الدبيبة في أنقرة.. يستكمل 407 مشاريع إستراتيجية تنفذها تركيا في ليبيا

وصل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الاثنين إلى أنقرة رفقة وفد وزاري رفيع المستوى، لحضور الاجتماع الأول "للمجلس الليبي التركي للتعاون الإستراتيجي رفيع المستوى"، الذي تأسس عام 2014.
وقد استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة في أول زيارة رسمية إلى تركيا، منذ تولي الأخير رئاسة حكومة الوحدة الوطنية في مطلع فبراير/شباط الماضي.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsأكد تعزيز التعاون بين تركيا وليبيا.. أردوغان يهاتف المنفي والدبيبة
اجتماع ليبي تركي قطري لمناقشة بناء القدرات الدفاعية لقوات حكومة الوفاق
وتشهد العاصمة التركية سلسلة لقاءات بين وزراء أتراك مع نظرائهم الليبيين على هامش الاجتماع الإستراتيجي، حيث تقابل وزراء البلدين في الخارجية والصناعة والتكنولوجيا والتعليم والدفاع والطاقة والنفط والغاز والتخطيط والتجارة والاقتصاد.
ويرى محللون أن اجتماع المجلس التركي الليبي للتعاون الإستراتيجي الأول يعطي دفعة جديدة للعلاقات مع تركيا بعد الاتفاقية الأمنية والاقتصادية الموقعة بين البلدين نهاية عام 2019.

إشارات واضحة
يرى عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا بلقاسم دبرز أن الوفد الحكومي الموسع الرفيع المستوى يرسل إشارات واضحة إلى كل الأطراف أن الحليف التركي له وزن وقيمة خاصة لدى ليبيا، وأنه حليف فوق العادة وشريك في جميع المستويات.
ويضيف دبرز للجزيرة نت "الاتفاقية الليبية التركية ماضية حتى ولو أعيد النظر في بعض بنودها، فتركيا تبقى لها علاقة مميزة وتفضيلية عن غيرها بعد مواقفها المشرفة". ويؤكد أن قوة الشريك التركي على الساحة الدولية، والتبادل التجاري معه، يعزز أهمية تركيا في ليبيا.
تحييد الدول
يؤكد عضو المجلس الأعلى للدولة أحمد لنقي أن مثل هذه الزيارات، التي يقوم بها أعضاء المجلس الرئاسي الجديد وحكومته، هي خطوات جيدة في الطريق الصحيح لتحييد الدول المتدخلة في الشأن الليبي الداخلي، حتى يعم الأمن والاستقرار.
ويتابع لنقي حديثه للجزيرة نت قائلا "يجب ألا نفسر أن ما يجريه رئيس الحكومة من زيارات على أنه انحياز لطرف إقليمي على حساب دول أخرى، بل هو لمصالح مشتركة تجمع بين ليبيا والدول الأخرى، حتى نضمن تعاونهم معنا لأجل دعم الاستقرار في البلاد".
ويفيد لنقي بأن "العلاقات مع تركيا مهمة، كما أن مثل هذه الاتفاقيات مع الدول الأخرى لا تقل شأنا عن الاتفاقيات مع تركيا". مشيرا إلى دعمه لأي اتفاقيات مع الدول المتدخلة في ليبيا تضمن ازدهار البلاد.
ويطالب لنقي الليبيين بدعم المسار الدبلوماسي الرسمي الذي يعمل عليه المجلس الرئاسي وحكومته من أجل ليبيا وشعبها.

دلالات مختلفة
ويعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة كامل الجطلاوي أن زيارة الوفد الحكومي برئاسة الدبيبة إلى تركيا بهذا المستوى له دلالات محلية ودولية وتحمل رسائل مهمة.
ويقول الجطلاوي في حديثه للجزيرة نت "انعقاد المجلس التركي الليبي للتعاون الإستراتيجي في هذا التوقيت يعني أن التعاون مستمر في جميع المجالات الصحية والصناعية والتجارية والتعليمية والأمنية". ويوضح أن ليبيا تسعى إلى الاستفادة من التجربة النهضوية التركية وطرق تطبيقها بدقة في الدولة الليبية.
زيارة مهمة
ويؤكد رئيس مركز إسطرلاب للدراسات عبد السلام الراجحي أن زيارة الدبيبة إلى تركيا مهمة وتأتي في إطار إنعاش الاقتصاد المحلي، واستكمال المشاريع المتعاقد عليها مع تركيا، حيث كان الدبيبة جزءا من هذه المشاريع ولديه دراية كافية بها.
ويتابع الراجحي للجزيرة نت "الدبيبة يزور تركيا للعمل على رجوع الشركات التركية المتعاقد معها في عهد معمر القذافي في مشاريع تصل إلى مليارات الدولارات، وقد وصلت نسبة إنجاز بعض المشاريع إلى %70 و%80، ومعظم المشاريع مهمة تخدم الشعب الليبي تتعلق بمشاريع البنية التحتية في الطاقة والمطارات والمستشفيات والمواصلات والإسكان، ووصلت العقود الموقعة إلى 407 مشاريع من تنفيذ شركات تركية".
ويرى المتحدث أنه من الطبيعي أن يكون حجم الوفد الحكومي الليبي الذي يزور تركيا كبيرا ورفيعا، نظرا للعلاقة المميزة التي تجمع البلدين، إضافة إلى حجم التبادل التجاري بين ليبيا وتركيا. كما أن "جزءا من أهداف زيارة الدبيبة يتعلق باستكمال الاتفاق الليبي التركي الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2019 لإعادة هيكلة وتدريب المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا".