العراق.. 80 صاروخا و22 هجوما حصيلة استهداف المصالح الأميركية في 2021

المتحدث باسم التحالف الدولي في العراق قال للجزيرة نت إن التحالف ليست لديه قواعد عسكرية في العراق، وإنما يوجد في منشآت عراقية ودوره سيكون استشاريا وتدريبيا

U.S. Army AH-64 Apache helicopters from 1st Battalion, 227th Aviation Regiment, 34th Combat Aviation Brigade, launch flares as they conduct overflights of the U.S. Embassy in Baghdad, Iraq December 31, 2019.  U.S. Army/Spc. Khalil Jenkins/CJTF-OIR Public Affairs/Handout via REUTERS.  THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY.
السفارة الأميركية في بغداد كانت هدفا للعديد من الهجمات الصاروخية (رويترز)

بغداد- لا تزال الفصائل المسلحة تسير على خطى استهداف المصالح الأميركية في العراق رغم إعلان بعضها إيقاف تلك الهجمات وتأجيلها إلى العام الجديد في حال عدم انسحاب القوات الأميركية من العراق حسبما تم الاتفاق عليه بين بغداد وواشنطن.

وتتعرض القواعد العسكرية التي تستضيف القوات الأميركية في عموم العراق إلى هجمات متكررة بواسطة صواريخ وطائرات مسيرة محملة بمتفجرات. وتتهم واشنطن فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بالوقوف وراء تلك الاستهدافات.

إحصاءات

واستهدفت المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، فجر الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بصاروخي كاتيوشا خلّفا أضرارا مادية.

وبحسب إحصائية أجرتها الجزيرة نت، فإن الهجوم الأخير على المنطقة الخضراء هو الرابع من نوعه خلال عام 2021.

ووفقا لهذه الإحصائية فإن الهجمات الـ4 نفذت بواسطة 10 صواريخ ومُسيرتين، في حين نُفذ 22 هجوما خلال العام الجاري استهدف من خلاله مطار أربيل (في إقليم كردستان) ومطار بغداد وقاعدة بلد في صلاح الدين (شمال بغداد).

كما استخدم أكثر من 80 صاروخا و8 طائرات مسيرة، بعضها كانت مفخخة لتنفيذ الهجمات التي استهدفت المقار الأجنبية في العراق.

وتضم المنطقة الخضراء معظم مؤسسات الدولة ومقر إقامة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والعديد من القيادات السياسية العراقية، فضلا عن مقر سفارة الولايات المتحدة والعديد من السفارات الأجنبية.

الهجمات تضر العراقيين

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي العقيد كول هاربر، إن التحالف الذي تقوده أميركا ليست لديه قواعد عسكرية في العراق، وإنما يوجد في المنشآت العراقية الثلاث وهي عين الأسد في الأنبار، وأربيل في إقليم كردستان، ومركز العمليات المشتركة الأولى في بغداد.

وفي حديث للجزيرة نت، أوضح هاربر، أن هناك بعض الهجمات على المنشآت التي تنتشر فيها عناصر تابعة للتحالف الدولي تتسبب بأضرار وتهديد حقيقي للعراقيين كون هذه المنشآت عراقية بالأساس.

وأضاف أن هجمات الفصائل المسلحة تعرض المدنيين العراقيين للخطر بشكل مستمر على اعتبار الصواريخ المستخدمة وخاصة الكاتيوشا، وغالبا ما تكون عشوائية وتسقط على المدن وتلحق أضرارا بالمدنيين.

وحرص هاربر على تأكيد أن التحالف الدولي الآن ليس لديه أي دور قتالي في العراق، وإنما المهمة الجديدة تكمن في تقديم المشورة والمساعدة لتمكين الجيش العراقي والبشمركة (قوات إقليم كردستان) من الحفاظ على الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة.

واتفق العراق وأميركا في 27 يوليو/تموز 2021، على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول نهاية العام الجاري، حسب البيان الختامي الصادر عن حكومتي البلدين عقب جولة الحوار الإستراتيجي الرابعة والأخيرة بينهما.

لا انسحاب من العراق

وذكر العقيد الاميركي أن التحالف الدولي لن ينسحب من العراق وإنما سيتغير الدور من قتالي إلى استشاري كما أعلنت عنه الحكومة العراقية، وأن البقاء في العراق -وبهذا الدور الجديد- جاء بناء على طلب بغداد للمساعدة على دحر ما تبقَّى من تنظيم الدولة.

وبشأن الخسائر الاقتصادية التي تعرضت لها المصالح الأميركية نتيجة للهجمات المتكررة، قال هاربر، إن التحالف الدولي ليست لديه إحصائية حول هذا الموضوع.

وأعلن كل من العراق والتحالف في 9 ديسمبر/كانون الأول إنهاء المهام القتالية للتحالف الدولي بشكل رسمي.

وفي 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، نفت قيادة العمليات المشتركة في الجيش العراقي، صحة مزاعم تمديد موعد انسحاب القوات القتالية الأميركية من البلاد المقرر نهاية العام الجاري.

عدنان الكناني
الكناني حذر من أن التدخلات الخارجية في القرارات العراقية ستكون له آثار سلبية تنعكس على الواقع بالبلاد (الجزيرة نت)

عودة الحرب الأهلية

إلى ذلك، قال العميد السابق في الجيش العراقي عدنان الكناني، إن واشنطن اتفقت مع الحكومة العراقية على سحب القوات القتالية والإبقاء على 2500 فقط يعملون كاستشاريين ومدربين.

وأضاف للجزيرة نت، أن الحكومة العراقية تعرضت لضغوط من دول مجاورة دفعت العراق للسعي نحو المطالبة بسحب القوات الأميركية من العراق، مشيرا إلى أن لهذه الدول مصالح في العراق وتمتلك أذرعا مسلحة بالبلاد.

ويرى الكناني، أن استمرار التدخلات الخارجية في القرارات العراقية السياسية والأمنية ستكون له آثار سلبية تنعكس على الواقع في البلاد، ولا بد من إيجاد حلول سريعة لها.

وبشأن الانعكاسات السلبية للانسحاب الأميركي، أعرب الكناني عن خشيته من أن يعمل ذلك على إرجاع البلاد إلى الحرب الأهلية والاقتتال الشيعي – الشيعي.

ويتوقع الكناني، أن الانسحاب ستكون له نتائج سلبية كما حصل عام 2011 والذي أدخل العراق بمشكلات عديدة أبرزها دخول تنظيم الدولة للعديد من المحافظات.

وأبرمت بغداد وواشنطن عام 2008، اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي مهدت لخروج القوات الأميركية في عام 2011 بعد 8 سنوات من الاحتلال.

وعادت القوات الأميركية إلى العراق بطلب من بغداد لمواجهة تنظيم الدولة عام 2014، عقب سقوط محافظات عديدة في يد التنظيم، وقادت الولايات المتحدة تحالفا مكونا من نحو 60 دولة لمحاربة التنظيم.

وفي 5 يناير/كانون الثاني 2020، صوّت البرلمان العراقي على قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، بما فيها الأميركية، وذلك بعد يومين من ضربة جوية أميركية أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.

المصدر : الجزيرة