بعد 4 أيام من الاحتجاجات.. الرئيس التونسي يتعهد بسحب قوات الأمن من عقارب

تعهد الرئيس التونسي قيس سعيّد -أمس الخميس- بسحب قوات الأمن فورا من مدينة عقارب، مع دخول المواجهات بينها وبين المحتجين يومها الرابع، على خلفية مكبّ للنفايات يقول أهالي المدينة إنه يتسبب في أضرار بيئية وصحية.
وتعهد سعيّد -خلال لقائه عددا من نشطاء المجتمع المدني بعقارب عن حراك "مانيش مصب" (لستُ مكبّا للنفايات)- بإعطاء التعليمات لوزير الداخلية لسحب قوات الأمن، وبفتح تحقيق في وفاة المواطن عبد الرزاق الأشهب.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsكما تعهد بعقد جلسة ثانية تجمع كلا من وزيرة البيئة والمجتمع المدني بعقارب بعد يومين، للنظر في مطلبهم المتعلق بغلق مصب القناة، معبرا عن تضامنه مع الأهالي وحقهم بالعيش في بيئة سليمة.
واندلعت مظاهرات في مدينة عقارب التابعة لولاية صفاقس، ويطالب المتظاهرون بغلق فوري لمكب للنفايات في المنطقة، لما يسببه من تداعيات صحية وبيئية كارثية، حسب قولهم، في حين استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
وندد المحتجون بالاعتقالات التي قالوا إن القوى الأمنية تنفذها بحق المتظاهرين، كما أصيب عدد منهم بحالات اختناق.
وأفادت مصادر محلية أن الدراسة تعطلت في معظم المؤسسات التعليمية بمدينة عقارب، كما يستمر إغلاق عدد من المؤسسات العامة والخاصة.
وقد أكد حراك "مانيش مصب" -المكون من نشطاء في المجتمع المدني من عقارب- أن المدينة تعاني من تفشي مشاكل صحية خطيرة، على غرار العقم والسرطان والأمراض التنفسية، بسبب التلوث في مكب النفايات الذي أعادت وزارة البيئة فتحه.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع 10 منظمات حقوقية، بينها نقابة الصحفيين والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أكد ممثلو الحراك أنهم ماضون في احتجاجاتهم السلمية إلى حين تلبية مطالبهم وإغلاق المكب.
كما حملت منظمات تونسية وزير الداخلية المسؤولية المباشرة عن استهداف الاحتجاجات، وعن حالة الاحتقان.
تحقيق في وفاة الأشهب
من جهته، طالب نقيب الصحفيين التونسيين محمد ياسين الجلاصي بفتح تحقيق فوري في ملابسات وفاة المواطن عبد الرزاق الأشهب.
وأعلنت النيابة العامة في المحكمة الابتدائية بصفاقس، فتح تحقيق قضائي حول أسباب وفاة الأشهب في بلدة عقارب. وقال مراد التركي المتحدث باسم السلطات القضائية في صفاقس -بتصريح لوكالة الأنباء التونسية- إنه "تم وضع جثة المتوفى على ذمة المصالح الطبية المختصة، لمعرفة الأسباب الكامنة وراء الوفاة".
وأشارت مصادر عدة في البلدة إلى اختناق الضحية بالغاز المدمع؛ مما أدّى إلى وفاته، في حين نفت وزارة الداخلية ذلك، واعتبرت أن الوفاة ناتجة عن توعّك صحي طارئ؛ إذ ذكرت أن المعني يقطن على بعد 6 كيلومترات من موقع الاحتجاجات، وأن أحد أقاربه نقله بعد توعكه إلى مستشفى حيث فارق الحياة.
وقد شهدت عقارب أول أمس الأربعاء إضرابا عاما بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، تخللته وقفات احتجاجية من أجل التنديد بالتدخل الأمني لمواجهة احتجاجات رافضة لإعادة فتح مكب نفايات بالمدينة.