انتشار عسكري في عدن بعد اشتباكات دامية وموجة نزوح

أفادت مصادر محلية في اليمن بأن مدينة عدن تشهد اليوم الأحد انتشارا عسكريا، بعد اشتباكات دامية سقط فيها عدة قتلى وجرحى وأدت لموجة نزوح جديدة.

وقالت المصادر إن قوات الأمن مدعومة بوحدات من قوات الحزام الأمني وقوات العاصفة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي انتشرت في أحياء مدينة عدن، ونصبت نقاط تفتيش للمارة والمركبات.

وأفادت بمقتل 6 أشخاص بينهم مدني وإصابة أكثر من 10 آخرين، بينهم مدنيون وأطفال في اشتباكات وقعت أمس بمدينة كريتر بين قوات الشرطة مدعومة بوحدات من العاصفة والحزام الأمني من جهة، ومسلحين تابعين لإمام النوبي القيادي السابق في الحزام الأمني.

وقال شهود عيان ومصادر أمنية إن الاشتباكات بدأت السبت عقب محاولة قوة أمنية اقتحام حي الطويلة في مدينة كريتر بالمحافظة.

وحسب المصادر، فإن الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة متوسطة.

وفي الأثناء، قامت قوات الحزام الأمني بإغلاق مداخل المنطقة، في وقت يستمر نزوح السكان منها جراء استمرار الاشتباكات، وفق المصادر ذاتها.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن المسلحين كانوا يتبعون المجلس الانتقالي وانشقوا عنه ويقودهم القيادي السابق بالمجلس إمام النوبي، ووقعت خلافات بين الجانبين تطورت إلى اشتباكات مسلحة‎.

إعلان

في السياق، قالت مصادر إعلامية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، إن قائد قوات الحزام الأمني في عدن العميد جلال الربيعي أصيب في الاشتباكات، دون تحديد نوع الإصابة.

نداء حكومي

قالت وكالة الأنباء اليمنية إن رئيس الوزراء معين عبد الملك وجّه بالعمل على وضع حد سريع لما صفها بالأحداث المؤسفة في كريتر، وما نجم عنها من سقوط ضحايا مدنيين وترويع الآمنين.

وكانت قوات الشرطة تطالب بالإفراج عن عدد من الشباب الذين اعتقلتهم قوات الحزام إثر احتجاجات شهدتها عدن خلال الأيام الماضية للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، والحد من تدهور العملة المحلية وارتفاع الأسعار.

وقامت قوات الحزام الأمني باقتحام عدد من الأحياء السكنية، وقد تضرر عدد من المحلات التجارية والمنازل.

وقال شهود إن تعزيزات من اللواء الخامس التابع للمجلس الانتقالي توجهت إلى كريتر لمداهمة قوات النوبي المسؤول عن حماية مقر التحالف بالمدينة كونه مؤيدا للمظاهرات الشعبية.

وأظهرت مقاطع فيديو جديدة احتراق عدد من المنازل نتيجة الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة، وكذلك انتشار عدد كبير من مسلحي المجلس الانتقالي في أحياء عدن.

منطقة مغلقة

وقال الصحفي اليمني فؤاد مسعد للجزيرة إن المشهد بمديرية كريتر يغلب عليه الخوف من توسع الاشتباكات، وإن القوات الأمنية تحاول اقتحام الأحياء السكنية بحثا عن مسلحين تقول إنهم يتمركزون داخلها، كما أن مداخل ومخارج المنطقة مغلقة.

ودعت اللجنة الأمنية في عدن سكانَ مديرية كريتر إلى التزام منازلهم خلال الساعات القليلة القادمة لتقوم بما سمته "تطهير المدينة" من بعض "البؤر الإرهابية".

وشهدت عدن توترا بين الحكومة المعترف بها دوليا، وبين المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي بشأن السيطرة على جنوب البلاد. وعاد معين عبد الملك رئيس الحكومة المدعومة من الرياض الأسبوع الماضي قادما من المملكة، ويقيم بالقصر الرئاسي في كريتر مع بقية وزراء الحكومة، في حين يقيم رئيس البلاد عبد ربه منصور هادي بالعاصمة السعودية.

إعلان

ويعاني جنوب اليمن من حالة شلل بسبب الصراع على السلطة بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات، الأمر الذي أدى إلى احتجاجات الشهور الماضية بسبب انتشار الفقر وتدهور الخدمات العامة.

وتخضع عدن لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي منذ أغسطس/آب 2019، وتشهد المدينة بين الحين والآخر اشتباكات بين قوات متصارعة تابعة له، فضلًا عن أزمات متكررة في المشتقات النفطية، وانقطاعات مستمرة للتيار الكهربائي والمياه لأسباب مختلفة.

ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان