خسائر ضخمة خلفها الإعصار.. خطوات عُمانية لدعم المتضررين واستيعاب التأثيرات

سلطان عُمان هيثم بن طارق يأمر بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة في أعقاب الحالة المدارية "شاهين"

في السلطنة تضرر 66 ألف مبنى و99 ألف سيارة جراء إعصار شاهين (الجزيرة)

مسقط – في ظل الحاجة الملحة لتعزيز ودعم المجتمع وضرورة مساعدة المتضررين والتأهب بشكل أفضل للمستقبل، أمر سلطان عُمان هيثم بن طارق بإنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة في أعقاب الحالة المدارية "شاهين" التي ضربت السلطنة وخلفت خسائر بشرية وأضرارا مادية.

الهدف من الصندوق هو التعامل مع الخسائر التي خلفها الإعصار، وما قد يحدث مستقبلا من حالات أو كوارث طبيعية، وتكون موارده المالية من الموازنة العامة للدولة والتبرعات والمساعدات التي ترد لهذا الصندوق، وتنظم كافة أموره المالية والإدارية بموجب نظام يصدر لهذه الغاية.

موارد الصندوق الجديد ستعزز الدعم الذي تعتزم السلطنة تقديمه للمنكوبين جراء هذه الأزمة، فضلا عن اتخاذ التدابير التي ستساعدها مستقبلا في الاستجابة السريعة للآثار الفورية للأزمات والكوارث الطارئة التي قد تضرب البلاد.

وقد وصف سالم الجهوري الباحث العماني بالشؤون الدولية، إنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة، بالخطوة المهمة التي تبعث الاطمئنان لأفراد المجتمع الذين يواجهون سنويا الحالات المدارية والأعاصير التي تتشكل في كل من بحر العرب والمحيط الهندي، وبلغت منذ عام 2007 أكثر من 12 حالة.

وقال، في حديث للجزيرة نت، إن الحالات المدارية والأنواء المناخية، وما يتبعها من أمطار غزيرة ورياح شديدة وارتفاع منسوب المياه، تترك آثارا قاسية على حياة الفرد والقطاعات التي يمتلكها، كالزراعة والتجارة والصناعة والثروة السمكية وغيرها.

إعلان

ورغم عدم الإعلان عن موارد الصندوق، فإن الجهوري رأي أن الحكومة ستكون أكبر المساهمين فيه، بجانب القطاع الخاص الذي ينتظر منه أن يكون حاضرا ومساهما كما كان خلال جائحة كورونا (كوفيد-19).

إعصار شاهين خلف خسائر بشرية وأضرارا مادية ضخمة (الجزيرة)

دعم حكومي

وتزايدت الفترة الأخيرة أدوار صناديق الطوارئ التي يتم تأسيسها أو الدعوة لتدشينها من قبل الحكومات مع وقوع أزمات مفاجئة، بهدف توفير التمويل اللازم من أجل مواجهة الأضرار والتصدي للمخاطر المختلفة نتيجة الكوارث الطبيعية.

ولم يتحدد الرقم المالي المستهدف للصندوق، إلا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الإعلان عن كافة التفاصيل، خاصة أن هذا الصندوق سيساعد المواطنين على استعادة عافيتهم وترميم منازلهم وأعمالهم، وأيضا دعم وإعادة تأهيل الخدمات المتضررة في قطاعات المياه والكهرباء والاتصالات والطرق، وفقا للجهوري.

وتعتبر السلطنة من أكثر الدول العربية تعرضا للأعاصير والعواصف المدارية، إذ تواجهُ هذه الظواهرَ الطبيعية مرة كل 3 سنوات في المتوسط، يليها اليمن الذي تضرب الأعاصير والعواصف، عادة، الأجزاء الجنوبية والجنوبية الشرقية منه.

وقد وصف الإعلامي العماني مازن البريكي إنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة بأنه خطوة مهمة واستباقية لرعاية المواطنين، والتعامل بصورة مثلى مع ما يحدث مستقبلا من حالات أو كوارث طبيعية.

وقال البريكي -للجزيرة نت- إن هذا الصندوق سيضمن الإسراع في استيعاب التأثيرات والتخفيف عن المواطنين المتأثرين نتيجة أي حدث طارئ، خاصة أن الكوارث ليس لها وقت معين.

