أزمة تصريحات قرداحي.. اليمن يستدعي سفيره والبحرين تدعو مواطنيها لمغادرة لبنان فورا
قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب اليوم إن السعودية تملي شروطا مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور حزب الله، وإن الحوار هو الحل

استدعى اليمن سفيره في لبنان للتشاور على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن دور التحالف بقيادة السعودية في اليمن، فيما طلبت البحرين من مواطنيها مغادرة لبنان فورا، بالمقابل قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن جهود حل الخلاف مع السعودية ودول خليجية مستمرة على مستويات عدة.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان إنها استدعت السفير اليمني لدى لبنان عبد الله الدعيس، و"ذلك للتشاور حول التصريحات المستهجنة من وزير الإعلام اللبناني"، وكان السفير اليمني قد سلم السلطات اللبنانية في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي رسالة احتجاج بشأن تصريحات قرداحي، والتي وصفتها الخارجية اليمنية بأنها "انحراف عن الموقف العربي الداعم للقضية اليمنية العادلة في مواجهة مليشيا انقلابية".
كما طلبت البحرين اليوم من رعاياها مغادرة لبنان فورا نظرا لتوتر الأوضاع فيه، بعد أيام من سحب المنامة سفيرها من بيروت على خلفية الأزمة المتعلقة بتصريحات وزير الإعلام اللبناني، وقالت وزارة الخارجية البحرينية في بيان إنها تؤكد ما صدر عنها من بيانات سابقة بعدم السفر نهائيا إلى لبنان، وذلك "منعا لتعرض المواطنين لأية مخاطر وحرصا على سلامتهم".
يأتي القرار البحريني بعد قرار مماثل أعلنته الإمارات أول أمس الأحد، دعت فيه رعاياها إلى مغادرة لبنان في أقرب وقت.
الحكومة تستدعي سفيرها لدى بيروت للتشاور حول تصريحات وزير الاعلام اللبناني https://t.co/hMt2acqUyh #اليمن
— وزارة خارجية الجمهورية اليمنية (@yemen_mofa) November 2, 2021
وفي الأيام الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت سحب سفرائها من بيروت، وحظرت الرياض جميع الواردات اللبنانية، احتجاجا على تصريحات قرداحي حول الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات، إذ قال إن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم تجاه اعتداء من السعودية والإمارات، وإن حرب اليمن حرب عبثية.
تصريحات عون
بالمقابل، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، خلال استقباله رئيسة وفد البرلمان الأوروبي للعلاقات مع الشرق الأوسط إيزابيل سانتوس، إن الجهود مستمرة لحل الخلاف مع السعودية وعدد من دول الخليج.
وذكر عون خلال لقائه سانتوس أن الانتخابات النيابية ستجرى في موعدها (27 مارس/آذار المقبل)، وأن الحكومة ماضية في التحضير لمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، للمساعدة في حل أزمات لبنان الاقتصادية.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب اليوم إن السعودية تملي شروطا مستحيلة من خلال مطالبة الحكومة بالحد من دور حزب الله، مضيفا في تصريح لرويترز أن السعوديين لم يجروا أي اتصالات مع الحكومة التي تشكلت حديثا حتى قبل الخلاف الدبلوماسي الأخير المتعلق بتصريحات قرداحي.
وأضاف بو حبيب أنه يعتقد بأن الحوار بين لبنان والسعودية هو السبيل الوحيد للمضي قدما لحل الخلاف، لكنه أضاف أنه لم تكن هناك اجتماعات على أي مستوى بين الطرفين منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي منذ أكثر من شهر.
ارتباطات إقليمية
وذكر وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى اليوم أن هناك معطيات جدية تفيد بأن الأزمة مع السعودية هي ردة فعل تجاه ما وصفها بالتطورات في الإقليم، والتي لها تداعياتها الإستراتيجية الكبرى.
وأضاف مرتضى في حديث صحفي أنه لم يصدر عن الدولة اللبنانية أي موقف عدائي تجاه المملكة ودول الخليج، لافتا إلى أن "تعثر المفاوضات الإقليمية أوجد نظرية تشير إلى السعي لافتعال أزمة كبرى في لبنان، تمهيدا للتفاوض على أساسها، وللمقايضة بينها وبين أزمة في مكان آخر".
دعم غربي
من جهة أخرى، نقل مراسل الجزيرة في بيروت عن مصادر مطلعة على تطورات الأزمة اللبنانية السعودية أن رئيس الحكومة ميقاتي تلقى دعما فرنسيا وأميركيا، خلال لقاءاته أمس على هامش مؤتمر المناخ المنعقد في مدينة غلاسكو الأسكتلندية، شمالي بريطانيا. وحسب المصادر، فإن المسؤولين الغربيين شددوا لميقاتي على ضرورة استمراره في مهامه برئاسة الحكومة، وعدم تقديم استقالته.

كما تلقى رئيس الحكومة اللبنانية وعودا من المسؤولين الغربيين بأن يسهموا في إيجاد مخارج للأزمة التي تشهدها العلاقات اللبنانية الخليجية.
والتقى ميقاتي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على هامش مؤتمر المناخ، وقد عرض المسؤول اللبناني خلال اللقاء مقاربة حكومته لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي في لبنان، مطالبا بلينكن بدعم الولايات المتحدة لإطلاق خطة التعافي الاقتصادي، وبدء التواصل مع صندوق النقد الدولي.
ووصف وزير الخارجية الأميركي لقاءه مع ميقاتي بالمثمر، مضيفا في تغريدة على تويتر أنهما بحثا الحاجة الملحة لتطبيق الإصلاحات اللازمة لمعالجة أزمة لبنان الاقتصادية، وكذلك تنظيم انتخابات حرة ونزيهة العام المقبل.
ومنذ عامين، يعاني لبنان من أزمة سياسية واقتصادية طاحنة غير مسبوقة أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح في الوقود والأدوية، وانهيار القدرة الشرائية.