المعارك تحتدم غرب مأرب ورئيس البرلمان اليمني يعتبر مصداقية الأمم المتحدة على المحك

قوات الحكومة اليمنية خلال المعارك الدائرة مع الحوثيين غرب مأرب (رويترز)

احتدمت المعارك غرب مأرب (شمال شرقي اليمن) بين القوات الحكومية والحوثيين، وتزامن ذلك مع غارات مكثفة للتحالف السعودي الإماراتي على مواقع مسلحي جماعة الحوثي، الذين يحاولون التقدم باتجاه المدينة، في حين قال رئيس البرلمان اليمني إن مصداقية الأمم المتحدة باتت على المحك.

فقد قالت وسائل إعلام حوثية إن طائرات التحالف شنت اليوم الأحد 21 غارة على مواقع في محافظة مأرب (شرق العاصمة صنعاء).

وقبل ذلك، ذكرت المصادر نفسها أن طائرات التحالف شنت 19 غارة جوية على مديرية صرواح (غربي محافظة مأرب)، بينما استهدفت غارات أخرى مواقع بمحافظة حجة (شمال غربي اليمن).

من جهتها، قالت مصادر عسكرية يمنية إن التحالف السعودي الإماراتي شن غارات على مواقع وتعزيزات للحوثيين في جبهات غرب مأرب، ودمر 7 ناقلات ومركزا للاتصالات.

يأتي ذلك بينما قالت مصادر عسكرية يمنية إن معارك -وصفتها بالعنيفة- دارت اليوم بين الجيش الوطني والحوثيين في جبهة المشجح بمديرية صرواح، وأسفرت المعارك عن مقتل وجرح العشرات من الطرفين.

وذكر موقع صحيفة الجيش الوطني أن عشرات من عناصر الحوثيين سقطوا بين قتيل وجريح خلال المواجهات.

بدورها، ذكرت مصادر عسكرية أن قتلى سقطوا في صفوف قوات الجيش خلال تلك المواجهات، بينهم مدير دائرة القضاء العسكري اللواء عبد الله الحاضري.

إعلان

تفاصيل إضافية للمعارك

بدورها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، عن مسؤولين في القوات الموالية للحكومة أن الحوثيين استكملوا السيطرة على منطقة الكسارة (شمال غرب مدينة مأرب).

وقال المسؤولون إن المعارك انتقلت إلى أطراف منطقة الميل على بعد أقل من 6 كيلومترات عن وسط مدينة مأرب، التي تضم مقرات للحكومة اليمنية بينها وزارة الدفاع.

ووفقا للمصدر ذاته، فقد أسفرت المعارك غرب المدينة خلال الساعات الـ48 الماضية عن مقتل 26 عنصرا من القوات الحكومية بينهم 4 ضباط، و39 من المسلحين الحوثيين.

كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري أن جماعة الحوثي دفعت بالمزيد من مقاتليها إلى جبهات القتال غرب مأرب، مشيرا إلى أنهم باتوا يستخدمون الدراجات النارية تفاديا لضربت التحالف السعودي الإماراتي.

مدينة مأرب تعد آخر معقل كبير للحكومة اليمنية شمالي البلاد (رويترز)

تسليم مأرب

في هذه الأثناء، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، إن ما سماها عمليات تحرير اليمن مستمرة، ولن تتوقف إلا بوقف ما وصفه بالعدوان، ورفع الحصار، وانسحاب كل القوات الأجنبية من اليمن.

وفي تغريدة -على حسابه الرسمي بتويتر- وصف البخيتي المطالب السابقة بأنها عادلة ومشروعة، قائلا إن اليمن لن يتنازل عن أي منها.

وأضاف أن "على المتعاونين مع العدوان (في إشارة للتحالف السعودي الإماراتي) تسليم مأرب حقنا للدماء، وتسوية وضعهم؛ لأن قرار العفو العام لن يبقى إلى ما لا نهاية وقد ينتهي في أي لحظة".

إعلان

مصداقية الأمم المتحدة

في الأثناء، قال رئيس مجلس النواب اليمني، سلطان البركاني، إن الحرب الدائرة في مأرب تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، وإن استمرارها سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة.

وخلال لقاء بالفيديو مع مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، أعرب البركاني عن أمله في أن تتكلل جهود غريفيث لإيقاف الحرب في مأرب بالنجاح.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن المبعوث الأممي تأكيده رفض الأمم المتحدة كل أشكال الأعمال العسكرية، التي يقوم بها الحوثيون.

وقال غريفيث إن الأمم المتحدة تبذل كل ما بوسعها لإيقاف المواجهات العسكرية، وتتواصل مع كل الجهات، التي يمكن أن تؤدي دورا إيجابيا في سبيل ذلك.

وقد بحث وزير الخارجية المصري، سامح شكري، اليوم في القاهرة، مع المبعوث الأممي إلى اليمن سبل دعم جهود التوصل لحل سياسي شامل ومستدام للأزمة اليمنية، وفق ما جاء في بيان للخارجية المصرية.

وكان غريفيث وصل إلى القاهرة مساء أمس السبت قادما من الأردن في زيارة رسمية لبحث آخر التطورات على الساحة اليمنية.

عبد الملك عاد إلى اليمن بعد تعثر تنفيذ الشق العسكري والأمني من الاتفاق بين الحكومة والمجلس الانتقالي (رويترز)

عودة رئيس الحكومة

على صعيد آخر، وصل إلى مدينة المكلا، المركز الإداري لمحافظة حضرموت، رئيس الحكومة اليمنية، معين عبد الملك، برفقة عدد من أعضاء حكومته قادما من الرياض.

وتأتي عودة عبد الملك وعدد من وزراء حكومته إلى حضرموت بعد تعثر تنفيذ الشق العسكري والأمني من اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، وعودة الاحتجاجات الشعبية بسبب تردي الخدمات في حضرموت وبعض المحافظات الأخرى.

وكان عبد الملك قد غادر العاصمة المؤقتة (عدن) إلى الرياض منذ شهر تقريبا بطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي للتشاور، بعد اقتحام مناصرين للمجلس الانتقالي قصر معاشيق الرئاسي بعدن، والذي تتخذه الحكومة مقرا لها.

إعلان
المصدر : وكالات

إعلان