وزير الدفاع الأميركي يبحث في تل أبيب الملف الإيراني ويتعهد بضمان أمن إسرائيل

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة ملتزمة بضمان التفوق العسكري لإسرائيل والحفاظ على أمنها.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي في تل أبيب أن إسرائيل شريك إستراتيجي للولايات المتحدة، واصفا هذه الشراكة بأنها مهمة للاستقرار في المنطقة.
وأوضح أنه اتفق مع نظيره الإسرائيلي على توسيع نطاق قضايا الدفاع لتشمل ضمان أمن إسرائيل على المدى البعيد وتحديات الاستقرار في المنطقة، إلى جانب دعم الولايات المتحدة لتطبيع إسرائيل علاقاتها مع الدول العربية والمسلمة.
من جانبه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عزم تل أبيب على التعاون الوثيق مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، فيما يخص الدفاع عن أمنها.
وشدد غانتس في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأميركي، على ضرورة أن يخدم أي اتفاق جديد مع إيران مصالح وأمن إسرائيل، مشيرا إلى أنها تعتبر الولايات المتحدة شريكا كاملا في جميع الملفات بما في ذلك إيران.
واعتبر أن طهران تشكل اليوم تهديدا إستراتيجيا للأمن الدولي ولمنطقة الشرق الأوسط وإسرائيل.
وقال إن تل أبيب ستعمل عن كثب مع واشنطن لضمان عدم حدوث سباق تسلح خطير في حال إبرام اتفاق جديد مع إيران.
وقال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن وزير الدفاع الإسرائيلي أكد خلال المؤتمر الصحفي على القيم المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وشدد على أن واشنطن هي الداعم الأساسي لإسرائيل، وأن إيران عدو ليس فقط لإسرائيل، بل للولايات المتحدة أيضا.
وأضاف أن وزير الدفاع الأميركي من جهته حاول طمأنة إسرائيل وتبديد قلقها بشأن عودتها المحتملة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وتحدث أوستن عن التعاون المشترك بين البلدين، وأكد أن واشنطن ستحافظ على التفوق العسكري الإسرائيلي، وأن الطرفين سيعملان معا لتعزيز أمن إسرائيل، كما أشار أيضا إلى دعم واشنطن توطيد العلاقة بين إسرائيل والدول العربية.
زيارة أوستن
ووصل أوستن إلى إسرائيل اليوم الأحد في أول زيارة لمسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، التي أثار موقفها تجاه إيران قلق حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومن المقرر أن يجتمع أوستن مع نتنياهو خلال الزيارة التي تستمر يومين، والتي قال مسؤولون إسرائيليون إنها ستشمل مباحثات بشأن إمدادات أسلحة أميركية لإسرائيل.
وتسعى واشنطن لطمأنة إسرائيل بشأن المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي مع استئناف المحادثات، غير المباشرة وغير الحاسمة حتى الآن، حول عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين القوى الكبرى وإيران والذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.
ودأبت إسرائيل على انتقاد الاتفاق النووي حيث ترى أنه يضع قيودا مؤقتة على قدرات إيران النووية مما يمهد الطريق لطهران لإنتاج قنابل على المدى الطويل. وتقول إنها لن تلتزم بالنهج الدبلوماسي.
وأعلنت كل من إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة عن تعرض سفنهما لأعمال تخريب في البحر. وتتهم سوريا إسرائيل بشن ضربات جوية على أراضيها.
وتقول إسرائيل إنها تحاول وقف حشد القوات الإيرانية داخل سوريا.
وسيقوم أوستن بجولة في قاعدة نفاطيم الجوية وبزيارة النصب التذكاري لمحرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (الهولوكوست) ونصب تذكاري آخر للقتلى في القدس.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الأميركي بعد أيام على انطلاق محادثات ممثلي الأطراف المشاركة في الاتفاق النووي في فيينا، لحث الولايات المتحدة على العودة إليه. وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي في 2018.
وتركز محادثات فيينا على رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد ترامب فرضها، وعلى دفع إيران إلى الامتثال بعد أن ردت على الخطوة الأميركية بتجميد العمل بالعديد من التزاماتها.
وبحسب جميع الأطراف، فإن المحادثات التي لا تشارك فيها واشنطن بشكل مباشر ويعمل خلالها الاتحاد الأوروبي كوسيط، شهدت بداية جيدة.
وتعارض إسرائيل عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وقال نتنياهو الأسبوع الماضي إن إسرائيل لن تلتزم بشروطها.
وأضاف في كلمة عشية ذكرى المحرقة النازية "الاتفاق مع إيران والذي من شأنه أن يمهد الطريق لامتلاك أسلحة نووية تهدد وجودنا لن يجبرنا بأي شكل من الأشكال".
وتشير تقارير إلى تبادل إيران وإسرائيل مؤخرا هجمات على سفن الشحن التجاري.
وتشمل جولة أوستن حسب وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ألمانيا وبريطانيا وبلجيكا.