علاقة درامية.. كورونا ينقل جونسون من "بطل قومي" إلى "الأسوأ" في بريطانيا
يواجه جونسون تمرّدا داخل حزبه، حيث من المتوقع أن يصوت 77 من نوابه ضد خطته الجديدة لمواجهة انتشار متحور "أوميكرون"، فيما تظهر استطلاعات الرأي أن تأييد رئيس الوزراء تراجع إلى 24% وارتفعت نسبة معارضيه إلى 59%
لندن- بشكل دراماتيكي يتحول وباء كورونا، من صانع لأمجاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إلى تهديد حقيقي قد يُعجّل بنهايته السياسية، وذلك بعد توالي الفضائح المرتبطة بخرق عدد من فريق جونسون لقواعد الحجر الصحي والإغلاق.
ووجد جونسون نفسه أمام عاصفة من الانتقادات، لم تتوقف عند المعارضين، بل حتى في صفوف المؤيدين، فضلا عن الغضب الشعبي المتزايد، الذي عبّر عن نفسه في استطلاعات الرأي التي منحته أسوأ المؤشرات منذ وصوله لمنصب رئاسة الوزراء.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsكورونا يهزم "مناعة القطيع" في بريطانيا.. ويُـدخل الراعي بوريس جونسون إلى العناية المركزة
بعد تعافيه من الفيروس.. جونسون يعود لمواجهة ملفات كورونا الحارقة
وتتفاقم أزمات جونسون، بما في ذلك داخل حزبه، مع تزايد أعداد المتمردين عليه، خصوصا داخل البرلمان، حيث من المتوقع أن يعلن العشرات من البرلمانيين المحافظين، رفضهم لخطة جونسون من أجل إعادة إجراءات الإغلاق بسبب متحوّر "أميكرون".
وعلى وقع ذلك، حظيت مداخلة رئيس البرلمان البريطاني جون بيركيو، في لقاء له مع قناة "آي تي في" البريطانية، بمتابعة كبيرة داخل البلاد، وفيها وصف بوريس جونسون بأنه "أسوأ رئيس وزراء عرفه".
حلم البطل القومي
لا يخفي بوريس جونسون إعجابه بل هوسه بالزعيم البريطاني ونستون تشرشل، الذي يعتبره مثله الأعلى في السياسة. واقترب جونسون من التحول إلى بطل قومي في بريطانيا، حينما حقق لبلاده انتصارا على أوروبا في حرب اللقاحات.
وعاش رئيس الوزراء مع بداية حملة التلقيح أيامه الذهبية، عندما جعل بريطانيا أول بلد في العالم تطلق حملة واسعة للقاحات، وتوفير كل الجرعات الضرورية لسكان المملكة المتحدة، وأيضا عندما كانت بريطانيا أول بلد في العالم تفتح اقتصادها، بعد تلقيح أكثر من 60% من سكانها.
في تلك الفترة كان الوصف الدارج إعلاميا وسياسيا لهذا التقدم، بأنه أكبر عملية ناجحة في تاريخ البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
حفلة سرية
لكن، تدريجيا تداعى هذا الصرح من النجاحات التي حققها جونسون بفضل عملية التلقيح. وكان الكشف عن تنظيم حفلة خلال فترة أعياد الميلاد من السنة الماضية، في مقر رئاسة الوزراء البريطانية، وحضرها العشرات من موظفي الحكومة، دون احترام لإجراءات التباعد، الحادثة القاصمة لشعبية جونسون.
وما زاد الطين بلة تسريب فيديو لموظفة في مكتب جونسون، وهي تسخر من هذا الحفل، برفقة زملاء لها، وتقول إن الأمر تعلق باجتماع عمل، بعدها سوف تضطر هذه الموظفة للاستقالة والتأكيد على أنها ستندم حتى آخر يوم في حياتها على هذه الفعلة.
وعلى إثر ذلك، صُوبت نيران النقد والغضب لرئيس الوزراء، وتعالت المطالبات بمحاسبته، فهو الذي كان يمنع على المواطنين الاختلاط واحتفالات أعياد الميلاد، بينما كان مكتبه مسرحا لاحتفال لا يحترم الإجراءات الصحية.
لكن السؤال الذي لم ينجح أحد في الإجابة عنه، هو هل حضر بوريس جونسون هذه الحفلة أو لا؟
فضائح واستقالات
لم يكد البريطانيون يتجاوزون فضيحة وزير الصحة السابق مات هانكوك، الذي تورط هو الآخر في خرق إجراءات الحجر الصحي برفقة مساعدته، في عز الإغلاق وتفشي وباء كورونا.
واضطر هانكوك لتقديم استقالته بعد هذه الفضيحة والتواري عن الأنظار، قبل أن يعود من جديد للدفاع عن بوريس جونسون، ويؤكد أنه من أكثر المسؤولين احتراما للقواعد.
وكان دومنيك كامينجز، كبير مستشاري بوريس جونسون، أول شخص في فريق رئيس الوزراء، يتورط في خرق إجراءات الحجر الصحي، بعد أن قطع رحلة لمئات الأميال من أجل زيارة والديه خارج لندن، في الوقت الذي كانت الرحلات البعيدة ممنوعة تماما أيام الإغلاق الشامل.
وبعد الضغط الإعلامي والشعبي قدم كامينجز استقالته من منصبه، وتحوّل بعدها لأكبر خصم لبوريس جونسون، مخصصا جل وقته لنشر تسريبات عن طريقة تدبير جونسون لوباء كورونا.
ثورة المحافظين
ونقلت شبكة "بلومبيرغ" عن أكثر من قيادي في حزب المحافظين، مخاوفهم المتزايدة من إقدام جونسون على أي خطأ جديد، قد يودي بمصيره السياسي، وبات موضوع سحب الثقة من جونسون على طاولة النقاش لأول مرة منذ توليه رئاسة الوزراء.
كما يواجه رئيس الوزراء البريطاني تمرّدا داخل حزب المحافظين، حيث من المتوقع أن يصوت 77 من نواب حزبه ضد خطته الجديدة لمواجهة انتشار متحور "أوميكرون".
وسيكون هذا أكبر تمرد ضد جونسون منذ عام 2019 وفي حال تنفيذه، فسيتم إسقاط خطة جونسون في البرلمان، علما أنه يتمتع بأغلبية 80 مقعدا داخله.
شعبية تتهاوى
في ظل هذه الحال، حملت استطلاعات الرأي أخبارا سيئة لبوريس جونسون، حيث أظهرت نتائج استطلاع أنجزته مؤسسة "أوبينيوم" أن نسبة تأييد جونسون تراجعت إلى 24%، بينما ارتفعت نسبة المعارضين له إلى 59%، وهي أعلى نسبة معارضة له منذ توليه رئاسة الوزراء.
في المقابل، ارتفعت نسبة تأييد حزب العمال بحوالي 9 نقاط، ليصبح الحزب المفضل للبريطانيين، وذلك لأول مرة منذ 2014.