يوم الموئل العالمي.. 173 ألف مسكن فلسطيني دمرتها إسرائيل منذ النكبة
من بين 774 قرية وبلدة فلسطينية استولت عليها إسرائيل في نكبة عام 1948، تم تدمير 531 قرية، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني وتركهم بلا مأوى، وصاروا لاجئين، وتضاعفوا 9 مرات، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

رام الله- يعيش الفلسطيني محمد علي دبابسة (52 عاما) في منطقة تسمى "خلة الضبعة" (أقصى جنوب الضفة الغربية)، لكن قرارا عسكريا إسرائيليا بتحويل آلاف الدونمات هناك إلى مناطق تدريب عسكري حرمه وعشرات العائلات من التجمعات القريبة من البنية التحتية والاستقرار في سكن ملائم.
وفي أغسطس/آب الماضي، لم يشفع لغرفتين علق عليهما شعار الاتحاد الأوروبي وموّل إنشاءهما من الطوب وسكنهما الدباسبة و12 من أبنائه وأحفاده، -نصفهم من الأطفال؛ إذ هدمتها جرافات إسرائيلية ودمرت أمل العائلة في الاستقرار.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل اقتربت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؟ وما علاقة المستوطنين بإشعال شرارتها؟
تزايد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين منذ عام 2019
أم الشهداء.. هكذا ردت مُسنّة فلسطينية على تهديد مخابرات الاحتلال بإعادة ابنها لها في كيس
بعد ذلك، انتقل الدبابسة وأفراد عائلته للسكن في خيمة وفّرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة للسلطة الفلسطينية، لكن حتى الخيمة تلقت إخطارا إسرائيليا بالإزالة.
وفي تقرير نشره السبت الماضي، قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض (التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية) إن عمليات هدم واسعة تطول البيوت البسيطة للفلسطينيين جنوبي الضفة الغربية، بحجة أنها شُيدت من دون ترخيص.
وحسب التقرير، فإن تهديدات الاحتلال ومطامعه الاستيطانية تستهدف سكان منطقة تبلغ مساحة أراضيها نحو 38 ألفا و500 دونم (الدونم ألف متر)، وعليها تجمعات صغيرة يُقيم فيها أكثر من 3 آلاف مواطن.
ووفق مكتب الدفاع عن الأرض، فإن "معاناة الفلسطينيين هناك لم تعد تقتصر على الحياة القاسية، أو تهديد حقهم بالسكن في بيوت تقيهم برد الشتاء وحرارة الصيف، بل تمتد إلى حظائر الأغنام أيضا".
وفي وقت يحيي فيه العالم "يوم الموئل" -الموافق أول اثنين من أكتوبر/تشرين الأول كل عام، فما زال الهدم الإسرائيلي للمنازل في كافة المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة -والقدس خاصة- من أبرز وجوه المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون يوميا.
وتنتهج إسرائيل منذ النكبة (1948) سياسة هدم مساكن الفلسطينيين كشكل من أشكال العقاب الجماعي، تاركة أصحابها بلا مأوى.
وعينت الأمم المتحدة الاثنين الأول من أكتوبر/تشرين أول كل عام يوما عالميا للموئل، وتم الاحتفال به للمرة الأولى عام 1986، تحت عنوان "حقي في المأوى".

ملايين المهجرين والهدم مستمر
من بين 774 قرية وبلدة فلسطينية استولت عليها إسرائيل في النكبة عام 1948، تم تدمير 531 قرية، وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني وتركهم بلا مأوى، وصاروا لاجئين، وتضاعفوا 9 مرات، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وبعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967، واصلت إسرائيل سياسة الهدم لعدة أسباب، يلخصها مركز المعلومات الوطني في 4: الهدم لأسباب عسكرية، والهدم العقابي؛ وهو تدمير منازل العائلات الفلسطينية بذريعة تنفيذ أبنائهم عمليات مقاومة ضد الإسرائيليين، والهدم الإداري بذريعة البناء من دون الحصول على ترخيص، وأخيرا الهدم القضائي؛ ويكون من قبل بلدية القدس الإسرائيلية.
ووفق الباحث في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية إبراهيم أبو هاشم، فإن سلطات الاحتلال هدمت منذ بداية العام الجاري 670 منشأة -بينها مساكن- وأخطرت 670 منشأة أخرى بالهدم.
وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى هدم 880 منشأة سكنية وغير سكنية العام الماضي، وتوزيع 813 إخطار هدم لمنشآت أخرى.
ووفق بيان لمركز أبحاث الأراضي غير الحكومي (عضو التحالف الدولي للموئل) فقد هدم الاحتلال 607 مساكن في الضفة الغربية، بما فيها القدس، منذ بداية عام 2020 وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وذكر بيان المركز أن الاحتلال هدم نحو 173 ألف مسكن فلسطيني، وهجَّر ما مجموعه مليون ونصف المليون فلسطيني تقريبا، منذ النكبة وحتى اليوم.
ووفق البيان، فإن الاحتلال دمر -منذ حرب 1967 حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2021- نحو 12 ألف مسكن فلسطيني، منها 7440 مسكنًا في شرقي القدس فقط، وبذلك تم تهجير نحو 73 ألف مواطن، منهم أكثر من 47 ألف مقدسي.
وخلال الفترة نفسها دمرت جرافات الاحتلال وطائراته الحربية نحو 21 ألف مسكن فلسطيني في قطاع غزة.

فلسطينيون بلا مأوى
في قطاع غزة، يقول الناطق الإعلامي باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة إن إسرائيل دمرت في جولة القصف الأخيرة -في مايو/أيار الماضي- نحو 8500 منزل تعود للاجئين فلسطينيين، منها 1358 لم تعد صالحة للسكن، وأدى ذلك إلى تشريد أكثر من 8 آلاف عائلة، يبلغ عدد أفرادها نحو 44 ألفا.
ووفق الناطق الإعلامي -الذي تحدث للجزيرة نت- فإن الوكالة قدمت مساعدات مادية لمن فقدوا منازلهم، وهم "ما زالوا في بيوت مستأجرة من دون أن يعاد بناء بيوتهم".
عقاب جماعي
ويعتبر مركز المعلومات الإسرائيلي (بتسيلم) سياسة هدم البيوت "عقابا جماعيا"، ويقول في منشوراته إنها "إحدى الوسائل الأكثر تطرّفًا التي تستخدمها إسرائيل في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، منذ بداية الاحتلال وحتى الآن".
ووفق "بتسيلم"، فإن "الهدم يؤذي أشخاصا لم يفعلوا شيئًا ولم يُشتبه فيهم في فعل شيء"، مشيرا إلى أقارب فلسطينيين نفذوا عمليات مقاومة ضد الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين.