سؤال وجواب.. ما يهمك معرفته عن تكرار الانتخابات الإسرائيلية المبكرة
الانتخابات المبكرة الرابعة للكنيست دليل على سيولة الحالة السياسية في إسرائيل
في سابقة تاريخية لم تشهدها إسرائيل منذ إعلانها قبل أكثر من 72 عاما، تجري 4 جولات انتخابية مبكرة خلال عامين فقط، في مشهد يعبر عن حالة من سيولة الأحداث السياسية فيها، وعدم استقرار حكومي، مما دفع العديد من التقديرات الإسرائيلية للحديث عن انتقالها مما كانت تزعم نفسها "واحة الديمقراطية في غابة الدكتاتوريات العربية" إلى واحدة من "جمهوريات الموز في العالم الثالث".
يتداول المتابعون لهذه الانتخابات الإسرائيلية المتلاحقة جملة من التساؤلات عن سبب تكرارها بصورة غير مسبوقة، من أهمها:
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل ينجو نتنياهو؟.. خمسة أسئلة تشرح لك معركة تكسير العظام الانتخابية الإسرائيلية القادمة
نتنياهو يمثل أمام المحكمة للرد على لوائح اتهام بالفساد وخيانة الأمانة
بينهم بوبر وأينشتاين وأرنت.. أصوات يهودية “منشقة” صارعت الصهيونية نحو قرن كامل
-
ما النظام الانتخابي الإسرائيلي؟
يعتمد النظام السياسي الإسرائيلي على إجراء دورة انتخابية كل 4 سنوات، لانتخاب أعضاء الكنيست، المكون من 120 عضوا، ينقسمون بين القوائم الانتخابية، ويُنتخبون عبر نظام التمثيل النسبي.
ويتوافق عدد المقاعد التي تحصل عليها كل قائمة في الكنيست بشكل نسبي مع عدد المصوتين لصالحها، فيما لو اجتازت نسبة الحسم المحددة بـ3.25%، وحسب هذه الطريقة يصوت الإسرائيليون لصالح قائمة، وليس لصالح شخص.
-
لماذا جرت 4 جولات انتخابية إسرائيلية مبكرة خلال عامين؟
لجأ الإسرائيليون منذ قرابة العامين لخوض 4 جولات انتخابية مبكرة، حصلت أولاها في أبريل/نيسان 2019، وثانيها في سبتمبر/أيلول من العام ذاته، وثالثها في مارس/آذار 2020، ورابعها المتوقع إجراؤها في مارس/آذار المقبل 2021.
اجتمعت جملة أسباب اضطرت الإسرائيليين لدخول هذا النفق المستمر من الانتخابات المبكرة، أهمها:
- استمرار أزمة الأحزاب الدينية الرافضة لانخراط عناصرها بالخدمة العسكرية كنظرائهم العلمانيين.
- مواصلة ملاحقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بقضايا الفساد التي لا تتوقف.
- ظهور انقسامات جديدة داخل الائتلافات الحكومية القصيرة التي شكلت خلال هذه الحقبة السريعة.
- الفشل في إقرار ميزانية عامة للدولة.
- إخفاق الحكومة بالتصدي لوباء كورونا.
- تجاوز بنيامين نتنياهو لشريكه بيني غانتس في الكثير من الملفات.
-
ما أبرز الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة؟
أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية يوم 4 فبراير/شباط عن إغلاق الباب أمام تسجيل القوائم الانتخابية، وقد بلغت 39 قائمة وحزباً، وهو رقم قياسي في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية.
ومن أهم هذه القوائم الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، أزرق-أبيض بقيادة بيني غانتس، يوجد مستقبل بزعامة يائير لبيد، أمل جديد بقيادة جدعون ساعر، القائمة المشتركة بقيادة أيمن عودة، شاس بقيادة آرييه درعي، يهدوت هاتوراه بقيادة موشيه غفني، العمل برئاسة ميراف ميخائيلي، إسرائيل بيتنا بقيادة أفيغدور ليبرمان، يمينا بقيادة نفتالي بينت، الصهيونية الدينية برئاسة بيتسلئيل سموتريتش، وقوة يهودية بزعامة إيتمار بن غفير، الاتحاد الصهيوني بزعامة يارون زليخا، ميرتس اليساري بزعامة نيتسان هوروفيتس.
