اليمن.. معارك مأرب تسبب نزوح 45 ألف شخص والتحالف يستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء

تصاعد القتال في مدينة مأرب ينذر بأسوأ أزمة إنسانية (الجزيرة نت) (2)
تصاعد القتال في مدينة مأرب ينذر بأسوأ أزمة إنسانية على النازحين في المخيمات (الجزيرة)

أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة -اليوم الأربعاء- أنّ أكثر من 45 ألف شخص نزحوا بسبب القتال العنيف في محافظة مأرب في اليمن، مع التطورات على الجبهة التي أدّت إلى تغيير مواقع الجبهات والخطوط الأمامية.

ويقاتل الحوثيون منذ فبراير/شباط الماضي بشراسة القوات الموالية للحكومة التي تسيطر على مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، مما سيسمح لهم بوضع يدهم على الشمال اليمني بأكمله.

وأكدت المنظمة -في بيان- "تغيّرت الخطوط الأمامية النشطة في الشهرين الماضيين أكثر من أي وقت مضى في هذا العام".

وتابعت "تزايد عدد الأشخاص الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في مأرب -حيث فر العديد منهم للمرة الرابعة أو الخامسة- إلى أكثر من 45 ألف نازح منذ سبتمبر/أيلول الماضي".

ولطالما اعتُبرت المدينة ملجأ للكثير من النازحين الذين فروا هربا من المعارك أو أملوا في بداية جديدة في مدينة ظلت مستقرة لسنوات، ولكنهم أصبحوا الآن في مرمى النيران، في ظل تصاعد القتال للسيطرة عليها.

وتشير الحكومة إلى وجود نحو 139 مخيّما للنازحين في مدينة مأرب والمحافظة التي تحمل الاسم ذاته، وقد استقبلت نحو 2.2 مليون نازح.

 

التطورات في مأرب اليمنية واحتشاد القبائل للدفاع عن المدينة
عناصر من الجيش اليمني في محافظة مأرب (الجزيرة)

قلق واحتمالات

ونقل البيان عن رئيسة بعثة المنظمة في اليمن كريستا روتنشتاينر قولها إن المنظمة "قلقة للغاية بشأن احتمال اضطرار مئات الآلاف من الأشخاص للانتقال مرة أخرى، إذا وصلت أحداث العنف إلى المدينة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية".

وبحسب روتنشتاينر "لم نشهد هذا القدر من اليأس في مأرب خلال العامين الماضيين كما شهدناه في الشهرين الماضيين". وأضافت "تُجبَر المجتمعات على النزوح بشكل متكرر، وتصل إلى مواقعنا وهي في حاجة ماسة إلى معظم الأساسيات".

وأشارت الى أن هناك حالات يضطر فيها 40 شخصا لـ"مشاركة خيمة واحدة صغيرة".

يأتي ذلك بعد أن قدّر تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي -صدر أمس الثلاثاء- أن تتسبّب حرب اليمن في مقتل 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر بحلول نهاية العام الجاري، بعد 7 سنوات على اندلاعها.

وقال التقرير: "وجدنا أنّه عند نهاية عام 2021، سيكون الصراع في اليمن قد أدى إلى 377 ألف وفاة، ما يقرب من 60% منها (نحو 226 ألفا و200 شخص) غير مباشرة". والوفيات المباشرة هي تلك التي يتسبب فيها القتال، ونسبتها 40% من الحصيلة، بما يعني أن عددها 150 ألفا و800 شخص.

وبدأت الحرب في اليمن عام 2014 حين سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء، وتلاه في العام التالي تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما للحكومة.

أُسر يمنية أجبرت على النزوح للمرة الثالثة بسبب تصاعد القتال في مأرب (الجزيرة نت)
أُسر يمنية أجبرت على النزوح للمرة الثالثة بسبب تصاعد القتال في مأرب (الجزيرة)

معارك وضربات

وتتركز المعارك اليوم خاصة في محيط مدينة مأرب الإستراتيجية التي تشكل آخر معاقل الحكومة في شمال البلاد، وفي منطقة الحديدة في الغرب التي تضم ميناء يُعتبر بمثابة شريان حياة لملايين الأشخاص.

ميدانيا، أعلن التحالف العربي باليمن -فجر اليوم الأربعاء- استهداف مواقع سرية لنشاط الطائرات المسيرة، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي.

وأفاد التحالف -في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية- بأنه بدأ تنفيذ ضربات جوية ضد أهداف عسكرية مشروعة في صنعاء.

وأضاف أن العملية استهدفت مواقع سرية لنشاط الطائرات المسيرة، موضحا أن مليشيا الحوثيين استخدمت مبنى قيد الإنشاء (لم يحدد مكانه) معملا سريا لهذه الطائرات، وفقا للبيان.

وأردف قائلا: "اتخذنا إجراءات وقائية لتجنيب المدنيين والأعيان المدنية للأضرار الجانبية للعملية"، من دون مزيد من التفاصيل.

من جانبها، أعلنت قناة المسيرة التابعة للحوثيين -عبر تويتر فجر اليوم الأربعاء- أن طيران العدوان السعودي الأميركي (التحالف) شن غارتين على حي الأعناب السكني بمديرية معين التابعة لصنعاء.

وحسب القناة، استهدفت إحدى الغارات مبنى قيد الإنشاء تابع لمستشفى اليتيم، من دون أي تفاصيل أخرى.

المصدر : وكالات

إعلان