تزايد الضغوط لاستقالة قرداحي.. الكويت تنضم للسعودية والبحرين بطلب مغادرة السفير اللبناني والإمارات تسحب دبلوماسييها

قرداحي أكد أن مواقفه تجاه سوريا وفلسطين والخليج هي آراء شخصية (الجزيرة)

طلبت الكويت من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة البلاد، أسوة بالقرار الذي أعلنته السعودية والبحرين، كما قررت الإمارات سحب دبلوماسييها من بيروت، في أحدث تصعيد للأزمة التي أثارتها تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر -مساء اليوم السبت- إن الوزير قرداحي قال إن مصلحة لبنان قبل مصلحته، لكنه يتشاور لاتخاذ قراره الأخير.

وأضاف بو حبيب أنه لم يُطلب رسميا من وزير الإعلام تقديم استقالته، وأشار إلى أن رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أكد مرارا أن الحكومة لن تستقيل.

وصرح وزير الخارجية اللبناني بأن واشنطن طلبت عدم استقالة ميقاتي، وأن باريس تتمسك أيضا بالحكومة الحالية.

وفي سلسلة المواقف الخليجية، قالت وزارة الخارجية الإماراتية -في بيان صدر اليوم- إنها قررت سحب دبلوماسييها من لبنان، كما أعلنت "منع المواطنين من السفر إلى جمهورية لبنان"، وذلك "تضامنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة".

وقالت مراسلة الجزيرة في الكويت سمر شدياق إن وزارة الخارجية الكويتية طلبت من القائم بأعمال السفارة اللبنانية مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، كما استدعت سفيرها في بيروت للتشاور؛ احتجاجا على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني عن التدخل العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.

إعلان

من جهته، أعرب المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية عن "استغرابه الشديد واستنكاره" لتصريحات وزير الإعلام اللبناني، ودعت الخارجية القطرية الحكومة اللبنانية إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد وبشكل عاجل وحاسم لتهدئة الأوضاع، وللمسارعة في رأب الصدع بين الأشقاء".

في السياق نفسه، أعربت سلطنة عمان عن "⁦‪أسفها‬⁩ العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية".

وقالت الخارجية العمانية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية إنها تدعو الجميع إلى "ضبط النفس والعمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا".

وكانت السعودية أعلنت مساء أمس الجمعة استدعاء سفيرها في لبنان احتجاجا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني التي دافع فيها عن الحوثيين، كما طلبت من السفير اللبناني لديها المغادرة خلال 48 ساعة، وقررت إيقاف الواردات اللبنانية إلى المملكة.

كما طلبت وزارة الخارجية البحرينية من السفير اللبناني مغادرة البلاد خلال 48 ساعة، على خلفية سلسلة التصريحات والمواقف "المرفوضة والمسيئة" التي صدرت عن مسؤولين لبنانيين في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن الأزمة مع لبنان تعود أصولها إلى "هيمنة حزب الله". وأضاف في تصريحاته اليوم السبت أن المملكة ليس لها رأي في ما إذا كانت الحكومة اللبنانية يجب أن تبقى أو ترحل.

تفاعلات في لبنان

وفي الجانب اللبناني، جدد رئيس الجمهورية ميشال عون التعبير عن حرصه على إقامة أفضل العلاقات مع السعودية وترسيخها من خلال توقيع الاتفاقات الثنائية.

وشدد عون -اليوم السبت في بيان- على تجنب تأثيرات "المواقف والآراء التي تصدر عن البعض"، وألا تسبب أزمة بين لبنان والسعودية، لا سيما أن مثل هذا الأمر حدث أكثر من مرة، وفق تعبيره.

إعلان

واستنكر الرؤساء السابقون لحكومات لبنانية؛ سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام، ما وصفوها بالمواقف الخارجة عن الأصول العربية لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

ورأوا -في بيان- أن هذه التصريحات تشكل ضربة قاصمة للعلاقات والمصالح التي تربط لبنان بالدول العربية عامة ودول الخليج خاصة، لاسيما السعودية.

وطالب البيان قرداحي بالاستقالة من الحكومة، مؤكدين أن لبنان لم يعد قادرا على تحمل الانتكاسات المتوالية نتيجة انضمامه إلى المحور الإيراني.

وفي السياق ذاته، قال بيان صادر من رئاسة الحكومة اللبنانية أمس الجمعة إن "رئيس الوزراء نجيب ميقاتي طلب من وزير الإعلام جورج قرداحي في اتصال تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب لإعادة إصلاح علاقات لبنان العربية".

وعبر ميقاتي عن أسفه لقرار السعودية سحب سفيرها في بيروت وطلبها مغادرة السفير اللبناني، معبرا عن أمله أن تعيد الرياض النظر فيه، وشدد على رفضه الشديد كل ما يسيء للعلاقات الأخوية مع السعودية.

وناشد القادةَ العرب العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة من أجل الحفاظ على التماسك العربي.

