بعد تعاطف مواقع التواصل معه.. الداخلية المصرية تنفي إساءة معاملة نائب مرشد الإخوان
القاهرة- بعد أيام من انتشار مقطع مؤثر يشكو فيه محمود عزت نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين -في أثناء جلسة محاكمته- من سوء ظروف احتجازه داخل السجن، نفت وزارة الداخلية المصرية -مساء أمس السبت- تعرضه لسوء معاملة داخل محبسه.
وقالت الوزارة -في بيان لها- إنه لا صحة لادعاءات القيادي الإخواني محمود عزت بشأن تعرضه لسوء المعاملة في محبسه، معتبرة أن هذه الادعاءات جاءت لصرف النظر عن الاتهامات الموجهة إليه، على حد قول البيان.
لا صحة لإدعاءات القيادى الإخوانى/ محمود عزت بشأن تعرضه لسوء المعاملة فى محبسه ، وأن إدعاءات المذكور جاءت بهدف صرف نظر المحكمة عن الإتهامات الموجهة له والجرائم التى إرتكبها pic.twitter.com/f7SGDw0nMp
— وزارة الداخلية (@moiegy) December 25, 2021
مطالبات إخوانية
بيان الداخلية جاء -فيما يبدو- ردا على بيان أصدرته جماعة الإخوان المسلمين -أول أمس الجمعة- طالبت فيه السلطات المصرية بتقديم كافة الحقوق لنائب مرشدها المسجون.
وحملت جماعة الإخوان -في بيانها- السلطات المصرية المسؤولية عن حياة وسلامة محمود عزت، المصاب ببعض الأمراض المزمنة وقد اشتد عليه المرض قبل أسبوع من اعتقاله إضافة إلى تقدمه في العمر (77عاما)، مضيفة أنها تحمل السلطات المسؤولية الكاملة "عن سلامة جميع المختطفين في سجونها".
معاناة نائب المرشد
كانت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر قد شهدت تداولا واسعا لمقطع فيديو يشكو فيه نائب مرشد جماعة الإخوان من الظروف القاسية لاحتجازه في حبس انفرادي مغلق منذ القبض عليه أغسطس/آب العام الماضي.
وقال عزت -في مقطع الفيديو- موجها حديثه للقاضي إنه محبوس بشكل انفرادي منذ 16 شهرا، لا يتم فتح الزنزانة إلا لمدة ثوان، يُسّـلم له فيها الأكل، بل في بعض المرات يتم إلقاء الطعام له من فتحة في أعلى باب الزنزانة، وإنه لا يستطيع التحرك أو استنشاق الهواء.
وأشار إلى أنه طوال الطريق إلى المحكمة يكون معصوب العينين، وأنه لم يكمل دقيقة في قراءة عريضة الدعوى التي سلمت إليه وسحبت منه، ولا يعلم الإجراءات التي أمرت بها المحكمة، ولم يلتق بمحاميه ولا يعرف من حضر أو من غاب منهم.
نائب مرشد الإخوان يروي أوضاعا مأساوية يعيشها داخل السجن#مصر pic.twitter.com/rtb4rNPFxC
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 23, 2021
جدل مواقع التواصل
فيديو محمود عزت أثار جدلا على مواقع التواصل في مصر حول المعاملة التي يلقاها في محبسه، حيث عبر عدد من رواد المواقع عن تعاطفهم مع الرجل المسن في مواجهة الظلم الذي يتعرض له.
واستنكر رواد مواقع التواصل التعامل بهذا الشكل المهين مع الشخص الذي تتلمذ على يديه آلاف الأطباء المصريين الذين درسوا على يديه علم "الميكروبيولوجي" (Microbiology)، والذي تكفل -بوصفه نائب رئيس الجمعية الطبية الإسلامية- بعلاج آلاف المرضى في مصر والعالم.
في المقابل، رأى البعض أن الرجل يستحق هذه المعاملة بعد ما اقترفته جماعة الإخوان المسلمين بحق الشعب المصري والجرائم التي ارتكبوها، على حد قولهم.
