العراق.. الصدر يدعو الخاسرين بالانتخابات لتقبل النتيجة والرئاسات الثلاث تعتزم عرض مبادرة
قال عضو الفريق الإعلامي بالمفوضية العليا للانتخابات العراقية إن الهيئة القضائية المكلفة بتدقيق وفحص النتائج انتهت من عملها، وسترسل النتائج النهائية إلى المفوضية خلال اليومين المقبلين ليتم رفعها إلى المحكمة الاتحادية للتصديق عليها.
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر القوى التي خسرت الانتخابات التشريعية العراقية إلى تقبل الهزيمة، وعدم التشويش على المسار الديمقراطي للبلاد، في حين قال رؤساء الجمهورية والوزراء والقضاء إنهم يعتزمون طرح مبادرة وطنية لحل الأزمة السياسية الراهنة، والمتمثلة في رفض أحزاب وقوى عديدة لنتائج الانتخابات وتشكيكها في نزاهتها.
وقال الصدر أمس الخميس، في مؤتمر صحفي بمدينة النجف جنوبي العراق، إنه متمسك بخيار تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وليس حكومة ائتلافية، مضيفا "خيارنا الوحيد هو إما حكومة أغلبية وطنية، وإما معارضة وطنية".
وتوجه الزعيم السياسي إلى خصومه الذين خسروا الانتخابات، والتي جرت الشهر الماضي، بالقول "لا ينبغي أن تكون خسارتكم مقدمة لإنهاء وخراب العملية الديمقراطية".
وحصل التيار الصدري في الانتخابات على أكثر من 70 مقعدا من مجلس النواب من أصل 329، بالمقابل تراجعت بشدة النتائج الانتخابية لتحالف الفتح، المقرب من طهران، إذ حاز 15 مقعدا فقط بعدما فاز في الانتخابات السابقة للعام 2018 بـ 48 مقعدا واحتل المرتبة الثانية.
استمرار الاعتصام
ورفض التحالف نتائج الانتخابات قائلا إنه قد شابها التزوير، ويستمر اعتصام أنصار تحالف الفتح، والذي يمثل فصائل ضمن الحشد الشعبي، قرب المنطقة الخضراء شديدة الحراسة وسط بغداد، ويطالب الرافضون للنتائج بإعادة عد وفرز جميع النتائج يدويا في كل المراكز الانتخابية في البلاد.
وقال عضو الفريق الإعلامي في المفوضية العليا للانتخابات عماد جليل إن الهيئة القضائية المكلفة بتدقيق وفحص النتائج انتهت من عملها، وسترسل النتائج النهائية إلى المفوضية خلال اليومين المقبلين ليتم رفعها إلى المحكمة الاتحادية للتصديق عليها.
وخاطب الصدر رافضي نتائج الانتخابات قائلا "ما تقومون به حاليا سيضيع تاريخكم، وسيزيد من نفور الشعب منكم"، مطالبا خصومه في حال رغبتهم في تشكيل حكومة بأن يعملوا على "محاسبة المنتمين إليكم بشبهات فساد، وتسليمهم إلى القضاء النزيه للوقوف على الحقائق، وتصفية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة".
5 شروط
ووضع مقتدى الصدر 5 شروط لمشاركة الكتل الخاسرة في الانتخابات في تشكيل الحكومة، ومن أهمها حل كل الفصائل المسلحة، وتصفية الحشد الشعبي ممن وصفها بالعناصر غير المنضبطة.
ودعا زعيم التيار الصدري الجماعات المسلحة التي لا تتبع الحكومة إلى تسليم أسلحتها، وجاءت تصريحات الصدر بعد اتهام فصيل شيعي مسلح مدعوم من إيران بمحاولة قتل رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي في هجوم بطائرة مسيرة على منزله قبل أيام.
وردا على دعوة الصدر، قالت كتائب حزب الله العراقية أمس الخميس إن على الصدر تسليم أسلحة فصيله إلى هيئة الحشد الشعبي وإبعاد غير المنضبطين منهم، وقال المسؤول الأمني للكتاب أبو علي العسكري في تغريدة على تويتر "نرحب بخطاب تسليم أو حصر السلاح بيد الدولة لما له من إسهام في تجنيب الناس شرور الاقتتال الداخلي".
الرئاسات الثلاث
وفي سياق متصل، تبنى رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان وثيقة مبادئ، لحل الأزمة الراهنة بتشكيل حكومة تحمي مصالح البلاد وتستجيب للتحديات والاستحقاقات الوطنية.
وفي اجتماع بالقصر الرئاسي أمس الخميس، دعا الرؤساء الثلاثة إلى ضرورة حماية المسار الديمقراطي والالتزام بالسياقات القانونية والدستورية وحسم الشكاوى والطعون الانتخابية وفق القانون.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إن المجتمعين تداولوا مبادرة تُعرض على القوى الوطنية بناء على وثيقة تتضمن مبادئ أساسية لحل الأزمة الراهنة والانطلاق نحو الاستحقاقات الوطنية التي تنتظر البلد، بتشكيل حكومة فاعلة تحمي المصالح العليا وتستجيب للتحديات والاستحقاقات الوطنية، وتُلبي الحياة الحرة الكريمة للمواطنين وتُعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.