كيف يمكن تفسير تكرار هذه الانتخابات بصورة متلاحقة؟
توقف الإسرائيليون عند تفسير هذه الظاهرة غير المسبوقة من الانتخابات المبكرة، وأرجعوها لعدد من المسوغات، من أهمها:
- غياب الإجماع الوطني بين الإسرائيليين حول أهداف الدولة التي اصطفوا خلفها طيلة عقود سابقة.
- عدم وجود قائد كاريزمي يلم شتات الإسرائيليين بعد ظهور أزمة "غياب جيل التأسيس".
- رفض الأحزاب الإسرائيلية التوافق حول برنامج سياسي متفق عليه، على الأقل في حدوده الدنيا.
- تمترس القيادات الإسرائيلية حول تحقيق أطماعها الشخصية، ولو كان ذلك على حساب الدولة واستقرارها السياسي.
-
إلى أي مدى يؤثر تكرار الانتخابات على صورة إسرائيل الخارجية؟
تسببت الانتخابات المبكرة المتكررة في إسرائيل بالعديد من الآثار السلبية، على الصعيد الخارجي:
- اهتزاز الصورة النمطية التي دأبت على تسويقها لدى الرأي العام العالمي، بأنها دولة ديمقراطية، في حين أن تكرار الجولات الانتخابية يظهر عكس ذلك.
- إعطاء انطباع خارجي بأنها تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي والحكومي، مما يعيق تطوير علاقاتها حول العالم.
-
كيف تركت الجولات الانتخابية المبكرة نتائجها على إسرائيل داخلياً؟
- ظهور حالات غير مسبوقة من التشظي الحزبي والانقسام السياسي، ونشوء أحزاب كـ"الفطر"، وكأن هناك حالة من السيولة غير المبررة في تشكيلها، فضلا عن بروز انشقاقات وائتلافات، واستقالات وترشيحات.
- تذمر متزايد في أوساط الإسرائيليين، ممن عبروا عن انزعاجهم من ذهابهم 4 مرات لصناديق الاقتراع خلال 24 شهرا فقط، بدل أن يكون ممارسة هذا الحق كل 4 سنوات مرة واحدة.
- تنامي الشعور لدى الإسرائيليين بأن قادتهم يجيّرون مقدرات الدولة لمصالحهم الشخصية، بعيدا عن المصلحة العامة، وإلهائهم بتصفية حسابات داخلية، رغم انشغال الدولة في تهديدات محدقة.
- كل جولة انتخابية تستنزف موازنة إسرائيل بمبالغ مالية طائلة، فقد أعلنت لجنة الانتخابات المركزية أن الانتخابات الرابعة في مارس/آذار 2021 ستكلف 3 مليارات شيكل، في حين تعاني إسرائيل من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تفشي وباء كورونا، وتفاقم البطالة بـ900 ألف عاطل عن العمل، و80 ألف شركة تجارية مغلقة، وعجز قياسي بميزانية الدولة بنسبة 13%.
- انتشار مفردات لافتة لأول مرة في السجال الإسرائيلي: الحرب الأهلية، انهيار الدولة، الانقلاب.
-
ما أهم النتائج المتوقعة للانتخابات الرابعة؟
رغم الآمال التي يعقدها الإسرائيليون بأن تنجح الجولة الانتخابية المبكرة الرابعة بما فشلت فيه الجولات الانتخابية الثلاث السابقة، لكن ليس هناك ضمانات أكيدة بحصول ذلك، على الأقل في ضوء بقاء المواقف السياسية ذاتها على حالها لدى مختلف الأحزاب الإسرائيلية، إلا إذا حصلت مفاجآت غير متوقعة.
