أزمة اللاجئين على حدود بولندا.. لوكاشينكو يتوعد أوروبا وبوتين يدعو للتهدئة
أصدرت الدول الست الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنرويج وإستونيا وأيرلندا) بياناً مشتركا اتّهمت فيه بيلاروسيا بممارسة "استغلال منظّم للبشر" على حدودها مع بولندا بهدف "زعزعة استقرار الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
توعد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، برد قاس في حال فرض الاتحاد الأوربي عقوبات جديدة على بلاده على خلفية أزمة طالبي اللجوء، بينما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى حل، وسط حالة من القلق الأممي المتصاعد إزاء هذه الأزمة.
وقال لوكاشينكو، إن بيلاروسيا تقوم بتدفئة أوروبا، عبر مرور الغاز الروسي بالأراضي البيلاروسية إلى أوروبا.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsسائح يبحث عن الهجرة.. تحقيق مثير عن تسهيلات بيلاروسية لمرور العراقيين نحو أوروبا
وتساءل عما سيحل بأوروبا لو أوقفت بلاده مرور الغاز الروسي، ووجه كلاما قاسيا إلى قادة بولندا وليتوانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
وقبل أيام حاول العديد من طالبي اللجوء عبور الحدود لدخول بولندا من بيلاروسيا، حيث يوجد حاليا حوالي 4 آلاف طالب لجوء على حدود البلدين، بحسب وكالة الأنباء البولندية.
اتهامات وتطورات
ويتهم الاتحاد الأوروبي الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو بتنسيق وصول هذه الموجة من المهاجرين واللاجئين إلى الجانب الشرقي من التكتل، وذلك ردا على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده بعد حملة قمع وصفت بالوحشية مارسها نظامه بحق المعارضة.
وفي رده على هذه التطورات، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس الاتحاد الأوروبي إلى التواصل مجددا مع الرئيس البيلاروسي.
وخلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل هو الثاني في يومين، شدد بوتين على "أهمية معالجة أزمة المهاجرين الخطيرة في أسرع وقت"، معتبرا أن ذلك يتطلب "إحياء الاتصالات بين دول الاتحاد الاوروبي وبيلاروسيا"، وفق بيان للكرملين.
بعد نفاد صبرها، رأت برلين الخميس أن "الوقت قد حان لاستخلاص عواقب" هذه الأزمة من خلال تشديد العقوبات ضد نظام لوكاشينكو. ومن المتوقع اتخاذ الاتحاد الأوروبي إجراءات مطلع الأسبوع المقبل، وفقا لبروكسل.
موقف واتهامات
وفي هذا السياق، تعهد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لبولندا بتضامن أوروبا في ظل أزمة اللاجئين على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.
واتهم ماس في تصريحاته بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" لوكاشينكو أمس بالقيام بلعبة عديمة الضمير بحياة البشر، وأضاف "المشكلة هي لوكاشينكو وبيلاروسيا ونظام الحكم الموجود هناك"، وأكد أنه لهذا السبب تستحق بولندا تضامنا أوروبيا.
وهدد ماس مجددا بفرض عقوبات ليس ضد بيلاروسيا فحسب، ولكن أيضا ضد أي دول عبور وشركات طيران مشاركة في الأمر، وقال "يجب ألا يتم السماح لأي شخص يشارك في أنشطة لوكاشينكو غير الإنسانية بالإفلات من العقاب".
في المقابل، نفى ديمتري بوليانسكي نائب السفير الروسي لدى الأمم المتّحدة، أن تكون موسكو أو حليفتها مينسك تساعدان المهاجرين على الوصول إلى الحدود بين بيلاروسيا وبولندا لإغراق الاتحاد الأوروبي بهم، مؤكّداً من جهة ثانية أنّ بلاده لا تخطّط بتاتاً لغزو أوكرانيا.
وعن المهاجرين الذين منحتهم بيلاروسيا تأشيرات لدخول أراضيها ويتكدّسون حاليا على حدودها مع بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، قال الدبلوماسي الروسي إنّ "هؤلاء أشخاص قدموا بشكل قانوني إلى بيلاروسيا ويسعون لدخول دول أوروبية، وبخاصة ألمانيا. لا يُسمح لهم بعبور الحدود، ويتعرضون للملاحقة والضرب. هذا عار مطلق وانتهاك كامل للاتفاقيات الدولية".
بيان وقلق
وبعد جلسة طارئة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي بطلب من فرنسا وإستونيا وإيرلندا بشأن هذه الأزمة، أصدرت الدول الستّ الأعضاء في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والنرويج وإستونيا وأيرلندا) بياناً مشتركا اتّهمت فيه بيلاروسيا بممارسة "استغلال منظّم للبشر" على حدودها مع بولندا بهدف "زعزعة استقرار الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي".
كما اتّهم البيان السداسي بيلاروسيا بالسعي إلى "زعزعة استقرار الدول المجاورة" و"صرف الانتباه عن انتهاكاتها المتزايدة لحقوق الإنسان".
وقد عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه البالغ إزاء وضع المهاجرين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
ودعا المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك إلى التعامل مع الوضع على المستوى السياسي، مؤكدا ضرورة عدم استخدام المهاجرين واللاجئين كبيادق بأي شكل من الأشكال، وفق تعبيره.