مسيرة حاشدة بالأقصى وقلق أميركي من "التصعيد".. الاحتلال يقصف غزة ويعلن رصد إطلاق صواريخ والمقاومة تحذر

الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة أكدت أن المقدسات خط أحمر وأن المساس بها سيكون له تداعيات كبيرة وسيدفع الاحتلال ثمنه غاليا

مدينة القدس وأنحاؤها شهدت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات إسرائيلية مدججة بالسلاح (رويترز)

شارك آلاف الفلسطينيين، مساء الجمعة، في مسيرة حاشدة داخل المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، في حين أصيب العشرات بحالات اختناق خلال تفريق قوات الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان ببلدة كفر قدوم شمالي الضفة الغربية.

وتجمع الآلاف بشكل عفوي عقب انتهاء صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى، وهتفوا ضد الاحتلال الإسرائيلي وممارساته بالمدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية، ومرددين هتافات من بينها "عالقدس رايحين شهداء بالملايين".

والخميس، شهدت مدينة القدس وأنحاؤها مواجهات بين الفلسطينيين العزل وقوات إسرائيلية مدججة بالسلاح، مما أسفر عن إصابة 105 فلسطينيين على الأقل بجروح بين طفيفة ومتوسطة.

قلق أميركي

وأعربت الخارجية الأميركية عن قلقها مما وصفته بالتصعيد في القدس ودعت إلى الهدوء.

كما نصحت السفارة الأميركية في القدس الرعايا الأميركيين "باتخاذ الحيطة والحذر بعد اتساع أعمال العنف في المدينة".

وتشهد مدينة القدس عامة، والمسجد الأقصى خاصة، منذ بداية شهر رمضان الجاري مناوشات بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، بسبب محاولات الأخيرة منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.

وقد وقعت المواجهات في القدس تزامنًا مع شنّ مئات المستوطنين الإسرائيليين اعتداءات في عدة مناطق من القدس على منازل فلسطينيين، الذين بدورهم تصدوا لهم.

إعلان

وتأتي اعتداءات المستوطنين استجابة لدعوات يمينية إسرائيلية انتقامية من الفلسطينيين في القدس، ردا على ما وصفوه "بهجمات" شنها فلسطينيون ضد إسرائيليين بالمدينة.

القسام تحذر

وردا على الانتهاكات الإسرائيلية بالقدس، حذّرت كتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) إسرائيل من اختبار صبرها.

وخاطبت كتائب القسام إسرائيل في بيان أصدرته قائلة "نقول للعدو الذي يظن أنه يمكن أن يستفرد بأقصانا وأهلنا في القدس بألا يختبر صبرنا، فقدسنا دونها الدماء والأرواح وفي سبيلها نقلب الطاولة على رؤوس الجميع ونبعثر كل الأوراق".

وأضاف البيان "نقول لشبابنا المرابطين وأهلنا في القدس: لقد بلغتنا أصداء صيحاتكم المباركة ومواجهاتكم البطولية، ولتعلموا أيها الأبطال أن من خلفكم مقاومة صلبة ومتأهبة، ستشكل لكم ولأقصانا وعاصمتنا المقدسة سيفا ودرعا فمعركتكم معركتنا ودمكم دمنا ونبضكم نبضنا".

صواريخ

ومساء الجمعة، أعلن جيش الاحتلال رصد إطلاق 3 صواريخ من قطاع غزة، بعد سماع صفارات الإنذار تدوي في منطقة "المجلس الإقليمي إشكول" (جنوب).

وأفاد الاحتلال في بيان بأن نظام القبة الحديدية اعترض صاروخا واحدا، بينما سقط صاروخان آخران قرب السياج الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أعلنت سماع صفارات الإنذار تدوي في منطقة "المجلس الإقليمي إشكول".

ولم يعلن أي فصيل فلسطيني على الفور تبني عملية إطلاق الصواريخ.

وقالت فصائل مسلحة في قطاع غزة، الجمعة، إن المساس بمدينة القدس "خط أحمر وله تداعيات كبيرة".

وأضافت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة" -التي تضم الأذرع العسكرية للفصائل الفلسطينية- في بيان "نحذر قادة الكيان (إسرائيل) من أن يخطئوا التقدير، وليعلموا بأن المساس بعاصمتنا وشعبنا ومقدساتنا هو خط أحمر، سيكون له تداعيات كبيرة، وسيدفع العدو ثمنه غاليا".

إعلان

وقال البيان إن "المقاومة الفلسطينية في كل أماكن تواجدها ليست بمنأى عن هبة أهلنا في القدس، وستكون لها وللغرفة المشتركة الكلمة الفصل والموقف الحاسم لردع العدو وسحق كبريائه".

وقال مراسل الجزيرة فجر السبت إن المدفعية الإسرائيلية قصفت نقطة رصد للمقاومة الفلسطينية شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة.

عشرات الإصابات

من ناحية أخرى، أصيب عشرات الفلسطينيين -أغلبهم بحالات اختناق- الجمعة خلال تفريق الجيش الإسرائيلي مسيرة مناهضة للاستيطان ببلدة كفر قدوم.

وقال مراد شتيوي، المسؤول بهيئة مقاومة الجدار والاستيطان بالبلدة، في بيان، إن شابا أصيب بعيار إسفنجي في اليد، والعشرات بالاختناق الشديد جراء قمع جيش الاحتلال مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان.

وأضاف أن العشرات من جنود الاحتلال اعتدوا على المشاركين في المسيرة باستخدام الأعيرة الإسفنجية وقنابل الغاز.

وأوضح شتيوي أن جميع الإصابات عولجت ميدانيا من قبل فرق الهلال الأحمر الفلسطيني.

ومنذ 17 عاما، ينظم أهالي كفر قدوم مسيرة أسبوعية مناهضة للاستيطان، ومطالبة بفتح شارع رئيسي بالبلدة تغلقه سلطات الاحتلال.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية إلى وجود نحو 650 ألف إسرائيلي بمستوطنات الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ويسكنون في 164 مستوطنة، و124 بؤرة استيطانية.

المصدر : الجزيرة + الأناضول

إعلان