موسكو تستعد بصواريخ إسكندر.. "شبح خروتشوف وكينيدي" يلوح في الأفق
يتمتع صاروخ إسكندر بقدرة عالية على المناورة، ومزود بتقنيات التخفي ووحدة حرب إلكترونية للتعامل مع الأهداف التمويهية والخاطئة، كما يمكن أن يكون وسيلة إيصال للأسلحة النووية التكتيكية.
موسكو – يبدو أن القارة الأوروبية ستصبح على موعد مع أزمة "كاريبي ثانية" إذا صحت توقعات سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، بأن الناتو يستفز روسيا لنشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا.
المسؤول الروسي وصف تصرفات الولايات المتحدة وحلفاء الناتو تجاه موسكو بأنه تكرار لأزمة الصواريخ الكوبية التي دفعت العالم عام 1962 إلى شفا حرب نووية، متابعاً أن واشنطن والحلف الأطلسي لم يقدما الضمانات الأمنية، التي طالبت بها موسكو، بعدم تمدد الحلف.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsروسيا والصين.. تحالف إستراتيجي أم مجرد التقاء مصالح؟
الأزمة الروسية الأوكرانية تراوح على حافة التصعيد
دعوات للتفاوض وفق “مينسك”.. أوكرانيا تشعر بتخلّي الغرب وحلم عضوية “الناتو” يبتعد
ويشير كذلك إلى أنه "لم يتبق من أدوات السياسة الخارجية الأميركية فيما يتعلق بروسيا إلا واستخدم كالابتزاز والتهديدات والعقوبات، مما يتطلب من موسكو أن تكون حازمة، وهو ما تفعله الآن".
بموازاة ذلك، تعكس تصريحات المسؤولين الروس بأنه ليس في وارد الكرملين المساومة على الخطوط الحمراء للأمن القومي، سواء من خلال البوابة الأوكرانية أو غيرها، لتبرير تمدد قوات الحلف إلى حدود روسيا ومناطق نفوذها الحيوية. وأن أية عقوبات أو ضغوطات لن تمنعها من اتخاذ كافة الإجراءات لحماية حدودها وعدم المس بمجالها الحيوي.
أجواء تستدعي الردع
وفي هذا السياق، لا يحتاج كلام ريابكوف إلى كثير من التأويلات. فرغم تحذيره من إثارة جولة جديدة من المواجهة مع الغرب، إلا أنه لم يتردد في التأكيد على أن بلاده ستتخذ "أجراءات قسرية" وستضطر إلى "إعطاء الغرب ردا عسكريا تقنيا" إذا نشر حلف شمال الأطلسي صواريخه المتوسطة والقصيرة المدى في أوروبا.
والرد العسكري التقني، حسب رأي خبراء عسكريين روس، يكون بالأسلحة الأكثر ذكاء، والتي يطلق عليها "الأسلحة النووية التكتيكية". والمثال الكلاسيكي على ذلك هو مجمعات "إسكندر العملياتية والتكتيكية".
وحسب رأي هؤلاء، فإنه في حالة وجود تهديد، ستبدأ روسيا في إعادة تجميع قواتها في تلك الاتجاهات التي يأتي منها التهديد الأكبر من الناتو.
رب أسرة أنظمة الصواريخ الروسية
يوصف صاروخ إسكندر بـ "رب أسرة منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية الروسية" والاسم مقتبس من اللفظ الشرق أوسطي لاسم القائد العسكري الإغريقي الإسكندر المقدوني. وتتألف منظومة (مجمع) صواريخ إسكندر من: إسكندر- إم، وإسكندر- إي، وإسكندر- كيه.
ويوصف داخل أروقة الناتو بالجدار الصخري لمنظومة الدفاع الإستراتيجي الروسية، وهو مصمم لتدمير أهداف كأنظمة الصواريخ وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة والمدفعية بعيدة المدى، والطائرات والمروحيات في المطارات ومراكز القيادة ومراكز الاتصالات. وحسب بيانات "ميليتاري بالانس" للعام 2020، تمتلك روسيا 120 قطعة منه.
وبحسب دراسات عسكرية روسية وأجنبية، فإنه لا يوجد لإسكندر نظير في العالم، ويطلق عليه وصف سلاح القرن الـ 21. وباعتراف خبراء أجانب، تتراوح الخصائص التكتيكية للمنظومة بين هزيمة الأهداف الفردية، إلى ميزة إستراتيجية تمنح روسيا الفوز بمسرح العمليات المحلي في "المناطق غير القابلة للاستهداف".
وهو نظام صواريخ عالي الدقة، ومصمم للإعداد الخفي لتوجيه ضربات صاروخية فعالة ضد الأهداف صغيرة الحجم والمناطق الهامة بالعمق العملياتي والتكتيكي لقوات العدو.
وبدأ العمل على تصميمه عام 1995، وأدخل الخدمة فعلياً عام 2006، وتصنفه وزارة الدفاع الروسية كأفضل نظام صاروخي في فئته، نظرا لقدرته على "تحييد" أي نظام دفاع صاروخي.
ويكمن الغرض الرئيسي من أنظمة صواريخ إسكندر في تدمير أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي للعدو، وكذلك الأهداف التي يمكن تغطيتها على مدى يصل إلى 500 كيلومتر. ويتراوح ارتفاع مستوى تحليق الصواريخ بين 7 و50 كيلومتراً.
ويتمتع إسكندر بقدرة عالية على المناورة، ومزود بتقنيات التخفي ووحدة حرب إلكترونية للتعامل مع الأهداف التمويهية والخاطئة، كما يمكن أن يكون وسيلة إيصال للأسلحة النووية التكتيكية.
ويتكون من قاذفة ذاتية الدفع مصممة لتخزين ونقل وإعداد وإطلاق صاروخين في آن واحد على الهدف، إضافة إلى مركبة النقل والتحميل، ومركبة قيادة مصممة للتحكم في مجمع إسكندر بأكمله.
أهم الأهداف التي يمكن لإسكندر تدميرها
- أنظمة الدفاع الجوي
- أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ
- مراكز القيادة ومراكز الاتصال
- الطائرات والمروحيات في المطارات
- البنية التحتية الحيوية (المستودعات، الجسور.. إلخ)
- تجمعات القوات والمعدات ومناطق التخزين.
مزاياه وخصائصه
- تدمير ناري عالي الدقة وفعال لأنواع مختلفة من الأهداف في ظروف الاستخدام النشط لوسائل الدفاع المضادة للصواريخ من قبل العدو.
- إمكانية التدريب السري والإنذار القتالي وتوجيه الضربات الصاروخية.
- الحساب الآلي وتفعيل مهمة تحليق الصواريخ من خلال منصات الإطلاق.
- قدرة عالية على التشغيل الخالي من الفشل للصاروخ أثناء التحضير لإطلاقه وأثناء طيرانه.
- قدرة تكتيكية عالية على المناورة نظرًا للقدرة العالية للمركبات القتالية رباعية الدفع التي تنقله.
- يوفر إمكانية الاستخدام القتالي في موقع الإطلاق والارتفاعات المستهدفة التي تصل إلى 3 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر، مع قاذفة ذاتية الدفع سواء تقع في مكان مفتوح أو خندق، دون الحاجة لدعم طبوغرافي أو لحالة الأرصاد الجوية وبدون إعداد هندسي لموقع الإطلاق.
- دقة إطلاق عالية ووقت استعداد قصير للإطلاق (يمكن أن يكون من 4 إلى 16 دقيقة) حسب حالة استعداد المجمع.