أحياء في مقديشو تسقط بأيدي مسلحين معارضين

سيطر مسلحون موالون للمعارضة على أجزاء من مقديشو أمس الاثنين بعد اشتباكات مع الجيش الحكومي، مما أثار المخاوف من اندلاع معارك بين الفصائل المتناحرة والتي كانت قد عصفت بالعاصمة طيلة العقود الماضية.
وأغلق مقاتلون موالون للمعارضة المنافذ إلى بعض الأحياء غداة مواجهات مع الجيش، على خلفية الأزمة بشأن تمديد ولاية الرئيس الحالي محمد عبد الله محمد فرماجو.
وتم تقييد الحركة على المحاور الرئيسية للعاصمة، ونصبت حواجز بالليل على الطرق المؤدية إلى معاقل المعارضة، في وقت انتشر مسلحون وعربات مزودة بأسلحة رشاشة، بحسب شهود.
وسيطرت قوات معارضة على بعض الطرق المؤدية إلى "سيدكا" وهي نقطة تفتيش أمنية قريبة من القصر الرئاسي ووزارة الداخلية والبرلمان.
وقال القائد العسكري المعارض عبد القادر محمد ورسامي إنه سيطر على منطقة هول واداج وسط العاصمة.
وأضاف "نريد الآن السيطرة على الرئاسة. لن نتركه بسلام" في اشارة إلى فرماجو. وتابع "يريد البقاء في السلطة بالقوة، نحن ضد ذلك، وسنواصل القتال حتى يغادر".
وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها الاثنين، لكن بدا أن الحياة طبيعية في مناطق مقديشو التي لم تتأثر بأعمال العنف.

أزمة عميقة
ويعيش الصومال أزمة سياسية عميقة منذ النصف الثاني من العام الماضي، بعد فشله في إجراء انتخابات أواخر 2020 ومطلع 2021 بسبب غياب الإجماع السياسي.
وفي 12 أبريل/نيسان، أقر البرلمان قانونا يمدد ولاية الرئيس سنتين بعد انقضائها في فبراير/شباط، وينص على إجراء انتخابات عامة مباشرة عام 2023.
والأحد الماضي، خرجت مظاهرة لأنصار المعارضة شارك فيها مسلحون للمطالبة برحيل فرماجو، وشهدت تبادلا لإطلاق النار مع القوات الحكومية في حي سانكا، شمال المدينة.
وفي وقت لاحق، وقع تبادل ثان لإطلاق النار في حي مارينايا المجاور. وسمع دوي إطلاق نار متقطع خلال الليل.
وقالت الشرطة إن اثنين من عناصرها وأحد أعضاء المليشيات المعارضة قتلوا في الاشتباكات.
وأعرب رئيس الوزراء محمد حسين روبلي عن حزنه البالغ بسبب "المأساة التي أخلت بالأمن في العاصمة".
وأضاف "أدعو الجميع إلى الحفاظ على الاستقرار ورعاية المجتمع" داعياً القوات المسلحة إلى "احترام التزامها وحماية" شعب مقديشو.
ومن جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يشعر "بقلق عميق". وأضاف أنه يحض جميع الأطراف الصومالية المعنية على "استئناف المفاوضات على الفور للخروج من الأزمة".