إيران تطلق صواريخ باليستية وصواريخ كروز في مناورات بالخليج وواشنطن تعتبر أن الوقت المتبقي لإحياء الاتفاق النووي بدأ ينفد
ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الحرس الثوري أطلق صواريخ باليستية وصواريخ كروز، اليوم الثلاثاء خلال مناوراته الحربية بالخليج المسمّاة "الرسول الأعظم 17″، وسط تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة وإسرائيل حول خطط إسرائيلية محتملة لاستهداف مواقع نووية في إيران.
وقال قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي للتلفزيون إن "استخدام القوات البحرية التابعة للحرس الثوري صواريخ باليستية، يمثل مفهوما جديدا.. لقد أصابت أهدافها بدقة 100%".
اقرأ أيضا
list of 3 itemsأسرار التفوق وإسرائيل والصين وإيران.. أسباب وراء أزمة بيع مقاتلات إف-35 الأميركية للإمارات
الملف النووي.. الإعلان عن جولة مفاوضات ثامنة وإيران: لاحظنا تحولا إيجابيا
ووفقا للحرس الثوري، شهد اليوم الثاني من هذه المناورات تنفيذ عمليات صاروخية باليستية استهدفت سفنا ومنشآت وقواعد للعدو الافتراضي، وكذلك إطلاق عدد من صواريخ كروز المضادة للسفن، وتدريبا على الطائرات المسيرة.
وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري إن الهدف من المناورات هو تعزيزُ القدرات الردعية لإيران، وبعثُ رسائل لمن وصفهم بالأعداء بأن إيران لن تسمح لهم بتهديدها واستهداف أراضيها، وأنها ستقطع يد كل من حاول المساس بأمنها واستقرارها، وفق تعبيره.
وتقول إيران إن صواريخها الباليستية يبلغ مداها ألفي كيلومتر، وقادرة على الوصول إلى إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.
وحذرت -أمس الاثنين- من رد "ساحق" على أي تحرك يستهدفها من جانب إسرائيل التي تعارض جهود القوى العالمية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وتهدد منذ فترة طويلة بعمل عسكري إذا فشلت الدبلوماسية في منع طهران من امتلاك قنبلة نووية.
وتقول إيران إن أهداف برنامجها النووي سلمية. ويسود اعتقاد على نطاق واسع بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك ترسانة نووية.
وأشارت وسائل إعلام إيرانية إلى أن التدريبات التي بدأت أمس وتستمر 5 أيام، تضمنت أيضا إطلاق 5 صواريخ كروز في نفس التوقيت، وطائرات مسيرة محملة بالأسلحة تستطيع كل واحدة منها إصابة هدفين.
تحذيرات متبادلة
وقبل أن تبدأ المناورات الإيرانية، كانت التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب تصل ذروتها؛ حيث اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أن الفرصة مواتية للعالم كي يتحرك ضد طهران، قائلا إن إيران ليست قوة عظمى، ومواطنيها يعانون من وضع اقتصادي صعب، ولديها الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية.
في المقابل، حذرت طهران إسرائيل -على لسان قائد عسكري في هيئة الأركان- من أنها سترد عليها بشكل صاعق في حال نفذت خططها لضرب منشآت نووية أو عسكرية إيرانية.
واللافت في التهديد الإيراني إشارته إلى أن أي تهديد عسكري من قبل إسرائيل لن يكون ممكنا من دون وجود ضوء أخضر من الولايات المتحدة، على حد تعبيره.
الموقف الأميركي
من ناحيته، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي في مقابلة مع قناة "سي إن إن" (CNN) إن إيران إذا واصلت وتيرة برنامجها النووي فستتوقف المفاوضات خلال أسابيع، معتبرا أن الوقت المتبقي لإحياء الاتفاق النووي بدأ ينفد.
وأضاف مالي أن عدم التوصل قريبا إلى اتفاق سيحتم التفاوض على صفقة مختلفة تماما.
وقال البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يتوجه إلى إسرائيل للتشاور بشأن مجموعة من القضايا، على رأسها ما وصفه بالتهديد الإيراني.
وذكر البيت الأبيض في بيان أن سوليفان سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وكبار المسؤولين، لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل.
ورجّح أن يهيمن ما ينظر إليه على أنه تهديد إيران على زيارة سوليفان، إذ أفاد المفاوضون بأن محادثات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، تسير ببطء.
ووفق مسؤول في إدارة الرئيس جو بايدن، تحدث للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين سيتحدثون عن توقعاتهم في الأسابيع المقبلة فيما يتعلق بالمحادثات مع إيران.
وأضاف المسؤول "سنتحدث عن تصوراتنا بشأن وضع البرنامج النووي الإيراني وبعض الجداول الزمنية.. ستكون فرصة جيدة للجلوس وجها لوجه والتحدث بشأن ما آلت إليه المحادثات، والإطار الزمني الذي نحن بصدده وإعادة التأكيد على أنه لم يعد أمامنا الكثير من الوقت".
وتعتقد الولايات المتحدة أن الفترة الزمنية التي تحتاجها إيران لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب لصنع سلاح نووي واحد، أصبحت الآن "قصيرة جدا".
يشار إلى أن المحادثات بين إيران والقوى العالمية تم تعليقها حتى الأسبوع القادم، بعد عدم إحراز تقدم.
واتهمت إيران مجموعة "4+1" بعدم تقديم مقترحات عملية في المفاوضات، وقالت إن من الممكن التوصل إلى اتفاق في أقرب فرصة، إذا قدمت تلك الأطراف مقترحات جدية.