عالم أوبئة أميركي: هناك طريقة وحيدة فقط لوقف ظهور متحورات كورونا مثل أوميكرون
قال عالم الأوبئة الأميركي "سيث بيركلي" (Seth Berkley) إنه في وقت لا تزال فيه أسئلة كثيرة معلقة بشأن متحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون" (Omicron)، فإن ظهوره يكشف بوضوح أنه ما دامت هناك مجموعات بشرية كبيرة غير مطعمة تمكن الفيروس من الانتشار ونشوء متسارع للطفرات، فإن أشكالا جديدة مثيرة للقلق من هذه المتحورات ستستمر في الظهور.
وذكر بيركلي -في مقال له بمجلة "تايم" (Time) الأميركية- أن إغلاق الحدود مرة أخرى وانهيار أسواق الأسهم تؤكد أن أزمة كورونا لم تنته بعد، وستستمر لبعض الوقت ما لم يتم القيام بتصحيح جذري لمسار التعاطي مع الوباء.
وأضاف أن هناك تصورا متزايدا، لا سيما في البلدان ذات التغطية العالية للقاحات حيث قد يتبادر للذهن أن الحياة عادت إلى طبيعتها، وأن كوفيد-19 على وشك أن يصبح -بشكل من الأشكال- أمرا عاديا، وهذا في حد ذاته مصدر قلق، لكن القلق الأكبر الآن هو أن أوميكرون سيؤدي -بدوره- إلى استجابة سريعة وتكرار أخطاء الماضي.
وإذا أصبحت الأولوية توفير معززات خاصة بأي متحور جديد للأشخاص المطعمين أصلا، وهو ما يعني تحويل الجهود والموارد المرصودة لتوفير الجرعات الأولى من اللقاح لنحو 3.6 مليارات شخص لا يزالون غير مطعمين في العالم، فقد نواجه حلقة مفرغة لا نهاية لها من بؤر التفشي وظهور المتحورات.
وإذا لم نتمكن -كما يبدو مرجحا الآن- من القضاء على هذا الفيروس تماما، فإن نهاية لعبة كوفيد-19 ستعني أنه أصبح بالفعل وباءً لا بد من التعايش معه على الدوام، لكن بمستويات انتقال وعدوى أكثر ثباتا وأقل بكثير، مثل الإنفلونزا.
وعندما يحدث ذلك -يضيف بيركلي- ستصبح الجرعات المعززة المنتظمة هي القاعدة بلا شك، لكنها مرحلة لم نقترب منها بعد، والشيء الأهم الآن هو أنه في ظل سعي مصنعي اللقاحات لتطوير جرعات معززة خاصة بأوميكرون، فإن ذلك لا يجب أن يكون على حساب حماية الأشخاص الذين لا يزالون الأكثر عرضة للخطر، أي الأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم بعد.
قلق كبير
ويؤكد الخبير الأميركي أنه في حين يمثل متحور أوميكرون -بالفعل- مصدر قلق كبير نحتاج لأن نكون على قدر كاف من الذكاء بشأن كيفية الاستجابة، فبعد عام تقريبا من إتاحة لقاحات كوفيد-19 لأول مرة، تم اكتناز الغالبية العظمى من الجرعات من قبل الدول الأكثر ثراء، ولو لم يحدث ذلك وكان الوصول إليها متاحا بشكل أكثر إنصافا في ربوع العالم، لكان من الممكن تقليل انتقال العدوى بشكل كبير ومن المحتمل جدا ألا تكون المتحورات مثل أوميكرون موجودة أصلا.
وبدلا من ذلك -يضيف بيركلي- لم يتم تطعيم ما يقرب من نصف سكان العالم، وهذا لا يعرض الناس للخطر من دون داع فحسب، بل يسمح أيضا للفيروس بالاستمرار في الانتشار والطفرة. ومع طاقة إنتاجية تبلغ 1.5 مليار جرعة شهريا بدأ تحدي إمدادات اللقاح بالانحسار أخيرا، وانصب التركيز أكثر على حماية العالم من الوباء.
ويختم بيركلي أنه إذا تفوق متحور أوميكرون الجديد على سابقه "دلتا" -وهو ما نخشى أن يصبح واقعا- وما لم يكن هناك دليل قاطع على أن اللقاحات المتوفرة حاليا لم تعد تحمي الناس وتنقذ الأرواح، فيجب أن يكون تركيز الحكومات والشركات المصنعة على دعم هذا الجهد العالمي في تصنيع وتوفير اللقاحات، لأنه السبيل الوحيد للخروج من الحلقة المفرغة وتغيير منحنى هذا الوباء.