العقل المدبر لعدة تفجيرات دامية.. من هو غزوان الزوبعي الملقب بأبي عبيدة بغداد الذي أعلن العراق اعتقاله؟
اعتقال الزوبعي جاء بعد نحو أسبوع من إعلان العراق القبض في دولة مجاورة على سامي جاسم الجبوري، "مشرف المال" في تنظيم الدولة ونائب زعيمه السابق أبو بكر البغدادي
أعلنت السلطات العراقية مساء أمس الاثنين اعتقال غزوان الزوبعي الملقب بأبي عبيدة بغداد العقل المدبر وراء واحد من أكثر التفجيرات الدموية التي استهدفت منطقة تجارية مكتظة في حي الكرادة وسط بغداد عام 2016، وتسبب في سقوط مئات الضحايا بين قتيل وجريح وعدة تفجيرات أخرى.
وغرّد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على تويتر بنبأ اعتقال الزوبعي بعد ملاحقة مخابراتية معقّدة خارج العراق، واصفا الزوبعي بأنه "الجاني الأساسي وراء فظائع الكرادة وغيرها الكثير".
بعد أكثر من خمس سنوات على جريمة تفجير الكرادة التي أدمت قلوب العراقيين، نجحت قواتنا البطلة، بعد ملاحقة مخابراتية معقّدة خارج العراق، في اعتقال الإرهابي غزوان الزوبعي، الملقب بـ (أبو عبيدة بغداد)، المسؤول عن هذه الجريمة وجرائم أخرى. pic.twitter.com/mFnVM5df9v
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) October 18, 2021
وقال مسؤولان في المخابرات العراقية لوكالة أسوشيتد برس إن الزوبعي، وهو عراقي، اعتقل خلال عملية معقدة نفذت بالتعاون مع دولة مجاورة لم يكشفا اسمها. تم تعقبه من قبل السلطات لعدة أشهر، وأشارا إلى أن الزوبعي اعتقل في هذه الدولة، ونُقل إلى العراق قبل يومين.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsسؤال وجواب- أسلوب وتكتيك مغاير.. ما سرّ ازدياد هجمات تنظيم الدولة وما الدافع وراء ذلك؟
والزوبعي البالغ من العمر 29 عامًا، كان من مقاتلي القاعدة عندما سجنه الأميركيون في العراق في معتقل كروبر قرب مطار بغداد الدولي حتى عام 2008، ثم هرب من سجن أبو غريب في عام 2013. وانضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية بعد ذلك.
وقال مسؤولون عراقيون إن الزوبعي خطط للعديد من الهجمات في العراق، وكان أشهرها تفجير الكرادة عام 2016. وكان يعمل تحت قيادة إلياس أبو عبيدة.
وبحسب الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، فإن الزوبعي مسؤول عن 4 تفجيرات على الأقل. وأضاف في بيان عبر تويتر أن الزوبعي "كان مشرفا أيضا على تفجير مزدوج بمول النخيل" في العاصمة بغداد في سبتمبر/أيلول 2016 من خلال انتحاري يرتدي حزاما ناسفا، وتلاها تفجير مركبة مفخخة. وأضاف أنه المسؤول عن تفجير مركبة مفخخة في بغداد في مايو/أيار 2017، وتفجير آخر في الشهر ذاته في منطقة الشواكة قرب هيئة التقاعد العامة. وأشار رسول إلى أن الزوبعي هو المسؤول عن تفجير مركبة استهدفت زوار الإمام الكاظم في مايو/أيار 2016.
بعد التوكل على الله وباشراف ومتابعة القائد العام للقوات المسلحة السيد مصطفى الكاظمي @MAKadhimi ، تمكن الأبطال في جهاز المخابرات الوطني وبعملية بطولية استخبارية معقدة من القاء القبض على المتهم ( غزوان الزوبعي) الملقب ب ( ابو عبيدة بغداد ) في احدى الدول pic.twitter.com/e95Vt1CdEB
— يحيى رسول | Yehia Rasool (@IraqiSpoxMOD) October 18, 2021
وقتل ما لا يقل عن 292 شخصًا وأصيب نحو مئتي جريح في تفجير عربة مفخخة بواسطة انتحاري اسمه "أبو مها العراقي"، واستهدف التفجير منطقة تجارية مكتظة بالمتسوقين في حي الكرادة ببغداد مطلع يوليو/تموز 2016 قبل 3 أيام من عيد الفطر، وحوّل التفجير المركز التجاري إلى جحيم، وغذى الحريقَ صندوق ممتلئ بالملابس والعطور الزيتية ومبطن بألواح قابلة للاشتعال.
مواجهة بين أم عراقية والمتورط بتفجير الكرادة غزوان الزوبعي .
(وقفوهم انهم مسؤولون ) pic.twitter.com/088RBQqLOA
— علي فرحان ali farhan 🇮🇶 (@alifarhan85) October 18, 2021
وجاء اعتقال الزوبعي بعد نحو أسبوع من إعلان العراق القبض في دولة مجاورة على سامي جاسم الجبوري، "مشرف المال" في تنظيم الدولة ونائب زعيمه السابق أبو بكر البغدادي، وفق مصدر رسمي عراقي.
وأعلن العراق أواخر العام 2017 "انتصاره" على تنظيم الدولة بعد طرد مقاتليه من كل المدن الرئيسية التي سيطروا عليها في العام 2014، في حين قتل البغدادي عام 2019.
وتراجعت مذاك هجمات التنظيم في المدن تراجعا كبيرا، لكن القوات العراقية لا تزال تلاحق خلايا نائمة في مناطق جبلية وصحراوية، في حين يستهدف التنظيم بين وقت وآخر مواقع عسكرية، ونفّذ الشهر الماضي هجوما أودى بثلاثين مدنيا في حي مدينة الصدر في العاصمة بغداد.
وأشار تقرير للأمم المتحدة نشر في فبراير/شباط الماضي إلى أن "تنظيم الدولة يحافظ على وجود سري كبير في العراق وسوريا، ويشن هجمات على جانبي الحدود بين البلدين مع امتداده على الأراضي التي كان يسيطر عليها سابقا".
وقدّر التقرير بأن تنظيم الدولة لا يزال يحتفظ بما مجموعه 10 آلاف مقاتل "نشط" في العراق وسوريا.
واعتبر مسؤول في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أن التنظيم في العراق "محلي جدا"، وأن وضعه المالي "صعب".
ويقدم التحالف الدولي الدعم للقوات العراقية في حربها على تنظيم الدولة منذ العام 2014، ويضم 3500 عسكري، بينهم 2500 أميركي، ستتحول مهمتهم إلى "استشارية" و"تدريبية" تماماً بحلول نهاية العام.