ماليزيا تعلق على إلغاء بطولة عالمية على أراضيها عقب رفضها استقبال رياضيين إسرائيليين

مستشار الحكومة الماليزية عبد الرزاق أحمد في تصريح خاص بالجزيرة نت
مستشار الحكومة الماليزية عبد الرزاق أحمد أكد أن منع دخول الرياضيين الإسرائيليين إلى بلاده مسألة سيادية (الجزيرة)

كوالالمبور – تمسكت ماليزيا بموقفها الرافض دخول رياضيين إسرائيليين إلى أراضيها للمشاركة في بطولات دولية، وذلك على الرغم من إلغاء الاتحاد الدولي للإسكواش بطولته التي كانت مقررة في كولالمبور من 7 إلى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقال مستشار الحكومة الماليزية عبد الرزاق أحمد -في تصريح خاص بالجزيرة نت- إن رفض منح تأشيرات دخول لفريق الإسكواش الإسرائيلي مسألة سيادية بالنسبة لماليزيا، ويتسق مع موقفها الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض الاحتلال لفلسطين والقدس الشريف، وينسجم مع مشاعر الشعب الماليزي المتضامن مع قضية الشعب الفلسطيني، ومواقف ماليزيا المبدئية في رفض التمييز العنصري (الأبارتايد).

وسبق لماليزيا -الواقعة في جنوب شرق آسيا- أن منعت رياضيين إسرائيليين من دخولها، وهي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

وذكّر أحمد بمواقف ماليزية تاريخية مشابهة مثل مقاطعة نظام التمييز العنصري السابق في جنوب أفريقيا ورفض استقبال فرقه الرياضية.

واستبعد المتحدث أن يؤدي رفض ماليزيا التطبيع مع دولة الاحتلال إلى عزل بلاده، في ظل الدعم الغربي لمشاريع التطبيع؛ وقال إن ماليزيا دولة متحضرة تتمتع بشبكة علاقات دولية متينة على مختلف النواحي، وليست بحاجة إلى إقامة علاقات مع كيان قام على ظلم واضطهاد شعب آخر، ومستمر في ممارساته اللاإنسانية. وطالب الدول التي تحاول تسويق دولة الاحتلال بأن تنصف الشعب الفلسطيني وتمكنه من استرداد حقوقه المشروعة أولا.

Previews - Gold Coast 2018 Commonwealth Games Day -1 GOLD COAST, AUSTRALIA - APRIL 03: A general view of the main squash venue at the Oxenford Studios ahead of the 2018 Commonwealth Games on April 3, 2018 in Gold Coast, Australia. (Photo by Robert Cianflone/Getty Images)
ماليزيا خسرت استضافة بطولة الإسكواش الدولية هذا العام لرفضها منح تأشيرات دخول للاعبين الإسرائيليين (غيتي)

وكان الاتحاد الدولي للإسكواش أعلن إلغاء البطولة لهذا العام بعد رفض السلطات الماليزية منح اللاعبين الإسرائيليين المشاركين في البطولة تأشيرات دخول، وتعذر نقل المباريات إلى نيوزيلندا بسبب إجراءات محاصرة فيروس كورونا المتحور، وقال بيان للاتحاد الدولي للإسكواش وجمعية الإسكواش الماليزية إن اللجنة الأولمبية العالمية والمجلس الأولمبي الماليزي أخفقا في إقناع السلطات الماليزية بمنح جميع اللاعبين تأشيرات دخول، بمن فيهم الإسرائيليين.

من ناحيته أشاد البروفيسور محمد أفندي صالح -وهو ناشط في مجال العمل الإنساني العالمي- بما وصفه بتمسك الحكومة الماليزية بدعم مبادئ العدالة والحرية في العالم، وقال إن الرياضة ليست استثناء من مبادئ العدالة، وأضاف في تصريحات صحفية "علينا ألا نلعب رياضة مع قتلة".

وقال أفندي -في أثناء إجابته على أسئلة صحفيين- "إن كرامتنا وتضامننا مع الشعب الفلسطيني المضطهد على مدى أكثر من 6 عقود أهم بكثير من خسارة فرصة لعقد بطولة رياضية".

وعدّد الناشط الحقوقي مواقف ماليزية سابقة لرفض التعامل الرياضي مع دول وصفها بـ"المعتدية" وبينها دول كبرى، وقال إن ماليزيا لم تشارك في الألعاب الأولمبية التي عقدت في روسيا عام 1980 احتجاجا على الاجتياح السوفياتي لأفغانستان، وفقدت فرصة استضافة دورة الألعاب البارالمبية عام 2019 بسبب رفضها استقبال الرياضيين الإسرائيليين.

وتحظى القضية الفلسطينية بتأييد واسع في ماليزيا، حيث يشكّل مسلمو المالاي نحو 60% من عدد السكان ويُحظر دخول البلاد بجواز سفر إسرائيلي.

المصدر : الجزيرة