أفغانستان.. تحفظات حكومية على بنود في المبادرة الأميركية ولقاءات في الدوحة لبحث عملية السلام

قال مصدر في لجنة المصالحة الأفغانية للجزيرة إن اللجنة تعتبر البند المتعلق بتشكيل حكومة انتقالية، الوارد في الخطة الأميركية لإحلال السلام مثيراً للجدل، وإنها تعتقد أن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة خيار أفضل من تشكيل حكومة مؤقتة.
وكان المبعوث الأميركي للسلام زلماي خليل زاد قدم في نهاية الأسبوع الماضي، مقترحا للحكومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف الوصول لوقف شامل لإطلاق النار وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، وإنهاء الحرب بشكل دائم، وانسحاب كامل للقوات الأميركية من أفغانستان.
وكشف المصدر أن لجنة المصالحة الأفغانية طلبت تفسيرا لبعض النقاط تتعلق بكيفية انتخاب الرئيس ونوابه.
وأضاف المصدر أن اللجنة، وبعد اجتماعها بمسؤولين حكوميين وقادة الأحزاب السياسية لدراسة المقترحات الأميركية، أكدت التوافق الكامل على بندي المبادئ الإرشادية الخاصة بمستقبل البلاد إضافة لبند وقف إطلاق النار.
وأشار إلى أن رئيس لجنة المصالحة عبد الله عبد الله سيشارك في اجتماع موسكو للسلام بأفغانستان.
وفي وقت سابق، نفى المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان صحة التقارير التي تحدثت عن رفض الخطة الأميركية للسلام التي تسلمتها قبل أيام، موضحا أن قيادة الحركة ما زالت تراجع الخطة.
لقاءات الدوحة
وعلى الصعيد الدبلوماسي، استقبل وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في الدوحة أمس الأحد كلا من المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد، ورئيس المكتب السياسي لحركة طالبان الملا عبد الغني برادر.
وجرى خلال اللقاء بحث المسارين السياسي والأمني في المفاوضات الأفغانية-الأفغانية التي تستضيفها الدوحة، بالإضافة إلى متابعة آخر تطورات اتفاق إحلال السلام في أفغانستان.
وكان قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي قد أعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف في أفغانستان، في وقت قالت طالبان إنها تدرس المشاركة في محادثات السلام بموسكو وإسطنبول، وذلك بعد ما أعلنت الحكومة موافقتها على المشاركة في هذه المحادثات.
والتقى ماكينزي -الذي وصل السبت إلى أفغانستان في زيارة لم تعلن سابقا- بالرئيس الأفغاني محمد أشرف غني بالعاصمة كابل، حيث حمّل غني طالبان مسؤولية الهجوم بمنطقة هرات (غرب البلاد) أمس، والذي أدى إلى مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 50.
ومنذ سنوات، تشهد أفغانستان مواجهات وأعمال عنف شبه يومية، بين عناصر الأمن والجيش من جهة، وعناصر طالبان من جهة أخرى، أسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين، فضلا عن عمليات جوية تنفذها طائرات حكومية وأخرى للتحالف الدولي.
وبوساطة قطرية، انطلقت في 12 سبتمبر/أيلول 2020، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاما من النزاعات المسلحة بأفغانستان.
وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و"طالبان"، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي أواخر فبراير/شباط 2020، لانسحاب أميركي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي، تقوده واشنطن، بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.