مقال بموقع ذا هيل: هل الطائرات المسيرة معضلة إستراتيجية لأميركا؟
"الطائرات المسيرة معضلة إستراتيجية للولايات المتحدة"، بهذا العنوان جاء مقال بموقع ذا هيل (The Hill) اليوم لافتا إلى وجود حليف سري للمتطرفين العنيفين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، هو فشل الجيش الأميركي المستمر في محاسبة أي شخص عندما يُقتَل مدنيون أبرياء خطأ في ساحة المعركة.
وعلق الموقع الأميركي بأن الرد الجاهز للولايات المتحدة على هذا القتل العرَضي للمدنيين في هجمات الطائرات المسيرة هو أنها ستجري تحقيقا شاملا، بما يعني أن العقوبة ستنفذ، لكن هذا لا يحدث أبدا. وقال إن تفسير الجيش بعد كل قتل عرَضي هو "ارتُكبت أخطاء، لكن لم يرتكب أحد أي خطأ".
وأشار إلى الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان بأنه أصبح أكثر سخافة بسبب القتل غير المبرر لـ10 أفراد من عائلة واحدة، منهم 7 أطفال، عندما هاجمت القوات الأميركية مَن ظنت أنه وسيط لتنظيم الدولة، في هجوم انتقامي متسرع برره رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي بأنه "ضربة صحيحة".
وما لبثت أن ظهرت الحقيقة بسبب وجود صحفيين في العاصمة كابل، وانكشفت قصة البنتاغون وأصبحت المأساة مهزلة، عندما اعترف الجيش -في وقت لاحق- أنه لم يتمكن من العثور على المخبأ السري الذي كان يتمركز فيه الوسيط الخرافي، على الرغم من تعقبه طوال اليوم وهو يقود سيارته في أنحاء كابل.
ولفت الموقع إلى أن هذه الأخطاء التي يرتكبها الجيش الأميركي هي مبرر لأعداء أميركا الذين يمكنهم إثبات أن الولايات المتحدة لا تكترث عندما تكون الأرواح الأجنبية على المحك.
سيكون الرد على الطائرات المسيرة الأميركية المزيد منها، ولكن سينشرها أعداء أميركا الذين إن لم يتمكنوا من مهاجمة قواتها، فسيشنون عمليات على أهداف سهلة مثل سفاراتها أو حلفائها
وعلق بأنه إذا تبين أن الطائرات المسيرة هي أداة تجنيد لتنظيم الدولة، فقد تضطر أميركا إلى الاعتراف بأنه على الرغم من فعاليتها تكتيكيا، فإنها تمثل معضلة إستراتيجية مكلفة تخلق أعداء أكثر مما تقتل.
ومع أن هذه الطائرات تلعب دورا في قوة أميركا وتقنيتها ولا تعرّض الأميركيين للخطر، لكن الجانب السلبي الإستراتيجي لها لا يُقدّر أبدا. وسيكون الرد على الطائرات المسيرة الأميركية المزيد منها، ولكن سينشرها أعداء أميركا الذين إن لم يتمكنوا من مهاجمة قواتها، فسيشنون عمليات على أهداف سهلة مثل سفاراتها أو حلفائها.
كما أن التكلفة المنخفضة لهذه الطائرات تعني أن الصراعات المدنية -حيث يمكن نشر القوات الأميركية كقوات حفظ سلام- ستصبح أشد فتكا، حيث يمكن للعصابات المسلحة (المليشيات) الآن استخدامها كسلاح جوي للمراقبة أو الهجوم. ولذا، فإن هجمات الطائرات المسيرة الأميركية ستؤدي إلى ردّ غير متماثل، سيوصف بأنه "إرهاب"، تبريرا لمزيد من ضربات هذه الطائرات والمزيد من الردود والاحتقان.
وخلص الموقع إلى أن بيروقراطية البنتاغون المتأرجحة ستؤدي إلى قائمة مراجعة أكثر تفصيلا قبل الضربة، لكن السر قد انكشف ولم تعد الولايات المتحدة تتمتع برفاهية التفوق الجوي، ومن المفارقات أن ذلك سيكون بسبب تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي كانت رائدة فيها.