أوكرانيا.. واشنطن قلقة من "الاعتداءات الروسية" وكييف تتعهد بالدفاع عن سيادتها

عبّرت واشنطن عن قلقها مما وصفتها بالاعتداءات الروسية شرقي أوكرانيا، وبينما نفت موسكو أي تحركات عسكرية معادية، تعهدت كييف بالدفاع عن سيادتها.
فقد قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس اليوم الاثنين إن بلاده طلبت من روسيا توضحات بشأن ما وصفها بالاستفزازات العسكرية التي تقوم بها قرب الحدود الأوكرانية.
وأضاف برايس أن بلاده بعثت برسالة ضمنية إلى روسيا مفادها أنها تقف إلى جانب شركائها الأوكرانيين.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إن الجيش الروسي يتحرك في البلاد وفقا لما يراه مناسبا، وإن تحركاته لا تشكّل تهديدا لأي طرف كان.
وفي تعليق له على تقارير تفيد بتحرك وحدات عسكرية روسية قرب الحدود مع أوكرانيا بلوحات معدنية مُموَّهة، نفى بيسكوف مشاركة روسيا في الصراع الدائر بأوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو وعواصم أوروبية أخرى لا ترغب في اشتعال الحرب مجددا في منطقة "دونباس" شرقي أوكرانيا.
وشدد المتحدث الروسي على ضرورة بقاء القوات الروسية في حالة تأهب بسبب تصاعد النشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ودول أخرى على طول الحدود مع روسيا.
وقال مراسل الجزيرة أيمن درغامي إن تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الروسية تبدو محاولة لتبديد المخاوف المتصاعدة في أوكرانيا والعديد من الدول الغربية من التحركات العسكرية الروسية قرب أوكرانيا على مدى الأسبوعين الماضيين.
من جهته، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي اليوم إن موسكو أكدت لواشنطن أنه لا توجد أسباب للقلق بشأن ما يدعي الأميركيون أن روسيا تقوم به ضد أوكرانيا.
واعتبر أن على واشنطن القلق من تصرفات كييف التي قال إنها لا تلتزم باتفاقيات مينسك بشأن إقليم "دونباس".
وعقب تصاعد أعمال العنف شرقي أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية بعد هدوء استمر أشهرا طويلة، أبدى الحلف الأطلسي الأسبوع الماضي قلقه بشأن ما قال إنها تعزيزات عسكرية روسية كبيرة على حدود روسيا الغربية مع أوكرانيا.

الدفاع عن السيادة
في المقابل، قال وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا إن روسيا تقوم بالتصعيد، ولا تبادل أوكرانيا مقاربتها السلمية لحل النزاع بالطرق الدبلوماسية.
وأضاف كوليبا في مقابلة مع الجزيرة، خلال مرافقته الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في زيارته للدوحة، أن روسيا تعمل بشكل ممنهح للإخلال بالاستقرار الأمني من خلال عدم التزامها بمعاهدة وقف إطلاق النار، وتعزيز وجودها العسكري على الحدود الشرقية للبلاد.
وأكد الوزير الأوكراني أن بلاده ستدافع عن سيادتها دائما، وستنجح في ذلك.
في الأثناء، أعلنت الخارجية الأوكرانية في أعقاب اتصال هاتفي بين كوليبا ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أن كوليبا سيشارك يوم 19 من الشهر الجاري في اجتماع لوزراء خارجية الدول الأوروبية.
وقالت الوزارة -في بيان- إن بوريل أبدى دعم الاتحاد الأوروبي غير المشروط لأوكرانيا فيما يخص سيادتها على أراضيها المعترف بها دوليا، كما أكد أن اجتماع وزراء خارجية الاتحاد سيبحث التحركات العسكرية الروسية.
وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن أوكرانيا تنشد في هذه الفترة دعم الولايات المتحدة والدول الأوروبية في مواجهة ما تعتبرها أعمالا عدائية ضدها من قبل روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد قبل أيام أن الرئيس الأميركي جو بايدن وعده خلال اتصال هاتفي بينهما بعدم ترك أوكرانيا وحيدة في مواجهة ما سماه العدوان الروسي.
الانفصاليون يتهمون كييف
في الجانب الآخر، اتهم دينيس بوشيلين، رئيس ما تعرف بجمهورية دونيتسك الشعبية التي شكلها الانفصاليون شرقي أوكرانيا، حكومة كييف بمواصلة حشد قواتها العسكرية على خطوط التماس في إقليم دونباس، ورفض تنفيذ اتفاقيات مينسك.
وقال بوشيلين في تصريحات أدلى بها اليوم إن القوات الأوكرانية زادت من وتيرة قصف مقاطعة دونيتسك أوائل هذا العام، وإنها أصبحت على أتم الاستعداد لتصعيد الصراع المسلح شرقي البلاد، بانتظار ما إذا كان سيصدر أمر بشن العملية العسكرية من عدمه.
كما دان القائد الانفصالي ما سماه رفض أوكرانيا تنفيذ اتفاقيات مينسك لوقف إطلااق النار، مشددا على التزام جمهوريته، التي لم يعترف بها أحد، بتنفيذ تلك الاتفاقات، وعدم تصعيد الصراع.
وكانت الحكومة الأوكرانية قد اتهمت الانفصاليين بتصعيد أعمال العنف ضد قواتها المتمركزة في خطوط التماس بالقرب من مدينة دونيتسك، مشيرة إلى مقتل وجرح العديد من جنودها في الآونة الأخيرة.
كما اتهمت كييف القوات الروسية بقصف العديد من المواقع العسكرية الأوكرانية في منطقة دونباس، وتحدثت وزارة الدفاع الأوكرانية عن "بدء الحرب رسميا"، معلنة في الوقت نفسه عن إجراء مناورات مشتركة مع الحلف الأطلسي خلال أشهر.
يذكر أن الصراع شرقي أوكرانيا اندلع عام 2014 بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا التي ضمت خلال العام نفسه شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وأسفرت المواجهات مذاك عن مقتل نحو 14 ألف شخص.