شرق أوكرانيا.. روسيا تعتبر التصعيد تهديدا لأمنها والبنتاغون يؤكد أن وجود سفنه بالبحر الأسود ليس جديدا

أكدت روسيا أن تصعيد الأعمال العدائية في أوكرانيا يشكل تهديدا على أمنها، في حين أحجمت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن التعليق على تصريحات تركية تفيد باعتزام الولايات المتحدة إرسال سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود الأسبوع القادم.
وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن التطورات الأخيرة جنوب شرقي أوكرانيا تظهر أن سلطات البلاد لم تتخل عن خطط استخدام الخيار العسكري لحل المشكلة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتصعيد عسكري متواصل في إقليم دونباس شرق أوكرانيا
مباحثات ومناورات مع الناتو.. أوكرانيا تشتكي للغرب تصاعد هجمات الانفصاليين الموالين لروسيا
الصراع يتصاعد شرق أوكرانيا.. قلق غربي من "الحشد" الروسي وموسكو تحذر: جاهزون للتصدي لأي عدوان
وأضاف في تصريح له أمس الجمعة أن التصعيد في أوكرانيا يدفع روسيا إلى اتخاذ إجراءات من جهتها أيضا لضمان أمنها.
وأوضح أن تصاعد التوتر جنوب شرقي أوكرانيا هو الذي يحدد الإجراءات التي تتخذها روسيا لضمان أمنها، مؤكدا أن بلاده لم ولا تهدد أي دولة في العالم.
وفي معرض رده على سؤال حول طلب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، سحب الجيش الروسي من الحدود الأوكرانية، قال بيسكوف إن روسيا حرة في اتخاذ قرار نقل قواتها المسلحة على أراضيها وفقا لتقديرها الخاص.
ونوه إلى أنه من المحتمل أن تتحول أوكرانيا إلى منطقة غير مستقرة إلى حد كبير، وأي دولة لديها منطقة غير مستقرة وخطيرة بالقرب من حدودها ستتخذ تدابير لضمان أمنها.
من جهته، حث نائب وزير الخارجية الروسي، واشنطن، على اتخاذ نهج "أكثر مسؤولية تجاه الوضع في أوكرانيا وعدم تصعيد التوترات" وقال إن بلاده تتوقع من واشنطن تحركا فعالا للحد من سياسة تصعيد التوتر التي تنتهجها كييف.
وفي 30 مارس/آذار الماضي، أعلن رئيس هيئة الأركان الأوكرانية رسلان هومتشاك أن القوات الروسية أرسلت وحدات إلى منطقة قريبة من الحدود بذريعة إجراء تدريبات عسكرية.
وفي بيان منفصل، دعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، كييف، إلى تنفيذ اتفاق مينسك للتوصل إلى تسوية سلمية في منطقة دونباس (جنوب شرقي أوكرانيا).
سفينتان أميركيتان بالبحر الأسود
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي "هذا ليس بالأمر الجديد" في إشارة إلى وجود سفن حربية أميركية في البحر الأسود.
وكانت شبكة "سي إن إن" (CNN) الأميركية كشفت أن واشنطن تبحث إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود خلال الأسابيع المقبلة لدعم كييف، وسط الحشد العسكري المتزايد للجيش الروسي على الحدود الشرقية مع أوكرانيا.
وقال كيربي إن الحشود العسكرية الروسية على الحدود مع أوكرانيا، وفي شبه جزيرة القرم، هي الأكبر منذ عام 2014، وهي المعلومة ذاتها التي أكدها البيت الأبيض في وقت سابق.
ودعا روسيا إلى "التحلي بشفافية أكبر" بشأن نواياها وأهدافها وما تقوم به، مشيرا إلى أن موسكو لم تتمتع بهذه الشفافية "فهي تتسبب في المزيد من عدم الاستقرار بهذه المنطقة من العالم، والتي شهدت عنفا كبيرا، حيث قتل الشهر الماضي جنود أوكرانيون".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن بلادها تنسق مع حلفائها وشركائها بشأن التحركات العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية.
وأضافت أن واشنطن تتشارك مع حلفائها المعلومات الاستخباراتية من أجل التعامل مع التحركات الروسية.
كما عبرت الخارجية الأميركية عن قلقها إزاء ما وصفتها بالإجراءات الروسية لتصعيد التوتر بأوكرانيا، مشيدة بضبط النفس المستمر من جانب كييف في مواجهة الاستفزازات.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان دعمهما لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
كما أجرى بلينكن اتصالا مع نظيره الألماني هايكو ماس، شددا خلاله على أهمية دعم أوكرانيا ضد ما وصف بالاستفزازات الروسية الأحادية الجانب.
هدنة ومواجهة
وتأتي التوترات الأخيرة وتزايد الاشتباكات هذا العام مع الانفصاليين الموالين لروسيا، بعد هدنة التزم بها على نطاق واسع خلال النصف الثاني من عام 2020.
وبدأت الحرب بإقليم دونباس في أبريل/نيسان 2014 بعد وقت قصير من ضم موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية في أعقاب انتفاضة موالية للغرب في هذا البلد.
وقد خلّف النزاع منذ ذلك الحين أكثر من 13 ألف قتيل، وأدى إلى نزوح نحو 1.5 مليون شخص، وتراجعت حدة القتال بشكل كبير بعد التوصل إلى اتفاقيات "مينسك" للسلام بداية عام 2015، لكنّ العملية السياسية لم تتقدم كثيرا بعد ذلك.