حميد الأحمر: شرعية هادي تتآكل والحرب في اليمن تحولت لحرب استنزاف
الأحمر يقول إن التحالف هو الذي يدير الحرب في اليمن، وهو من يتحمل مسؤولية الانحرافات التي شهدتها الحرب طيلة السنوات الست بوعي منه، وإن الشرعية هي فقط واجهة، ولكنها تتحمل مسؤولية عدم مقاومة هذا الانحراف
قال عضو البرلمان اليمني، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح حميد الأحمر، إن الحرب المستمرة منذ 6 سنوات في اليمن شهدت انحرافا عن أهدافها بعد تحرير مدينة عدن.
وأضاف الأحمر -في حوار للجزيرة نت- أن الحرب باليمن تحولت إلى حرب استنزاف، وصل أذاها إلى كل اليمنيين، مخلّفة دمارا في البنية التحتية، وانهيارا اقتصاديا، وأزمة اجتماعية، كما شهدت المناطق التي يسيطر عليها الحوثي تجريفا للهوية اليمنية.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsفي ذكراها العاشرة.. هل يتحول الشتات لنقطة قوة لشباب الثورة اليمنية؟
بعد 10 أعوام من الثورة اليمنية.. ما مصير أموال صالح؟
وأوضح البرلماني اليمني أن التحالف هو الذي يدير الحرب في اليمن، وهو من يتحمّل مسؤولية الانحرافات التي شهدتها الحرب طيلة السنوات الست بوعي منه، وأن الشرعية هي فقط واجهة، ولكنّها تتحمل مسؤولية عدم مقاومة هذا الانحراف.
وفي تعليقه على الدعوة التي وجهها للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالعودة لليمن، قال الأحمر إنه لم يعد مقبولا بعد 6 سنوات من الحرب بقاء قيادة الدولة في الخارج، فشرعية القيادة تتآكل عندما تكون بعيدة ومقصّرة في تأدية مهامها السيادية.
وأضاف أن النخبة السياسية اليمنية -وهو أحدهم- خارج اليمن بسبب غياب قيادة الدولة، ولكنّهم في المقابل متمسكون بهذه الشرعية ويعملون على إلزامها بالقيام بأدوارها وتصحيح علاقتها مع التحالف وفرض سيادتها على كل المناطق المحرّرة.
وحول تراجع إدارة بايدن عن تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، اعتبر الأحمر أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لم تكن جادة في قرارها تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية، لأنها لم تقم به سوى في آخر أسبوع من عمرها.
وأكد أن تراجع إدارة بايدن لم يكن مفاجئا وأن مقاربة الديمقراطيين للملف اليمني مرتبطة بالملف الإيراني، وتعيين بايدن لمبعوث خاص بالملف اليمني يعني أن إدارته ستتعامل مع الملف بشكل مباشر وليس عبر السعودية.
وتابع الأحمر أن التحالف والشرعية اليمنية ليستا في حاجة لأميركا للتعامل مع الحوثي، وأن التحالف العربي يمكن أن يتحول إلى تحالف إسلامي تلعب فيه تركيا دورا مهما إذا دعت الحاجة، لكنه أكد أن الحكومة الشرعية قادرة على الحسم بمفردها إذا أزيلت العوائق من أمامها، حسب تعبيره.
ورأى الأحمر أن الحل السياسي مع جماعة الحوثي صعب، مستبعدا أن تكون الجماعة جادة وقادرة على الدخول في عملية سياسية سلمية، إلا أن تكون أمامها قوّة رادعة ممثّلة في الشرعية، ولكن الشرعية، حسب تعبيره، مُنعت من امتلاك هذه القوة.
وفي حديثه عن الحكومة اليمنية الجديدة، أشار الأحمر إلى أنها جزء من اتفاق الرياض، الذي لم تف بقية الأطراف بشقّه الأمني والعسكري، وأن الهدف الأساسي من الاتفاق هو تجاوز الخلافات بين مكونات معسكر الشرعية.
وأوضح أن اتفاق الرياض أتى بعد تنازلات من الشرعية نتيجة الضغط على الرئيس عبد ربه منصور هادي، وأن السعودية هي المسؤولة عن تنفيذ هذا الاتفاق، كما أن التحالف هو مَن منع مجلس النواب من ممارسة مهامه والاجتماع ليكون سندا وداعما للشرعية.
وتابع أن المعركة ليست بشكل أساسي مع المجلس الانتقالي بل مع من يقف وراء المجلس الانتقالي، وهي الإمارات، مضيفا أنه ليس صحيحا ما تعلنه الإمارات أنها انسحبت من اليمن، فالإمارات دورها أساسي في الوجود العسكري لقوات التحالف، وهي موجودة في عدة مناطق باليمن، وتدعم بعض المكونات السياسية.
وأكد الأحمر أن الإمارات سعت عبر سفيرها في موسكو لتنسيق زيارة بعض القيادات الجنوبية لروسيا وعقد لقاءات لهم مع شركة فاغنر.
وحول الخلاف الخليجي-الخليجي، قال الأحمر إنّهم كيمنيين تأذّوا منه، واعتبر وجود قطر سابقا في مظلة التحالف نوعا من التوازن، وأن خروجها من التحالف نتيجة الخلاف الخليجي ربما أسهم في زيادة حدة الدور السلبي لبعض الأطراف داخله.
وقال الأحمر "اليوم، ومع عودة العلاقات الخليجية الخليجية التي نباركها، نأمل أن يعود الدور الإيجابي لقطر في مساندة الشرعيّة"، حسب تعبيره.
كما دعا إلى إنهاء جذور الصراع الذي هو أكبر من الحرب الحالية، وإعادة مكونات المشهد السياسي في اليمن إلى حجمها الطبيعي.
وأكد أن الشرعية قادرة على إيجاد صيغة وطنية جامعة إذا عادت للداخل، وأن الضعف ليس فقط في الشرعية، بل في قيادة الأحزاب كذلك، وأن هناك أصواتا في الشارع اليمني تدعو إلى آليات تشكيل قوة اجتماعية لتجاوز هذا الوضع السيئ.
وحول طرح احتمال تقسيم اليمن، اعتبر الأحمر أن إيران تسعى لتقسيم اليمن حتى يكون هناك كيان يتبعها، كما أن الإمارات لا تمانع في تقسيم اليمن حتى يكون هناك جزء من اليمن تحت قيادتها عبر أدوات تعتقد أنها قادرة على صناعتها وإدارتها حتى تمكنها من أن تسيطر على موانئ وجزر.
ورأى الأحمر أن الحل يكمن في ما ذهب إليه الحوار الوطني من وجود كيان وحدوي فيه نوع من الإدارة الذاتية للمناطق.
وفي ردّه على من يعتبر أن ما آلت إليه الأوضاع في اليمن مردّه إلى ثورة الشباب التي اندلعت في فبراير/شباط 2011 ضد نظام علي عبدالله صالح، قال الأحمر إن ثورة الشباب هي ثورة خير، ولا تتحمل أخطاء غيرها ولا ما قام به الانقلابيون.
وأكد الأحمر أن الشباب اليمني هم من أكثر الناس تضررا من تجريف الهوية اليمنية، ومن ضياع المستقبل وانهيار الاقتصاد، وهم معنيون باستعادة الدولة وممارسة الضغط البنّاء على الشرعية للقيام بدورها أو استبدالها.