أججته رياح عاتية.. بالصور حريق كيب تاون يستعصي على الإطفاء ويلتهم مبان تاريخية
أكدت المسؤولة في خدمات الإطفاء بمدينة كيب تاون للجزيرة نت أن الأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية بفعل الحريق ومنها مكتبة "جاغر" الجامعية كبيرة جدا.

ما يزال رجال الإطفاء في كيب تاون يكافحون للقضاء على امتدادات حريق اندلع مساء الأحد على منحدرات جبل الطاولة، ومن بين ما التهمه المكتبة الجامعية ومبان تاريخية وثقافية أخرى في تكرار للحرائق بالمدينة ما يشكل قلقا مستمرا للمسؤولين.
واشتعلت ألسنة اللهب في نوافذ المكتبة، التي تضم أرشيفا ضخما؛ مما أدى لإحراق طابقين منها ومبان أخرى من الحرم الجامعي، ووصلت النيران إلى طاحونة هوائية تاريخية قريبة، رغم قيام رجال الإطفاء بمحاولات مضنية لإخماد الحريق.

وأجبر الحريق، الذي اندلع في وقت مبكر من صباح يوم الأحد على منحدرات ديفيلز بيك، وهي جزء آخر من الخلفية الجبلية لكيب تاون، طلاب جامعة المدينة على إخلاء مساكنهم والفرار من مباني الجامعة.
وأكدت أرلين وير، القائدة المسؤولة في خدمات الإطفاء بالمدينة، للجزيرة نت أن الأضرار التي لحقت بالمباني التاريخية بما فيها مكتبة "جاغر" بالجامعة كبيرة جدا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالحرائق تطارد لاجئي الروهينغا في بنغلاديش
حرائق تشرنوبيل.. رعب انتشار الإشعاعات مجددا في العالم
حرائق قياسية بغابات البرازيل في عام 2020
وشملت المباني الأخرى التي تضررت منتزه جبل الطاولة الوطني ومطعما شهيرا للمتنزهين قرب تمثال رودس، وطاحونة تاريخية ذات أسقف مصنوعة من القش بنيت عام 1796، وهي أقدم مطحنة في جنوب أفريقيا.

رياح عاتية زادت اشتعال النيران
ووفق مدير قسم السيطرة على الحرائق في منتزهات جبل الطاولة الوطنية، فيليب برينز، فإن الرياح التي وصلت سرعتها 45 كيلومترا في الساعة (28 ميلا في الساعة) عرقلت مروحيات الإطفاء عن القيام بعملها، وأكد فيليب في حديثه مع الجزيرة نت، أن أكثر من 250 رجل إطفاء تعاملوا مع ألسنة اللهب سريعة الانتشار من الأرض بسبب شدة الرياح.
وإضافة لـ4 مروحيات شاركت في الإطفاء، تم نشر أكثر من ألفي رجل إطفاء وموظف طوارئ في حرم الجامعة ومنتزه جبل الطاولة الوطني، أصيب رجلان منهم بجروح، وذكرت إدارة الإطفاء والإنقاذ في كيب تاون أن تغير اتجاه الرياح أدى إلى انتشار الحريق بسرعة باتجاه المدينة خلال الليل.
ووفق المتحدثة باسم مركز إدارة مخاطر الكوارث بالمدينة، شارلوت باول، فقد تم إجلاء السكان من أحياء كيب تاون القريبة كإجراء احترازي وأصدر أمر للمتنزهين بالجبال بتوخي الحذر، كما أغلقت بعض الطرق الداخلية.

وتم احتواء الحريق إلى حد كبير، أمس الاثنين، في مناطق واسعة؛ لكن رجال الإطفاء ما زالوا يكافحون للسيطرة عليه في باقي النقاط المشتعلة.
وأكد دان أفلاطون، رئيس بلدية كيب تاون، أن الجهود تتركز حاليا على الجبل فوق ضاحية فريدهوك، مشيرا في تصريحات للصحفيين إلى أن "الرياح القوية تضغط على فرق الإطفاء؛ لأنها تغير اتجاه الحريق".
ووصف أفلاطون الحريق، الذي دمر حتى الآن أكثر من 400 هكتار (990 فدانا) من الغطاء النباتي في حديقة جبل الطاولة الوطنية، "كواحد من أكبر الحرائق في تاريخ المدينة الحديث".
وتحقق السلطات في احتمال أن الحريق ربما يكون قد اشتعل عمدا، وأكد عضو مجلس المدينة أنه تم القبض على أحد المشتبه بهم الليلة الماضية في منطقة ديفيلز بيك بعد اعترافه بأنه تعمد إشعال حريق إضافي في إحدى المناطق التي احترقت.

يوم حزين
وتعد جامعة كيب تاون من بين أفضل الجامعات تصنيفا في أفريقيا، ومن أفضل 150 جامعة في العالم، وتقع معظم مبانيها على منحدرات ديفيلز بيك.
وعبر أوجالا ساتغور، المدير التنفيذي لمكتبات جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، على فيسبوك عن حزنه لاحتراق أجزاء من مكتبة جامعة كيب تاون، وقال إن هذا يوم حزين لمكتبات جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، مؤكدا "أننا سنتغلب على هذه الحادثة وننهض من تحت الرماد" وفق بيانه.

وقد شاركت عدة مؤسسات خيرية من ضمنها مؤسسة "وقف الواقفين الخيرية"، بتقديم وجبات لحوالي 4 آلاف طالب تضرروا من الحرائق، وفق ما أكدته في تغريدة على حسابها في تويتر.
وتكافح مدينة كيب، التي تقترب من نهاية موسم التأهب الشديد للحرائق في نهاية الشهر الجاري، الحرائق بانتظام بعد الحريق الهائل الذي شهدته العام الماضي، على الرغم من أن تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة ما يزالان يشكلان مصدر قلق وفق مسؤولين في المدينة.