اجتماع أزمة وحضور أميركي

وعقدت مجموعة من الوزراء اللبنانيين اجتماع أزمة اليوم السبت لمناقشة الخلاف الدبلوماسي المتصاعد مع السعودية.

وقال متحدث باسم السفارة الأميركية في بيروت إن ريتشارد مايكلز نائب رئيس البعثة الأميركية في لبنان حضر الاجتماع، وامتنع عن ذكر المزيد من التفاصيل.

في المقابل، عبر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية عن دعمه لأي قرار يتخذه الوزير قرداحي، وقال إن وزير الإعلام اللبناني عرض عليه تقديم استقالته لكنه رفض ذلك.

 

Arab League Secretary General Ahmed Aboul Gheit speaks during a joint news conference with Algeria's Foreign Minister Sabri Boukadoum in Algiers
أبو الغيط ناشد القادة العرب العمل والمساعدة على تجاوز الأزمة اللبنانية الخليجية (رويترز)

دعوة لرأب الصدع

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن بالغ قلقه وأسفه للتدهور السريع في العلاقات اللبنانية الخليجية، مناشدا دول الخليج إعادة النظر في إجراءاتها لتفادي التأثيرات السلبية على الاقتصاد اللبناني.

إعلان

وصرح مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة بأن الأزمة التي تسببت فيها تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وما تلاها من أحداث ومواقف كان يتعين أن تعالج لبنانيا بشكل ينزع فتيلها ولا يذكي نارها على نحو ما حدث.

وأضاف المصدر أن تلك التصريحات والمواقف أوصلت الأمور إلى انتكاسة كبيرة في علاقات لبنان بمحيطه العربي عموما والخليجي خصوصا.

وأكد أن الأمين العام لديه ثقة في حكمة وقدرة الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي على السعي السريع من أجل اتخاذ الخطوات الضرورية التي يمكن أن تضع حدا لتدهور تلك العلاقات، وتسهم في تهدئة الأجواء، خاصة مع السعودية، ورأب الصدع الذي تسببت فيه "مواقف لأطراف ترغب ولديها مصلحة في تفكيك عرى الأخوة التي تربط لبنان وشعبه العربي بأشقائه في دول الخليج والدول العربية".

كما ناشد الأمين العام المسؤولين في دول الخليج تدبر الإجراءات المطروح اتخاذها في خضم ذلك الموقف؛ بما يتفادى المزيد من التأثيرات السلبية على الاقتصاد اللبناني المنهار والمواطن الذي يعيش أوضاعا غاية في الصعوبة.

تصريحات قرداحي

واحتجت كل من السعودية والبحرين والإمارات على التصريحات التي أدلى بها وزير الإعلام اللبناني بشأن الحرب في اليمن.

ووصف قرداحي الحرب في اليمن "بالعبثية"، وقال إنها يجب أن تتوقف، ورأى أن ما يفعله الحوثيون دفاع عن النفس، وذلك في تصريحات أدلى بها ضمن حلقة من برنامج "برلمان شعب" بُثت الاثنين الماضي.

وفي أعقاب الجدل الذي أثارته تصريحاته، قال قرداحي إنه لا يجوز أن يملي أحد على اللبنانيين ما يجب القيام به بخصوص بقاء وزير في الحكومة من عدمه، مضيفا أنه جزء من حكومة متكاملة ولا يمكنه اتخاذ قرار الاستقالة من تلقاء نفسه.

وأشار قرداحي إلى أن مقابلته التي أثارت الجدل تم تصويرها في الخامس من أغسطس/آب الماضي، قبل تعيينه وزيرا بأسابيع، مؤكدا أن مواقفه في تلك المقابلة تجاه سوريا وفلسطين والخليج هي آراء شخصية، لا تلزم الحكومة.

إعلان

وقال إنني لم أقصد "ولا بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى المملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء".

موقف حزب الله

وقال رئيس كتلة حزب الله في البرلمان اللبناني محمد رعد إن إحدى دول المنطقة تنتقم لهزيمتها من لبنان بعد تأييده شعبا اعتدي عليه طوال 8 سنوات، في إشارة إلى اليمن.

ورأى رعد أن بعض الجهات تكاد تفتعل أزمة حكومية لا تنتهي باستقالة وزير بل ربما بتصدع الوضع الحكومي برمته، وأن المقصود ربما يكون تخريب الاستقرار، وفق تعبيره.

وأضاف أن من يريد افتعال الأزمة في لبنان يسعى لتعطيل الانتخابات التشريعية المقبلة.

وكان حزب الله ندد -في بيان سابق- بما وصفها بالحملة "الظالمة" التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون الخليجي على وزير الإعلام جورج قرداحي، على خلفية مواقفه من حرب اليمن.

وأعلن الحزب رفضه أي دعوة لإقالة قرداحي أو دفعه للاستقالة، معتبرا هذه الدعوات اعتداء سافرا على لبنان، وفق البيان.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان