بعد اعتراف بايدن بـ"إبادة الأرمن".. أتراك يحتجون في واشنطن والسفارة الأميركية تحذر رعاياها في تركيا

عشرات الأتراك نظموا وقفة احتجاجية في واشنطن للتنديد بقرار الرئيس الأميركي جو بايدن الاعتراف بما يسمى إبادة الأرمن (الأناضول)

نظم عشرات الأتراك وقفة احتجاجية في العاصمة الأميركية واشنطن، للتنديد باعتراف الرئيس الأميركي جو بايدن بأن مذابح الأرمن عام 1915 في أثناء حقبة الإمبراطورية العثمانية تمثل إبادة جماعية، في حين حذرت السفارة الأميركية في أنقرة رعاياها من مظاهرات احتجاجية.

واحتشد المتظاهرون الأتراك أمام سفارة بلادهم في واشنطن، رافعين لافتات وأعلام تركيا للاحتجاج على بيان بايدن. في المقابل نظمت مجموعة مؤيدة للأرمن مظاهرة على الجهة المقابلة لاحتجاج الأتراك.

وفي وقت سابق أمس السبت، وصف بايدن أحداث 1915 بـ"الإبادة" للأرمن، في مخالفة لتقاليد أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة الراسخة في الامتناع عن استخدام المصطلح.

واعترف الكونغرس الأميركي بإبادة الأرمن في ديسمبر/كانون الأول 2019 في تصويت رمزي، لكن الرئيس دونالد ترامب رفض استخدام هذه العبارة واكتفى بالحديث عن "واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن الـ20".

وقال بايدن -في بيان نشره البيت الأبيض- إن "الهدف ليس إلقاء اللوم، بل ضمان عدم تكرار ما حدث". من جانب آخر، قال مسؤول أميركي إن بايدن يريد العمل عن قرب مع أردوغان، ولهذا اقترح عقد اجتماع معه على هامش قمة الناتو (NATO) في يونيو/حزيران المقبل.

إعلان

ونقلت رويترز عن المسؤول قوله إن تركيا لا تزال حليفا حيويا في حلف الناتو، وإن واشنطن تسعى إلى علاقة قوية معها.

تحذيرات أميركية

وحذرت السفارة الأميركية في أنقرة رعاياها من مظاهرات مرتقبة احتجاجا على الموقف الأميركي من قضية "إبادة الأرمن" في العهد العثماني.

وقالت السفارة في تحذير أمني عبر موقعها الإلكتروني "قد تحدث مظاهرات أو احتجاجات في أعقاب بيان البيت الأبيض في 24 أبريل/نيسان، الذي يذكر أرواح جميع الذين ماتوا في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني".

وأكدت السفارة أنها ستغلق أبوابها يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين في إجراء احترازي.

ووفقا لبيان السفارة فإن الإغلاق سيشمل القنصلية الأميركية العامة في إسطنبول، والقنصلية الأميركية في أضنة، والوكالة القنصلية الأميركية في إزمير.

غضب تركي

من جانبها، قالت وزارة الخارجية التركية إنها استدعت السفير الأميركي ديفيد ساترفيلد لدى أنقرة لإبلاغه احتجاجا رسميا على قرار بايدن.

وأكدت الخارجية التركية أن بايدن لا يملك الحق القانوني في الحكم على المسائل التاريخية، وتصريحاته عن "الإبادة" المزعومة للأرمن لا قيمة لها.

وقالت الوزارة التركية -في بيان- إن نائب وزير الخارجية، سادات أونال، أبلغ السفير الأميركي أن البيان ليس له أساس قانوني وأن أنقرة رفضته باعتباره غير مقبول ونددت به بأشد العبارات.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قال إن "تصريحات بايدن مخيبة للآمال ولا قيمة لها لدى تركيا".

وأكد قالن -في بيان- رفض بلاده القاطع وإدانتها هذه التصريحات التي تعكس مدى افتراءات هذه الأوساط الخبيثة التي همها الوحيد معاداة تركيا.

ولفت إلى أن الرئيس رجب طيب أردوغان دعا سابقا إلى إنشاء لجنة مشتركة للتحقيق في أحداث 1915، بغية إنقاذ قضية تاريخية من ظلال السياسة والأطراف الخبيثة.

إعلان

وأردف قائلا "إلا أن أولئك الذين يخشون الكشف عن الحقائق التاريخية مدعومة بالوثائق والأدلة، لم يردوا على دعوة الرئيس أردوغان، وإن الرئيس بايدن تجاهل هذه الحقائق واتخذ موقفا غير عادل".

وأكد قالن في الختام مواصلة تركيا الدفاع عن حقوقها دائما في مواجهة الراغبين بتشويه الحقائق التاريخية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان