النزاع بين قرغيزستان وطاجيكسان.. أنباء عن بدء سحب القوات من الحدود وروسيا تدعو البلدين للتفاوض

أكد جهاز الأمن العام في قرغيزستان بدء انسحاب قوات بلاده وطاجيكسان من المنطقة الحدودية المتنازع عليها بعد أيام من الاشتباكات التي أوقعت عشرات القتلى، وتسببت في نزوح جماعي للمدنيين، في حين دعت روسيا البلدين لحل النزاع عن طريق التفاوض.
وبالتوازي مع تأكيده بدء سحب القوات، قال جهاز الأمن العام القرغيزي إنه يأمل تسوية الوضع بحلول مساء اليوم الجمعة، في حين نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين قرغيزيين أن الهدنة التي تم توصل إليها في اليوم السابق صامدة.
ويأتي ذلك، بينما حثت روسيا قرغيزستان وطاجيكستان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات بينهما.
وكانت وكالة إنترفاكس الروسية نقلت عن حرس الحدود القرغيزي أن مواجهات عنيفة وقعت في وقت مبكر اليوم في منطقة باتكين الحدودية على الرغم من اتفاق البلدين أمس الخميس على وقف إطلاق النار.
وأفاد حرس الحدود القرغيزي بتجدد القصف الطاجيكي بقذائف الهاون قبيل فجر اليوم على قرية "قزيل بيل" في مقاطعة باتكين، وأكد مقتل 3 جنود قرغيزيين وإصابة 22 آخرين في الاشتباكات الأخيرة.
كما أفاد بإجلاء أكثر من 20 ألف مواطن قرغيزي من منطقة الصراع على الحدود القرغيزية الطاجيكية.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة القرغيزية اليوم أن الاشتباكات على الحدود خلفت 31 قتيلا و150 جريحا من مواطني قرغيزستان.
وفي الجانب الآخر، أفاد عمدة مدينة إسفرا الطاجيكية القريبة من مسرح المواجهات بمقتل 8 مواطنين طاجيكيين وإصابة 30 آخرين في الاشتباكات الحدودية.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد بأن وزيري خارجية طاجيكستان وقرغيزستان اتفقا على وقف شامل لإطلاق النار على الحدود بين البلدين، وذلك بعد الاشتباكات التي شهدتها الحدود.
وذكر أن رئيسي وزراء البلدين أكدا في بيان مشترك امتناع الجانبين عن استخدام القوة لحل النزاعات الحدودية.
دمار ومعلومات متضاربة
وقال مدير مكتب الجزيرة في موسكو زاور شوج، إن المعلومات متضاربة بشأن أحدث الاشتباكات التي وقعت في وقت مبكر اليوم في إطار العمليات القتالية المتواصلى منذ الأربعاء جراء خلاف على استغلال مجمع مائي يستخدمه الطرفان، ويقع غربي قرغيزستان.
وأضاف شوج أن هناك من تحدث عن هدوء نسبي وعدم وجود أي معارك، بينما تحدثت مصادر قرغيزية عن عودة الاشتباكات المتقطعة في بعض القرى التي تعرضت للاستهداف من الجانب الطاجيكي.
وأشار إلى أن القصف تسبب في تدمير بيوت ومحالّ تجارية في عدد من القرى القرغيزية، كما تعرضت مخافر حدودية قرغيزية للتدمير.
وأوضح مدير مكتب الجزيرة في موسكو أن المواجهات بين البلدين اندلعت مع بدء الموسم الزراعي، مشيرا إلى أن مشاجرات فردية تتطور أحيانا إلى اشتباكات بين جيشي البلدين على الحدود المشتركة التي تظل أجزاء منها غير مرسمة.
وقد أظهرت صور بثت في مواقع التواصل الاجتماعي حرائق تلتهم بيوتا في قرى تقع في نطاق الاشتباكات الحدودية.
وبدأ التوتر الحدودي بتبادل عقب محاولة مسؤولين طاجيكيين تركيب كاميرات لمراقبة استغلال المجمع المائي، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل السكان القرغيزيين.
وعلى إثر ذلك، تراشق الجانبان بالحجارة، قبل أن يتطور إلى تبادل لإطلاق النار بين القوات القرغيزية والطاجيكية.