اغتيال صحفية في عدن.. الانتقالي الجنوبي يهدد بالانسحاب من الحكومة والتحالف يعلن مقتل 100 حوثي

هدد المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات بالانسحاب من الحكومة اليمنية احتجاجا على تعيينات أجراها الرئيس عبد ربه منصور هادي. وفي حين اغتيلت صحفية وأصيب زوجها بتفجير سيارتهما في عدن، أعلن التحالف العسكري أنه قتل ما يزيد على 100 حوثي في غارات جديدة حول مأرب.
وقال المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم الثلاثاء إنه مستعد لاستكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض الموقع مع الحكومة اليمنية، لكنه اتهم الطرف الآخر بتعطيل هذا الاتفاق.
وحذر المجلس من أنه قد يضطر لاتخاذ موقف بشأن الاستمرار في المشاركة بالحكومة الحالية، متهما الطرف الآخر بإصدار ما وصفها بـ"قرارات أحادية غير توافقية"، في إشارة إلى قرارات أصدرها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قبل أيام بتعيين مديرين لشركتي النفط ومصافي عدن.
وطالب المجلس -الذي يشارك في الحكومة بـ5 حقائب وزارية- باتخاذ إجراءات عاجلة ومزمنة لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وفي مقدمة ذلك تعيين محافظين ومديري أمن للمحافظات الجنوبية والتوافق على إدارة جديدة للبنك المركزي وإعادة تشكيل وتفعيل الهيئات الاقتصادية والرقابية، وكذا إعادة هيكلة وزارتي الدفاع والداخلية ونقل القوات إلى جبهات التصدي لمليشيا الحوثي.
وفي عدن الخاضعة لسيطرة المجلس، لقيت صحفية يمنية حامل حتفها وأصيب زوجها بجروح خطيرة اليوم الثلاثاء، في انفجار استهدف سيارتهما.
وأفادت وسائل إعلام مقربة من المجلس بأن الصحفية رشا عبد الله قتلت مع جنينها، في حين أصيب زوجها الصحفي محمود العتمي بجروح خطيرة، في انفجار استهدف سيارتهما في مديرية خور مكسر بمدينة عدن.
وأضافت أن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة أُلصقت بالسيارة وتم تفجيرها عن بعد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، كما لم يصدر تعليق من السلطات في عدن.
جبهة مأرب
ميدانيا، أعلن التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن اليوم الثلاثاء مقتل أكثر من 110 عناصر من المتمردين الحوثيين في الساعات الـ24 الماضية في غارات جديدة حول مأرب، آخر معقل للحكومة شمالي البلاد.
وقال التحالف -في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية- إنه قام بتنفيذ "30 عملية استهداف لآليات وعناصر المليشيا" في الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف أن هذه الغارات أدت إلى "تدمير 22 من الآليات العسكرية وموقع تخزين أسلحة وذخائر والقضاء على 110 عناصر إرهابية".
واستهدفت الغارات منطقة صرواح في غرب مأرب ومحافظة الجوف القريبة من مأرب شمالي اليمن.
ومنذ شهر يعلن التحالف يوميا عن غارات جوية لوقف تقدم المتمردين. وأدت هذه الغارات إلى مقتل نحو 3200 مقاتل، حسب بيانات التحالف.
ويحاول التحالف منع الحوثيين من الوصول إلى مدينة مأرب، آخر معاقل الحكومة المعترف بها دوليا في شمال البلاد.
ومن شأن سيطرة المتمردين على هذه المنطقة الغنية بالنفط أن تسهّل توسّعهم إلى محافظات أخرى، وتعزّز موقفهم التفاوضي في أي محادثات سلام مقبلة.
وأقر مسؤول عسكري حكومي الأسبوع الماضي بأن المتمردين يتقدّمون باتجاه مأرب.
نداء للسلام
إلى ذلك، قال المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إنّ "العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألّا ننسى أن هناك دائما وسيلة لكسر دائرة العنف. هناك دائما فرص للحوار السلمي".
وكان هانس زار -أمس الاثنين- مدينة تعز المحاصرة من الحوثيين.
كما قام المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ -أمس الإثنين- بأول زيارة له إلى البلاد.
من جانبه، دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -اليوم الثلاثاء- الدول الإسلامية والعالم الحر أجمع إلى دعم الشعب اليمني، خاصة في محافظة مأرب (وسط)، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية جراء الحرب المحتدمة.
وأعرب الأمين العام للاتحاد علي القره داغي عن أسف الاتحاد تجاه "تخاذل المجتمع الدولي عن القضية اليمنية، وتفرج معظم الأشقاء".
وحث القره داغي الأمم المتحدة والدول الإسلامية والعربية على العمل على إيقاف الجرائم التي يتعرض لها اليمنيون، وإيجاد حل يحقق للشعب اليمني كرامته واستقراره.
ويدور النزاع في اليمن بين حكومة يساندها التحالف العسكري بقيادة السعودية منذ عام 2015، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014.
وأسفر النزاع عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم الكثير من المدنيين، وفق منظمات إنسانية عدة.