ماكرون يجدد رفضه الاعتذار عن التاريخ الاستعماري لفرنسا في أفريقيا

جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رفضه تقديم الاعتذار عن التاريخ الاستعماري لفرنسا في أفريقيا، معربا عن رغبته في إقامة نموذج جديد للعلاقات مع القارة السمراء، في ظل توترات تعيشها باريس مع عدد من الدول الأفريقية.
واعتبر ماكرون -في لقاء مفتوح مع شبان من القارة الأفريقية في قمة فرنسا أفريقيا التي تنعقد في مونبلييه- أن الاعتذار لن يحل المشكلة، وأنه مجرد طريقة للتخلص من ذلك التاريخ والمرور إلى أمر آخر، لكنه أكد في المقابل أهمية الاعتراف الذي يقود إلى الحقيقة عبر عمل المؤرخين.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsأوريان 21: الشرق الأوسط في برامج التاريخ الفرنسية.. وجهة نظر متحيزة
وحذر ماكرون مما وصفه بخطر سرد كاذب للتاريخ يقدم روايات غير صحيحة، وقال إن هناك قوى أخرى تريد التركيز على دور فرنسا السابق لتنشغل هي باستغلال جديد للقارة.
واختلفت قمة مونبلييه هذا العام عن النسخ الماضية، لعدم مشاركة أي رئيس دولة أو رجل سياسي فيها، سوى الرئيس الفرنسي نفسه.
وجاءت تصريحات ماكرون اليوم في ظل أزمة سياسية اندلعت مع الجزائر السبت الماضي، بعدما نقلت صحيفة "لوموند" (Le Monde) طعنه في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، تساءل ماكرون في تصريحاته مستنكرا "هل كان هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".
ويدعو الرئيس الفرنسي باستمرار إلى تجديد العلاقة بين فرنسا وأفريقيا، لكنه يصطدم دائما بالماضي الاستعماري.
وقالت فنانة أفريقية خلال القمة إن "أفريقيا متزوجة بفرنسا زواجا قسريا منذ أكثر من 500 عام"، ورد عليها ماكرون قائلا "إذا استمررنا في التصادم أو القطيعة، فلن نتقدم أبدا".
وقد أعلن ماكرون خلال القمة عن إنشاء "صندوق الابتكار من أجل الديمقراطية في أفريقيا" وعدد من المبادرات الثقافية الأخرى، وأعرب عن رغبته في إقامة نموذج جديد للعلاقات مع القارة.