فيديو صغير أمام المحكمة ، أقل من دقيقتين ، للدكتور محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان ، عما يلاقيه في السجون ، كان كافيا لفضح كل الأكاذيب الرخيصة التي روج لها الإعلام المصري عن "فضائل" السجون في "العهد السعيد" ، ما حكاه عزت عار يلحق منظومة العدالة والأمن والإعلام ، بالكامل
— جمال سلطان (@GamalSultan1) December 24, 2021
الدكتور #محمود_عزت الأستاذ بكلية الطب الذي قضى دهرا من شبابه في سجون عبدالناصر، #شاهد_مقطع_الفيديو_الخاص وكيف يعامل في نفس السجون في شيخوخته، التي أقل ما توصف به أنها #عنابر_الموت وزنازين القتل البطيء، "والله من ورائهم محيط". pic.twitter.com/Qi5Ompa6LA
— د. محمد الصغير (@drassagheer) December 24, 2021
الحالة المروعة التي بدا عليها د. محمود عزت تكشف مدى انحطاط اخلاق سجانيه! أي ظلم أشد وأحط من ترك رجل كهذا في زنزانة انفرادية في ظروف مروعة وهو الاستاذ الذي درس الطب لآلاف الطلبة والمحسن الذي تكفل عبر الجمعية الطبية الاسلامية بعلاج آلاف المصريين لما تخلت عنهم الدولة؟ pic.twitter.com/iiWVKVtoNd
— Siba Madwar صبا مدور (@madwar_siba) December 23, 2021
الأستاذ الدكتور / محمود عزت
أستاذي و أنا طالب في ٣ كلية طب
أكبر أستاذ بقسم المايكروبايولوجي
اسأل الله أن يخفف عنك و يربط علي قلبك
و يرزقك الله صبراً علي صبرك و ثباتاً علي ثباتكاللهم إني أبرأ إليك مما يُفعل في الشباب و الشيبان
اللهم إنك تعلم ضعف قوتنا و قلة حيلتنا و لا نملك حلاً pic.twitter.com/dGU8TzUzec— AHMED MOHAMED MORSY (@A3M_MORSY) December 23, 2021
الكل عارف انا بكره الاخوان اد ايه
لكن الحاجات دي بتضايقني انسانيا جدا
خصوصا مع كبار السن
وللأسف ملهاش اي مبرر 😒😒 https://t.co/m30ftc1npD— yousr hammad (@yousrhammad) December 24, 2021
الارهابى المتخابر قاتل المصريين عايز فندق ٥ نجوم والله خسارة فيكم الاكل والشرب واهدار وقت المحكمة المفروض اعدام على طول#محمود_عزت https://t.co/i4JziTtJ7v
— Eman Shahin ☯️ ♑ 🇪🇬💖🇸🇦 (@ES4SBS) December 25, 2021
عندما كان في ريعان شبابه كان
يحرض
يقتل
يفجر
يخطط لخيانة وطنهواليوم بعد أن وصل إلى أرذل العمر
ظهر وكأنه مظلوم ..الحقوق لا تسقط بالتقادم ايها المجرم#محمود_عزت https://t.co/CwpqQHh1Ns
— عبداللطيف الوطبان (@A_Alwatban) December 25, 2021
ربما كان محمود عزت و أمثاله يعاملون معاملة سيئة و لكن ماذا عن جرائمهم الشنيعة التى ارتكبوها بحق الشعب؟
عليهم أن يحمدوا الله أنهم مازالوا على قيد الحياة يأكلون و يشربون و يتكلمون و أظن أنه يحسب للدولة السماح له بالتعبير عن معاناته و تصوير ذلك و نشره https://t.co/yxINF9VuyX— مواطن (@mowatin500) December 25, 2021
محمود عزت مش عضو عادي في جماعة الإخوان المسلمين يعني شوف البلتاجي بمحمد بديع بالكتاتني بصفوت حجازي بغيره وغيره ميجوش 10% من محمود عزت محمود عزت أستاذ ورئيس قسم يعني عارف كل الدهاليز والخبايا اللي مش بيعرفها غير أطراف معينة يتعدوا على صوابع اليد … pic.twitter.com/IRqtsllaRY
— sabry shibl eldefrawy (@sabryeldefraw) December 24, 2021
كانت محكمة جنايات القاهرة قضت -الأحد الماضي- بالسجن المؤبد (25 عاما) على محمود عزت بعد مشاركته في القضية المعروفة إعلاميا باقتحام الحدود الشرقية، كما ثبتت المحكمة إدانته بتهمة التخابر مع جهات أجنبية.
وسبق أن حُكم على عزت صيف عام 2015 بالإعدام شنقا في القضية ذاتها، وعقب القبض عليه أغسطس/آب 2020، قرر القضاء إعادة محاكمته ليتم تخفيف العقوبة من إعدام إلى مؤبد في جلسة الأحد الماضي.
ومحمود عزت من مواليد 1944، وانتظم في صفوف جماعة الإخوان عام 1962، ثم اعتُقل عام 1965 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وحكم عليه بالسجن 10 سنوات وخرج عام 1974، ثم اختير عضوا بمكتب الإرشاد (أعلى هيئة بالجماعة) عام 1981، وذلك وفق الموسوعة التاريخية الرسمية للإخوان "إخوان ويكي".
وبخلاف سجنه في الستينيات، اعتقلته السلطات المصرية عدة أشهر عام 1993 في قضية مرتبطة بتنظيم الإخوان، ثم عاد للسجن بعد عامين، بحكم مدته 5 سنوات أنهاه عام 2000.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أغسطس/آب من العام الماضي اعتقال عزت بإحدى الشقق السكنية بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، علما بأنه كان قد تولى منصب القائم بأعمال مرشد الجماعة أغسطس/آب 2013، عقب القبض على المرشد محمد بديع، بعد أيام من فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة الكبرى.
واعتصم مئات الآلاف من المصريين في ذلك الوقت، اعتراضا على تدخل الجيش بقيادة -وزير الدفاع آنذاك والرئيس الحالي- عبد الفتاح السيسي لعزل الرئيس الراحل محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، الذي كان أول رئيس مدني منتخب في مصر عقب ثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك بعد 3 عقود قضاها في السلطة.