وقد خلف إعصار شاهين الكثير من الأضرار، في السلطنة، على البنى التحتية والمساحات الزراعية والمنازل، وخاصة منطقة ساحل بحر عمان في ولايات شمال وجنوب محافظة الباطنة، خاصة السويق والخابورة والمصنعة.

وتمثلت الأضرار في قطع الشوارع وجريان وديان من الأمطار مما أدى إلى غرق الكثير من المنازل والسيارات والأملاك العامة، فضلا عن تضرر محولات الكهرباء وأبراج الاتصالات، وهبوط بعض المنازل التي سكنت فيها المياه.

الزدجالي يوضح أن أضرار إعصار شاهين تركزت في الخابورة والسويق والمصنعة (الجزيرة)

قوافل مساعدات

وعلى غرار البريكي، نوه المواطن بدر الزدجالي بمبادرة إنشاء صندوق وطني للحالات الطارئة، خاصة أن هذا الأمر سيخدم المواطنين ويوفر آلية للتعامل مع مختلف الأزمات والكوارث سواء كانت طبيعية أو صحية أو اقتصادية، بطرق سريعة وفعالة.

إعلان

وقال الزدجالي -للجزيرة نت- إن الشعب العماني اعتاد على الأعاصير منذ قرن، والتي تضرب مختلف مناطق السلطنة، خاصة السواحل الشرقية التي كانت عرضة لعشرات الأعاصير، أطاحت بعضها بكل أشكال الحياة في بعض المدن والمناطق، وأودت أخرى بمئات الضحايا.

وأضاف أن الصندوق خطوة إيجابية وفرصة مهمة للاستثمار من جانب القطاعين العام والخاص من أجل تخفيف العبء على الحكومة ورفع الضغط عنها، في ظل حاجاتها لمئات المليارات من الريالات من أجل إصلاح الأضرار وتعويض المتضررين.

الأكثر تضررا

وكانت قصبية الحواسنة أكثر المناطق تضررا من إعصار شاهين، وكذلك قصبية الزعاب في ولاية الخابورة، وذلك بسبب القرب من ساحل البحر، الأمر الذي أدى إلى خسائر ضخمة بالأملاك العامة والخاصة، وفقا للزدجالي.

وبحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، فان خسائر الإعصار تركزت في ولايات الخابورة والسويق والمصنعة، حيث تضرر 362 ألف شخص موزعين على 51 ألف أسرة منها 38 ألف أسرة من المواطنين، و66 ألف مبني يحتوي على 91 ألف وحدة منها 67 ألف وحدة معدة للسكن، و22 ألف منشأة ربحية.

كما رصد المركز تضرر 99 ألف سيارة بين خاصة وتجارية، ونحو 1072 مسجدا بالولايات الثلاث، وكذلك 14 مركزا صحيا، و102 مدرسة حكومية، فضلا عن مساحات شاسعة من الأراضي والمحاصيل الزراعية.

 

إعصار شاهين قطع العديد من الطرق وأضر البنية التحتية (الجزيرة)

وعلى صعيد الخسائر البشرية، أعلنت السلطنة قبل أيام ارتفاع ضحايا الإعصار إلى 13 قتيلا بعد العثور على جثة مواطن فُقد الأحد الماضي.

الأضرار، التي خلفها إعصار شاهين، خلفت حالة غير طبيعية من التكاتف بين العمانيين وأيضا الجاليات المقيمة، الذين أطلقوا على مدار الأيام الماضية قوافل مساعدات وحملات تطوعية من كل المناطق إلى ولايات الخابورة والسويق بمحافظة شمال الباطنة والمصنعة بالجنوب، حيث تجاوزت قيمة المساعدات 30 مليون ريال (77.92 مليون دورلار).

إعلان

وقد شكلت الفرق التطوعية، التي شارك فيها رياضيون بارزون وشخصيات عامة، مجموعات تتوزع بين المنازل في المناطق المتأثرة، لتنظيفها وإزالة العوالق الترابية ومخلفات دخول المياه إليها.

المصدر : الجزيرة

إعلان