اليوم الثاني لمفاوضات فيينا.. إيران ترفض أي التزامات جديدة واستعدادات إسرائيلية لمنعها من اجتياز العتبة النووية
تستأنف، اليوم الثلاثاء، الجلسة الثانية من الجولة السابعة في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني. وبينما أكدت طهران أنها لن تقبل أي التزامات جديدة، أعلن الجيش الإسرائيلي تسريع استعداداته لمنع إيران من اجتياز العتبة النووية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن بلاده لن تقبل أي التزامات نووية جديدة خارج بنود الاتفاق النووي المبرم في 2015، وإن تركيزها في فيينا سيكون على رفع العقوبات.
وأضاف زاده في إفادة صحفية أن إيران لن تقبل أي شيء أقل أو أكثر مما جاء في الاتفاق النووي، ولن تقبل مبدأ الخطوة مقابل خطوة أو أي تعهدات جديدة، وذلك ردا على دعوة واشنطن بأن تعود للالتزام ببنود الاتفاق بشكل متزامن مع إيران.
وذكر المسؤول الإيراني أن طهران تشارك في محادثات فيينا بوفد شامل وإرادة جدية لرفع العقوبات، وإذا كانت الأطراف الأخرى تسعى أيضا لتحقيق الهدف نفسه بدلا من المماطلة وإضاعة الوقت، يمكن القول إن المفاوضات ستكون في مسار صحيح.
الاجتماعات الأولى
وأعرب كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات فيينا علي باقري عن تفاؤله بعد الاجتماعات الأولى للمحادثات النووية في فيينا أمس الاثنين. وأضاف أنه من الضروري أن يكون رفع جميع العقوبات أولوية في مفاوضات فيينا، معتبرا أن إحياء الاتفاق سيكون صعبا إذا استمرت "سياسة الضغوط الأميركية القصوى".
وقال باقري أيضا "أثبتنا التزامنا بتعهداتنا، ونؤكد عزمنا على التوصل لاتفاق عادل يضمن مصالحنا".
وفي السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية الروسية إن المشاركين في مفاوضات فيينا قرروا استئناف عمل مجموعتي الخبراء بشأن العقوبات والمسائل النووية. وأضافت في بيان أن كل المشاركين في المفاوضات أكدوا سعيهم لتحقيق نتيجة إيجابية في أقرب وقت.
من جانبه قال ميخائيل أوليانوف مندوب روسيا لدى المؤسسات الدولية في فيينا وممثلُها في المفاوضات بشأن الاتفق النووي الإيراني، إن واشنطن تؤكد استعدادَها لرفع جميع العقوبات غير المتوافقة مع الاتفاق النووي مقابل عودة طهران للامتثال الكامل بالاتفاق.
وأضاف المسؤول الروسي أن القائمة الملموسة للعقوبات التي سيتم رفعُها هي موضوع المفاوضات.
تفاؤل أوروبي
من جانبه، قال منسق الاتحاد الأوروبي في المحادثات إنريكي مورا إن إيران مصممة على رفع العقوبات الأميركية، مؤكدا أن لجنةً خاصة ستبدأ العمل اعتبارا من اليوم الثلاثاء بشأن هذا الموضوع.
وأضاف المنسق الأوروبي أنه يشعر بتفاؤل إزاء ما شاهده في اجتماع أمس، مشيرا إلى أن هناك رغبة لدى الحكومة الإيرانية الجديدة في الحوار بجدية.
وأوضح مورا أن الجولة السابعة لمفاوضات فيينا ستدوم لأيام دون تحديد سقف زمني لنهايتها، وأنها ستكون مزيجا بين المفاوضات في فيينا والتشاور مع العواصم، مؤكدا أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بفيينا تواجه مصاعب سياسية وأخرى تقنية.
من جهة أخرى، قال البيت الأبيض إن الدبلوماسية هي السبيل الأمثل للتعامل مع إيران، وهدف واشنطن ما زال العودة المشتركة للاتفاق النووي، فيما قالت الخارجية الأميركية إن استمرار إيران بالتصعيد النووي ليس بنّاء، ويتعارض مع هدف العودة للاتفاق.
استعدادات إسرائيلية
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي للجيش الإسرائيلي ران كوخاف إن الجيش يسرّع الخطى لمنع إيران من أن تُصبح دولة ذات عتبة نووية.
وردا على استئناف المفاوضات النووية في فيينا، قال كوخاف "لا أتدخل في الشؤون السياسية، ولكن كما قلنا من قبل، نحن نستعد لكل الاحتمالات".
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، أمس الاثنين، المجتمع الدولي إلى عدم تقديم تنازلات لإيران في مفاوضات فيينا، وقال في رسالة للمجتمع الدولي "تصل إيران إلى طاولة المفاوضات في فيينا، ولديها هدف واضح وضع حد للعقوبات المفروضة عليها مقابل عدم تقديم أي شيء تقريبا".
وذكر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مصدرين أميركيين أن إسرائيل تبادلت مع واشنطن معلومات استخبارية عن برنامج إيران النووي.
وأضاف الموقع أن معلومات إسرائيل تشير إلى أن إيران تحضر لتخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، ما يعتبر كافيا لإنتاج سلاح نووي، ونقل الموقع عن مصادر استخبارية إسرائيلية وأميركية أن طهران تحتاج سنة أو سنتين لتوفير متطلبات إنتاج سلاح نووي.
وتجري الجولة الجديدة من المفاوضات بين طهران ومجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبریطانیا وروسيا والصين)، والتي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، إذ لا تعقد لقاءات مباشرة بين الوفدين الإيراني والأميركي.
وأجريت 6 جولات من المحادثات بين إيران والقوى الدولية الكبرى، في فيينا بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، وذلك في محاولة لإحياء الاتفاق النووي.
وتهدف المفاوضات، التي تعقدت تحت رعاية الاتحاد الأوروبي، إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، في مايو/أيار 2018، كما تهدف إلى دفع إيران -التي تصر على رفع كامل للعقوبات الأميركية أولا- للعودة للالتزام بتعهداتها المتضمنة في الاتفاق.