الابن قتل في قندوز والأب بقندهار خلال أسبوع.. فاجعة عائلة أفغانية بتفجيري المسجدين
يقول ضياء رجبي الابن الأكبر للعائلة: فقدت شقيقي الصغير قبل أسبوع في هجوم بولاية قندوز، ثم خسرت والدي في قندهار. إن فقد الشقيق والوالد قسم ظهري، ماذا أفعل بدونهما؟

كابل- بعد أسبوع من مقتل ابنه عزت الله، كان الأفغاني نعمة الله رجبي في استقبال المعزيين الجمعة الماضية (15 أكتوبر/تشرين الأول) في مدينة قندهار جنوبي أفغانستان، دون أن يعلم أنه سيلحق بابنه بفارق أسبوع وتفجير آخر.
وقُتل الابن في تفجير انتحاري استهدف مسجد "سيد آباد" للطائفة الشيعية في مدينة قندوز شمالي البلاد، قبل أسبوع.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsصعوبات إرسال الطلاب للمدارس في أفغانستان
الموسيقى والأدب وجه آخر لأفغانستان المعروفة بالعنف
وول ستريت جورنال: هدوء غريب يخيم على أفغانستان بعد عقود من الحرب
وبعد انتهاء مراسم العزاء توجّه الأب، وعدد من أقربائه وأصدقائه القادمين من العاصمة كابل وولاية غزني لتعزيته، إلى مسجد "السيدة فاطمة الزهراء" المجاور، لأداء صلاة الجمعة.
يقول علي شاه ابن شقيق نعمة الله "بعد انتهاء الخطبة وفي الساعة الواحدة بتوقيت قندهار سمعنا دويّ انفجار هائل، لأن بيتنا يبعد عن المسجد مسافة دقيقتين، هرولنا نحوه، فرأيت عمّي جثة هامدة، وبجانبه إمام الجامع".
وإلى جانب الأب رجبي، أصيب ابنه ميسم (12 عاما) بجروح خطيرة، ويرقد الآن بين الحياة والموت في مستشفى قندهار المركزي. كما أصيب اثنان آخران من أصدقاء العائلة الذين جاؤوا من العاصمة.

قتيل بالجنوب وآخر بالشمال
تنحدر عائلة رجبي من مديرية واغظ بولاية غزني وسط البلاد، ولكن الوالد استقر قبل 30 سنة في ولاية قندهار وفتح محلا صغيرا لكسب رزقه هنا.
أما ابنه عزت الله، فحصل على تعليم أكاديمي في البيطرة، واستقر مع عائلته المكونة من 4 أفراد قبل 3 سنوات في مدينة قندوز شمالي البلاد، وفيها فتح صيدلية للحيوانات.
يقول ضياء رجبي الابن الأكبر للعائلة "فقدت شقيقي الصغير قبل أسبوع في هجوم في قندوز، ثم خسرت والدي، فقد الشقيق والوالد قسم ظهري، ماذا أفعل بدونهما؟".
ويروي حادثة مقتل والده "كنت في زاوية المسجد بمجرد سماع دوي التفجير تذكرت الهجوم الانتحاري الذي قتل فيه أخي، وبعد قليل شاهدت الأشلاء والدماء وبدأت أبحث عن والدي لأنه كان يقف خلف الإمام كعادته، فوجدته مضرجا بالدماء وقد فارق الحياة في اللحظات الأولى للتفجير".
تحذيرات مسبقة
وسبق تفجيري قندوز وقندهار تحذيرات أطلقتهما الخارجيتان الأميركية والبريطانية حيث طالبتا رعاياهما بمغادرة الفنادق في كابل وبقية المدن الأفغانية، وخاصة فندق سيرينا وسط العاصمة، لأسباب أمنية.
ونصبت حركة طالبان حواجز أمنية في محيط الفندق قبيل هجوم الجمعة الأخيرة في قندهار بيومين.
وفي حين تركزت المخاوف الأمنية على استهداف الفنادق في كابل، وتشددت الحكومة الجديدة في تأمينها، كان تنظيم الدولة يخطط لضرب مسجد للشيعة بعيدا عن العاصمة بمئات الكيلومترات.

شيعة قندهار
أثار التفجير الذي قضى فيه رجبي الاستغراب في الولاية التي تُعرف بطابعها السُني.
لكن المصادر المحلية توثق وجود عشرات آلاف الشيعة الذين يعيشون في قندهار وينتمون إلى عرقية قِزِلباش، وليست الهزارة التي ارتبطت اسمها بالشيعة في أفغانستان.
واستقرت قزلباش الشيعية في كابل وغزني وقندهار، وبعد سقوط حكومة طالبان الأولى عام 2001، أدرج اسم العرقية في النشيد الوطني.
ويوجد في قندهار 45 مسجدا للشيعة. يقول مرتضى خالقي المتحدث باسم مسجد السيدة فاطمة الزهراء، للجزيرة نت، إن عدد الشيعة هنا يصل إلى 100 ألف عائلة.. "لكن بالكاد (يوجد) تميز بين سني وشيعي في هذه المدينة".
وتمكّن عدد من أفراد الطائفة الشيعية في قندهار من الوصول إلى البرلمان، مثل السيد مقتدى ميران. ومن أهم علمائها آية الله محمد أصف محسني الذي درس في النجف بالعراق وتوفي عام 2019، ويعتبر أحد مراجع الشيعة التقليديين في أفغانستان.