النووي الإيراني.. مسؤول أوروبي متفائل بمحادثات فيينا وطهران ترد على التهديدات الإسرائيلية

نائب قائد الحرس الثوري أكد أن بلاده أعدت العدة لتدمير إسرائيل إذا أقدمت على مهاجمة منشآت إيرانية (الأوروبية-أرشيف)

قال مسؤول أوروبي إن جميع الأطراف منخرطة بشكل أكبر في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وإسرائيل الضغوط على طهران بالتلويح بتبعات اقتصادية أو عسكرية إن أخفقت الدبلوماسية.

ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول الأوروبي -الذي رفض الكشف عن اسمه- قوله "انطباعي أن مفاوضات النووي الإيراني بفيينا تتقدم بشكل منطقي"، وأضاف أن الوثيقة التي تم التوصل إليها في جلسة يونيو/حزيران الماضي تشكل إطارا مشتركا.

وخلافا لما تم التوصل إليه بين إيران والقوى الكبرى في يونيو/حزيران الماضي، قدم الوفد الإيراني الجديد برئاسة علي باقري مسودتي مقترحات خلال الجولة السابعة التي انطلقت الشهر الماضي، وعادت للانعقاد أمس الخميس.

ونقلت وكالة تسنيم الإيرانية (شبه الرسمية) عن مصدر من الوفد الإيراني المفاوض أن المقترحات التي قدمتها حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي لا تزال على طاولة البحث مع الأطراف الغربية، ولم يُجدّد النظرُ فيها.

وأكد المسؤول الإيراني أن الأوروبيين قبلوا بحث المقترحات الإيرانية الجديدة، وأنها ستكون محل تفاوض. وتلخص هذه المقترحات وجهات نظر طهران بشأن رفع العقوبات وبأنشطتها النووية.

وتريد إيران رفع جميع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعدما أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق عام 2018، على أن يتم ذلك في عملية يمكن التحقق منها.

وبمقتضى الاتفاق الذي أبرمته إيران و6 قوى عالمية عام 2015، قلصت طهران برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عليها.

ولأن طهران ترفض التواصل المباشر مع واشنطن، تجري حاليا محادثات أميركية إيرانية غير مباشرة في فيينا، يتنقل فيها دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين بين الجانبين، تستهدف دفع الطرفين للعودة إلى الالتزام الكامل بالاتفاق.

من جهته، جدد المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي -في تصريحات للجزيرة- استعداد الإدارة الأميركية للتفاوض المباشر مع الإيرانيين، لأن ذلك هو الطريق الأمثل في ظل هذا القدر من انعدام الثقة بين الجانبين، حسب قوله.

خيارات بديلة

وقد بحث الجانبان الأميركي والإسرائيلي في البنتاغون، التنسيق العسكري لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية، مع تصاعد الحديث عن خيارات أخرى إذا أخفقت المسارات الدبلوماسية.

وقال البنتاغون -اليوم الجمعة- إن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بحث مع نظيره الإسرائيلي بيني غانتس "الجاهزية العسكرية بمواجهة التهديد المشترك الذي تمثله إيران".

لكن البنتاغون قال إنه ليس لديه ما يعلنه بشأن أي تدريبات عسكرية إضافية أو مجدولة سابقا مع إسرائيل.

وأوضحت الوزارة في الوقت نفسه أنها تعتقد أن الفرصة لا تزال متاحة لنجاح الدبلوماسية مع إيران بشأن برنامجها النووي.

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (يمين) يستقبل نظيره الإسرائيلي بيني غانتس في البنتاغون أمس الخميس (رويترز)

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قال لدى استقباله نظيره الإسرائيلي بيني غانتس أمس الخميس "أنا قلق للغاية من تصرفات الحكومة الإيرانية في المجال النووي في الأشهر الأخيرة، واستفزازاتها المتواصلة، وعدم التزامها الدبلوماسي".

وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال بوضوح إنه عند إخفاق السياسة "نحن جاهزون للانتقال إلى خيارات أخرى".

ولم يحدد الخيارات المطروحة، لكنه تحدث عن مناورات عسكرية مشتركة أجريت قبل مدة قصيرة في البحر الأحمر بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين. وأضاف أوستن "سنواصل تطوير هذه الهندسة الأمنية الإقليمية من خلال تعاون عسكري وتدريبات ومناورات".

من جهته، قال الوزير الإسرائيلي إنه أتى "لتعميق حوارنا وتعاوننا في مواجهة إيران ولا سيما الجهوزية العسكرية المشتركة للتصدي لإيران، ووضع حد لعدوانها في المنطقة وتطلعاتها النووية". وأضاف أنه على ثقة تامة بالتزام الإدارة الأميركية بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.

وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستبحثان إجراء تدريبات عسكرية مشتركة للاستعداد "لأسوأ الاحتمالات"، وهو اللجوء إلى ضرب منشآت نووية إيرانية إذا أخفقت الدبلوماسية.

إيران تتوعد

وجاء الرد الإيراني على التهديدات الإسرائيلية على لسان بعض المسؤولين الكبار اليوم الجمعة، إذ قال العميد علي فدوي نائب القائد العام للحرس الثوري إن إسرائيل لا تجرؤ على تنفيذ تهديداتها لأنها "ستزول إن فعلت ذلك"، وفقا لتصريحات نقلها موقع "يونيوز".

ونسب الموقع إلى فدوي أيضا القول "أعددنا العدّة وجاهزون تماما لتسوية إسرائيل بالأرض إن هاجمتنا".

في السياق نفسه، قال وزير الداخلية أحمد وحيدي إن أي خطأ إسرائيلي في الحسابات سيفتح على تل أبيب أبواب جهنم من طهران وأصدقائها، حسب تعبيره.

وأضاف وحيدي أن تهديدات إسرائيل ليست جديدة، وأن أي خطوة عدوانية ضد بلاده ستكون "خطوة إسرائيل الأخيرة".

من جهة ثانية، ذكرت وكالة "نور نيوز" الإخبارية الإيرانية -اليوم الجمعة- أن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية عقدتا اجتماعات إيجابية في فيينا، وأضافت أن التفاصيل بشأن نتائج هذه المحادثات ستعلن في وقت قريب.

وقالت الوكالة التابعة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "بينما تستمر المحادثات النووية في فيينا، جرت محادثات بنّاءة بين الوكالة ومسؤولين إيرانيين في فيينا".

وفي سياق آخر، نقلت صحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية عن سفير إيران بلندن أن وفدا حكوميا بريطانيا أجرى محادثات في طهران الأسبوع الماضي، وأضافت أن الوفد بحث سداد لندن ديونا لطهران بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني (نحو 530 مليون دولار).

المصدر : الجزيرة + وكالات