستقرار وأمن شمال شرق أفريقيا ويحوّل حوض النيل الأزرق إلى مسرح لحرب باردة مع إمكانية مستمرة لحرب ساخنة.
وقال كاتب المقال عمرو عدلي -الأستاذ المساعد في الجامعة الأميركية بالقاهرة- إن الفشل في التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث حول سد النهضة دفع مصر -لأول مرة منذ عقود- إلى إعادة توجيه اهتمامها العسكري جنوبا، إذ نفذت القوات المسلحة المصرية والسودانية سلسلة مناورات حربية مشتركة، كما قدّم المصريون مساعدات للجيش السوداني في أعقاب الصراع على منطقة الفشقة المتنازع عليها بين السودان وإثيوبيا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد ضياع “الفرصة الأخيرة” لسد النهضة.. إلى أين تتجه خطوط مصر الحمراء؟
سد النهضة.. التعبئة الثانية
البرهان: قدمنا مبادرة لدعم الوساطة الأفريقية وتقريب وجهات النظر بشأن سد النهضة
وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي أن حصة مصر من مياه النيل الأزرق "خط أحمر"، مضيفا أن أي خفض "سيؤثر على استقرار المنطقة بأكملها".
صورة لعدم الاستقرار
وأشار عدلي إلى أنه ليس من الصعب تخيل شكل عدم الاستقرار؛ فهو يتمثل باستثمارات عسكرية ضخمة من قبل جميع الأطراف، ومواجهات دبلوماسية في منتديات متعددة الأطراف، ودعم الجماعات الانفصالية وحركات التمرد. حسب الكاتب.
وعلق عدلي بأن هذا وضع لا تستطيع أي دولة من الدول الثلاث تحمله، وكلها فقيرة وذات كثافة سكانية عالية، ومع ذلك لا يبدو أنها ستتوصل قريبا لاتفاق.
وأوضح أنه سيتعيّن على الدول الثلاث العودة إلى طاولة المفاوضات، إلا أن ذلك لن يحدث إلا في ظل ضغوط دولية مستمرة، وخاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين يتمتعان بنفوذ تجاري ومساعدات مع الدول الثلاث.
اهتمام أميركي
وأضاف الكاتب أنه على الرغم من أن الاتحاد الأفريقي لعب دور الوسيط النزيه في المحادثات الأخيرة، فإن الوساطة الأميركية كانت أقرب لتحقيق انفراج في 2020، وعندما اعترضت إثيوبيا علقت إدارة ترامب المساعدة لأديس أبابا، وفقدت الاهتمام بالسعي لحل النزاع.
ولفت الانتباه إلى أن الرئيس بايدن منذ توليه منصبه أبدى القليل من الاهتمام بقضية سد النهضة، وبدلا من ذلك ركز على الوضع في تيغراي، إذ أرسل السناتور كريس كونز للقاء رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مارس/آذار الماضي؛ لنقل "مخاوف واشنطن الشديدة" بشأن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية، ولكن الأمر ليس على ما يبدو، فاللقاء كان للضغط من أجل الحصول على تنازلات بشأن مشروع السد. حسب عدلي.
وختم الكاتب مقاله بأن ذلك قد يتغير، إذ أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تعيين مبعوث خاص للقرن الأفريقي، من أجل معالجة الأزمات السياسية بالمنطقة، بما في ذلك الخلاف حول سد النهضة، وهو قرار ضروري ينم عن تجديد الاهتمام الأميركي بالقضية ويأتي في الوقت المناسب.