الملف النووي.. طهران تقول إنها لمست جدية أميركية وواشنطن تؤكد أنها لن تقدم تنازلات أحادية
أعلنت الأطراف المشاركة في محادثات فيينا المتعلقة باتفاق إيران النووي، إرجاء الاجتماعات لمدة أسبوع لإفساح المجال للوفود للتنسيق مع عواصمها، وسيعاود أطراف الاتفاق النووي الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأربعاء تمسك بلاده بنص وثيقة الاتفاق النووي، وشدد على أنها لن تقبل بأي زيادة أو نقصان عليها، في وقت أكدت فيه واشنطن أن هدفها هو إخضاع برنامج طهران النووي لأكثر أنظمة التحقق صرامة.
وقال روحاني -في تصريحات نقلتها وكالة "إرنا" الرسمية- إن إيران لا تريد شيئا إضافيا، لكن لديها مطالبات ستطرحها لاحقا، "فقد تحملت البلاد أضرارا خلال السنوات الأربع الماضية تقدر بمئات المليارات من الدولارات، ولكن المطلوب حاليا هو تطبيق الاتفاق بشكل تام".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsبعد الهجوم على "نطنز".. ما فرص نجاح المفاوضات بشأن ملف إيران النووي؟
بالأرقام.. تعرف على منشأة نطنز النووية الإيرانية
وأضاف روحاني أن الخطوة الأولى لتنفيذ الاتفاق تتمثل في رفع واشنطن جميع العقوبات، موضحا أن بلاده لمست جدية من الجانب الأميركي في بعض الملفات لكن كان لديه تناقضات في ملفات أخرى.
وتطرق روحاني إلى محادثات فيينا الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي، وقال إن "الجميع يعلمون أن السبيل لحل مشكلة برنامج إيران النووي يكمن في تطبيق الاتفاق بشكل كامل".

لا تنازلات أحادية
من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن مبعوث البيت الأبيض لإيران يبحث خطة تتضمن خطوات محددة لأجل العودة إلى الاتفاق النووي.
وأكد برايس أن الولايات المتحدة لن تقدم مبادرات أو تنازلات أحادية لإيران، وقال إن هدف واشنطن هو إخضاع برنامج طهران النووي لأكثر أنظمة التحقق صرامة.
وأضاف أن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات عن إيران ما لم تطمئن إلى أنها ستعاود الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وتحدّ من برنامجها الذري، بما يقلل من مستوى ونطاق التخصيب "وإلا فإن الولايات المتحدة لن تقدم أي تنازلات"، على حد تعبيره.
من جهته، كتب المدير السياسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق المباحثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عبر حسابه على تويتر "تم تحقيق تقدم خلال الأسبوعين الماضيين. لكن يتبقى الكثير من العمل الواجب القيام به".
أما المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل إليانوف فقال إنه لا بديل واقعيا عن إعادة إحياء الاتفاق النووي.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن سياسة العقوبات القصوى فشلت، ولم تؤد سوى إلى تطوير إيران برنامجها النووي، مشيرا إلى أن إحياء الاتفاق النووي سيضمن الطبيعة السلمية للبرنامج.
من جهة أخرى، جدد مجلس الوزراء السعودي دعوة إيران للانخراط في المفاوضات الجارية وتفادي التصعيد في المنطقة.
وفي بيان صدر في وقت مبكر من صباح الأربعاء، دعا مجلس الوزراء السعودي إلى ضرورة توصل المجتمع الدولي لاتفاق مع إيران بمحددات أقوى وأطول أمدا، وإلى تنفيذ إجراءات الرصد والمراقبة لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي.
مباحثات إسرائيلية
في هذا الصدد، يغادر 3 مسؤولين أمنيين إسرائيليين إلى واشنطن الأسبوع المقبل لعقد لقاءات منفصلة مع مسؤولين أميركيين حول الملف الإيراني.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية اليوم أن رئيس هيئة أركان الجيش أفيف كوخافي ورئيس جهاز المخابرات (الموساد) يوسي كوهين ورئيس هيئة الأمن القومي مئير بن شبات، سيغادرون إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل.
وسيجري المسؤولون الثلاثة -بحسب الهيئة- محادثات مع شخصيات رفيعة في الإدارة الأميركية، على خلفية التقدم الذي طرأ في مفاوضات فيينا بشأن إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.
وكان مسؤولون إسرائيليون دعوا إلى مواصلة العقوبات على إيران وعدم العودة إلى الاتفاق الدولي الموقع عام 2015.
وفي السادس من أبريل/نيسان الجاري، انطلقت محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران والدول الكبرى، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منه عام 2018.
أعلنت الأطراف المشاركة في محادثات فيينا المتعلقة باتفاق إيران النووي، إرجاء الاجتماعات لمدة أسبوع لإفساح المجال للوفود للتنسيق مع عواصمها، وسيعاود أطراف الاتفاق النووي الاجتماع مطلع الأسبوع المقبل.