وقف الدعم ونقص الأكسجين يخنق مصابي كورونا شمال غربي سوريا
تستمر الموجة الثانية من فيروس كورونا بشكل تصاعدي ومستمر شمال غربي سوريا، وسط نقص حاد بالكوادر الطبية وأزمة غير مسبوقة في توفير أسطوانات الأكسجين لمرضى كورونا،
شمال سوريا- بصعوبة بالغة يحاول النازح السوري حسن بكور التقاط أنفاسه، إذ يصارع داخل خيمته المهترئة بريف إدلب فيروس كورونا للاستمرار على قيد الحياة في منطقة أنهكتها الحرب، وفاقمت الجائحة مأساتها.
وبالكاد يستطيع بكور (63 عاما) الحركة والإشارة بيديه إلى ابنه عمر كي يجلب له القليل من الماء، ويقوم الابن الشاب، على عجل، بملء الكأس المعدنية وتقديمها إلى أبيه المريض.
اقرأ أيضا
list of 3 itemsشاهد.. خالد نجار جندي في الخطوط الأمامية بالمعركة ضد كورونا في سوريا
المشافي على حافة الانهيار بمناطق النظام والمعارضة.. وباء كورونا يجتاح سوريا وتحذيرات بأن القادم أسوأ
ولا يعلم بكور كيف أصيب بالعدوى، لكنه يقول إنه لم يكن يرتدي الكمامة الطبية ولم يحصل على اللقاح حتى اليوم.
ويخشى الأبناء أن أبيهم بات بحاجة إلى أسطوانة أكسجين داخل خيمته، بعد فشل محاولات نقله لأحد المستشفيات في إدلب شمالي البلاد، والتي أصبحت مكتظة بالمرضى وعاجزة عن استيعاب أية حالات جديدة.
نقص الأكسجين
وحتى مساء الخميس، بلغ عدد المصابين بالوباء في الشمال 84 ألفا و358 حالة، بعد تسجيل 699 إصابة جديدة، منها 400 في إدلب وحدها، وفق مديرية الصحة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وتستمر الموجة الثانية من الفيروس بشكل تصاعدي ومستمر شمال غربي سوريا، وفق الطبيب حسام قره محمد مسؤول ملف كورونا بمديرية صحة إدلب.
وقال قره محمد، للجزيرة نت، إن إشغال الأسرة بالمستشفيات التي تعالج مصابي الفيروس بلغ 100%، ولا يوجد أي شواغر لاستقبال مرضى جدد، داعيا الأهالي إلى الالتزام بارتداء الكمامة الطبية، والحصول على اللقاح كَحلّ وحيد.
وتعاني الكوادر الطبية من نقص حاد وأزمة غير مسبوقة في توفير أسطوانات الأكسجين لمرضى كورونا، إذ يتم تفادي العجز البالغ 40% من هذه المستلزمات الحيوية بشرائها وتقديمها للمرضى، وفق قره محمد.
وبلغ عدد الحاصلين على اللقاح بجرعتين هنا قرابة 90 ألف شخص، وهو رقم معقول بشكل مبدئي، كما يصفه مسؤول ملف الجائحة.
انتهاء عقود المستشفيات
وعلى وقع التحذيرات من انهيار النظام الصحي، عمّق المأساةَ توقفُ الدعم عن 9 مستشفيات في محافظة إدلب. حيث تقول المنظمات المانحة إن السبب هو نهاية عقود المشاريع التي تخدم تلك المؤسسات الصحية وتزودها بالتمويل والخدمات اللوجستية.
وفي هذه الأثناء، باتت الكوادر الطبية تعمل بشكل تطوعي، ليصبح تأمين الدعم تحديا جديدا أمام القائمين على الشأن الصحي بمناطق سيطرة المعارضة شمال غربي البلاد.
ويأتي توقف الدعم في وقت تواجه المنطقة ارتفاعا هائلا في أعداد المصابين بكورونا، حيث تحاول مديرية صحة إدلب البحث عن داعمين جدد، لاستمرار تقديم الخدمات لأكثر من 4 ملايين مواطن يعيشون في مناطق سيطرة المعارضة.
كارثة إنسانية
يقول الطبيب أحمد غندور مدير مستشفى الرحمة بريف إدلب، وهو من المستشفيات التي توقف عنها الدعم، إنه يغطي منطقة جغرافية يعيش فيها 750 ألف نسمة، ويقدم خدمات طبية لحوالي 35 ألف مريض شهريا، مشيرا إلى أن معظم الخدمات مجانية.
ويقدم المستشفى، وفق غندور، خدمات الإسعاف والعلاج في التخصصات الداخلية والقلبية، وكذلك حضانة المواليد الجدد، وقسم العناية المشددة، فضلا عن تقديم الأكسجين لمرضى كورونا بالمنازل والمستشفيات القريبة.
وحذّر غندور من كارثة إنسانية جراء توقف الدعم في ظل تفشي كورونا وقدوم الشتاء، مؤكدا أن العمل الآن بشكل تطوعي، لكنه لن يستمر لأكثر من شهرين في مستشفى يحتاج لدعم الوقود لتشغيل الكهرباء وتأمين الأدوية والمواد المخبرية.
ورجح مدير مستشفى الرحمة -في حديث للجزيرة نت- أن يكون توجه الدول المانحة إلى دعم بلدانها، مع تصاعد تفشي جائحة كورونا عالميا، هو السبب في تراجع دعم مستشفيات إدلب.