ومنحت آخر استطلاعات الرأي العام الإسرائيلية الليكود 30 مقعدا؛ يوجد مستقبل 17 مقعدا؛ أمل جديد 14 مقعدا؛ يمينا 11 مقعدا؛ القائمة المشتركة 10 مقاعد، إسرائيل بيتنا 8 مقاعد؛ شاس 8 مقاعد؛ يهدوت هاتوراة 7 مقاعد؛ العمل 6 مقاعد؛ ميرتس 5 مقاعد.
واستكمالا لهذه المعطيات الإحصائية، يمكن في هذه العجالة سرد جملة من السيناريوهات المتوقعة للائتلاف الحكومي المتوقع بعد انتخابات مارس/آذار 2021، على النحو التالي:
- تشكيل ائتلاف يميني برئاسة الليكود، وبجانبه معسكر اليمين بشقيه الديني والقومي، وهو خيار مرجح، إن بقيت الأوزان الانتخابية على حالها وفق استطلاعات الرأي.
- تشكيل ائتلاف من معسكر يمين الوسط، رغم أن الجدوى العددية لهذا الائتلاف مرهونة بعوامل أخرى، تتعلق بمدى اجتياز أحزابه لنسبة الحسم بالانتخابات.
- الإعلان عن تحالف مكوّن من اليمين الديني المعروف باسم "الحريديم"، رغم أنه خيار ليس مفضلا لدى الإسرائيليين، بسبب رغبة غالبيتهم بخروج المتدينين من أي ائتلاف حكومي.
-
لماذا تدهور معسكر اليسار الإسرائيلي؟
في السيناريوهات المطروحة، لم يطرح خيار حكومة يشكلها اليسار، بعد أن مني في السنوات الأخيرة بتدهور مريع، وغياب شبه كلي عن مواقع صنع القرار الإسرائيلي، ومن أهم أسباب ذلك:
- الانزياح التدريجي للشارع الإسرائيلي نحو اليمين بشقيه الديني والقومي.
- توقف عملية التسوية مع الفلسطينيين، واغتيال رئيس الوزراء الأسبق اسحق رابين في 1995.
- أخطاء اليسار، وانفصاله عن الأحداث محلياً وإقليمياً ودولياً، واتساع الفجوات مع قواعده.
- حرص الزعامات اليسارية على مصالحها الذاتية على حساب مبادئ المعسكر.
- الظرف السياسي والإقليمي والمحلي، وتراجع الفكر اليساري عموما حول العالم.
- استمرار نتنياهو كرقم صعب أمام اليسار، وافتقار الأخير لقيادات كاريزماتية أسوة بسابقاتها.
- محاولات اليسار إعادة تكييف نفسه بطريقة تتلاءم مع وجهات النظر الصهيونية، فضاعت هويته.
-
كيف سجل نتنياهو رقمه القياسي في الحكم؟
استطاع نتنياهو (71 عاما) تسجيل الرقم القياسي لبقائه في الحكم، متفوقاً على كل أسلافه، بمن فيهم ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء، وزاد حكمه عن 13 عاما، مما جعله عقبة كأداء أمام مختلف خصومه ومنافسيه الذين حاولوا عبثاً إزاحته عن المشهد الإسرائيلي، ومن أسباب استمراره في الحكم كل هذه الفترة:
- شخصيته القيادية التي طغت على باقي منافسيه، داخل الليكود وخارجه.
- تماشيه مع رغبات اليمين المتطرف، الذي سجل انزياحا تدريجيا لافتا في الشارع الإسرائيلي.
- قدرته على تلبية مطالب شركائه "المتناقضين" داخل الائتلافات الحكومية المتتالية.
- تمثله لمقولة "أنا الدولة والدولة أنا"، من خلال صياغة قوانين على مقاسه الخاص، وقدرته على تجيير مؤسسات الدولة الرسمية لصالحه الخاص.
- توسيع علاقات إسرائيل الخارجية: عربياً وإقليمياً ودولياً، رغم اتهامات الفساد التي تلاحقه.