محادثات فيينا.. تفاؤل إيراني وروسي وتحذير أوروبي من عدم التقدم في المفاوضات
قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا إن القوى الغربية لم تُجر حتى الآن مفاوضات حقيقية مع إيران في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريبا "بلا معنى".
وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون في بيان "حتى هذه اللحظة ما زلنا غير قادرين على الدخول في مفاوضات حقيقية.. الوقت ينفد، وبدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قريبا بلا معنى".
وتابع الدبلوماسيون أن "الوضع محبط لأن الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل يسمح برفع كافة العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة والاستجابة لمخاوفنا بشأن عدم الانتشار معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي".
وبدورها، قالت وزارة الخارجية الأميركية أمس الاثنين إن من السابق لأوانه قول ما إذا كانت إيران قد عادت إلى المحادثات النووية بنهج بناء بشكل أكبر، وذلك بعد أن قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إنه تم إحراز تقدم.
وأدلت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية غالينا بورتر بهذا التصريح خلال إفادة للصحفيين عبر الهاتف.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني تطور "بما يشكل تهديدا لمصالحنا ومصالح شركائنا".
طهران تتحدث عن تقدم بالمفاوضات
وفي المقابل، قال كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري في مطلع الأسبوع، إن تقدما جيدا تحقق خلال المحادثات النووية مع القوى العالمية في فيينا من شأنه أن يمهد الطريق سريعا لمفاوضات جادة.
ومن جانبه، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إن بلاده ملتزمة بقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويهمها أن تواصل التقدم في مشاريعها العلمية في الإطار المتوافق عليه دوليا وقوانين الوكالة.
وأضاف أن بعض الدول الغربية تحاول التأثير على الرأي العام في المنطقة، وتدعي أن البرنامج النووي الإيراني يقتصر على تخصيب اليورانيوم، وهي ادعاءات ليست صحيحة حسب قوله.
وأوضح إسلامي أن البرنامج النووي الإيراني يشمل إجراءات ومشاريع في الصناعة والمياه والزراعة والطب والبيئة.
تفاؤل روسي
ووسط المواقف المتباينة بين الطرفين، أبدت موسكو تفاؤلا بسير المحادثات الجارية، ورأى سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي، احتمالا متزايدا للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال ريابكوف، في تصريحات لوكالة سبوتنيك، إن احتمال التوصل إلى اتفاق، ازداد الآن، مقارنة بما كان عليه قبل استئناف المفاوضات، وأوضح أن روسيا، في اتصالاتها مع الولايات المتحدة، تؤكد باستمرار أن تهديد إيران بعقوبات جديدة غيرُ مجد، وأن اقتراحات إيران بشأن خطة العمل الشاملة تعكس جدية طهران القصوى لاستئناف الصفقة النووية.
كما دعا مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، إيران والولايات المتحدة إلى التوقف عن اتخاذ إجراءات من شأنها الابتعاد عن الاتفاق النووي.
وقال أوليانوف، إن الولايات المتحدة تواصل ممارسة سياسة الضغط الأقصى، وفرض عقوبات إضافية لم تكن مفروضة في فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، بينما تعمل إيران بدورها على تطوير برنامجها النووي، وتطوير تقنيات جديدة لإنتاج اليورانيوم، وبناء أجهزة طرد مركزي متقدمة.
واعتبر أوليانوف، أنه على الرغم من التناقضات الحالية، فإن البلدين يعملان على استعادة الاتفاق النووي.
مباحثات بين لافروف وعبد اللهيان
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الملف النووي لطهران، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، الاثنين، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية.
وأوضح البيان أن لافروف وعبد اللهيان أكدا اهتمامهما المشترك باستئناف عملية تنفيذ الاتفاق النووي الذي أقره مجلس الأمن الدولي.
وأضاف البيان أن تنفيذ الاتفاق النووي يصب في صالح جميع الأطراف المعنية.
كما ناقش الوزيران العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين وبعض الملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك.
واستأنفت الدول الكبرى، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، المفاوضات مع إيران في فيينا حول برنامجها النووي، بهدف العودة للاتفاق الذي تم التوصل له عام 2015، وذلك بعد توقف استمر 5 أشهر.
غير أنه تم تعليق تلك المفاوضات في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري؛ بسبب عدم قدرة الأطراف على التوصل إلى اتفاق.
وتطالب إيران برفع كامل للعقوبات التي فرضها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عقب انسحابه من الاتفاق عام 2018، كشرط للعودة إلى الاتفاق السابق.