لا اتفاق بين "الطاقة الذرية" وإيران.. أميركا: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا اقتربت طهران من صنع سلاح نووي
قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران روب مالي الأربعاء إن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا اقتربت طهران بشدة من صنع سلاح نووي، في حين صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأنه لم يتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن القضايا العالقة في ملف تفتيش منشآتها النووية قبل أيام من استئناف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي الإيراني.
وأضاف مالي في مقابلة بُثت مقتطفات منها الإذاعة الوطنية العامة بأميركا "إذا كان اختيارهم (الإيرانيون) هو عدم العودة إلى الاتفاق النووي، فمن الواضح أننا سنكون مضطرين إلى جهود أخرى دبلوماسية وغير دبلوماسية للتصدي لطموحات إيران النووية".
وذكر المبعوث الأميركي أنه عند عدم معاودة طهران الامتثال للاتفاق النووي المبرم في عام 2015، والتباطؤ في المفاوضات، واستمرارها في تسريع برنامجها النووي "فسيتعين علينا الرد وفقا لما يقتضيه هذا الحال… الخيارات المتاحة أمام أميركا معروفة للجميع كما تعلمون".
وبدوره، قال ناطق باسم الخارجية الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية "نشكر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي على جهوده، وقد خاب ظننا بتفويت إيران الفرصة التي عرضت عليها للتعاون".
وأضاف أن بلاده تأسف لغياب التقدم بين إيران والوكالة الدولية، معتبرا ان موقف طهران يشكل "مؤشرا سيئا" قبل معاودة المباحثات في فيينا الاثنين.
وفي وقت مبكر من فجر الخميس، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن مسؤولين أمريكيين بحثوا الإبقاء على الدبلوماسية إذا رفضت إيران العودة لاتفاق عام 2015.
وأضافت أن هناك تخوفا إسرائيليا من توجه واشنطن إلى اتفاق أقل مع إيران بمقابل أقل يؤدي لرفع العقوبات.
وذكرت أيضا أن دبلوماسيين غربيين اعتبروا أن اتفاقا أقل مع إيران قد يكون حلا يمنع تصعيد الخلاف بشأن النووي.
القيادة الوسطى
وفي السياق نفسه، قال قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال كينيث ماكينزي لمجلة "تايم" (Time) الأميركية إن إيران باتت قريبة جدًّا من صنع سلاح نووي، وأضاف ماكينزي للمجلة أن القوات الأميركية مستعدة للخيار العسكري المحتمل إذا أخفقت المحادثات مع إيران، وأن لدى القيادة المركزية خططا متعددة عندما تتلقى الأوامر.
وأشار الجنرال الأميركي إلى أن إيران أثبتت أن صواريخها قادرة على ضرب الأهداف بدقة، وأن الشيء الوحيد الذي فعله الإيرانيون في السنوات الخمس الماضية هو أنهم أنشؤوا منصة صواريخ باليستية ذات قدرة عالية.
من جانب آخر، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) الأميركية عن دبلوماسيين قولهم إن إيران رفضت السماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة مصنع كرج، ما لم يتنازل مدير الوكالة غروسي عن جانب من التحقيقات بشأن اكتشاف مواد نووية غير مصرح بها في العامين الماضيين، على حد وصفهم.
وأضافت الصحيفة أن غروسي غادر إيران مساء الثلاثاء بعد فشله في التوصل إلى اتفاق يسمح للمفتشين بالوصول إلى مصنع كرج الذي تنتج فيه معدات للبرنامج النووي الإيراني، ويقع غربي البلاد.
منشأة نووية
وحذّر المسؤول نفسه من أن الوقت ينفد أمام جهود الوكالة لضمان الوصول إلى مصنع كرج المتخصص في إنتاج مكونات أجهزة الطرد المركزي في إيران لإعادة تركيب كاميرات فيها، مضيفا أن الوكالة ستصبح قريبا عاجزة عن التأكد من عدم تحويل المعدات لصنع قنابل نووية.
وأطلع رئيس الوكالة الأربعاء مجلس المحافظين التابع للوكالة في فيينا على ما حدث خلال زيارته لطهران، التي تركزت على المشاكل المتعلقة بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية، والقضايا العالقة بشأن تطوير البرنامج النووي لطهران. واشتكى غروسي الأسبوع الماضي من فرض السلطات الأمنية الإيرانية قيودا كثيرة على ما يقوم به مفتشو الوكالة في المنشآت النووية الإيرانية.
بالمقابل، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان -في تغريدة على تويتر الأربعاء- إنه توصل إلى اتفاقات جيدة مع رئيس وكالة الطاقة الذرية بشأن استمرار التعاون مع الوكالة، وأضاف أن اجتماعا سيُعقد قريبا لوضع اللمسات النهائية لهذه الاتفاقات.
وتأتي هذه التطورات قبل أيام من استئناف المحادثات النووية غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا، بحضور الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي، وذلك بهدف إنقاذ الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن بشكل أحادي في عام 2018، وتراجعت طهران عن تنفيذ العديد من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق ردا على الانسحاب الأميركي.