القمة القطرية الأردنية.. شراكة إستراتيجية وجهود حثيثة لحل أزمات المنطقة

أمير قطر (يمين) يودع ملك الأردن بعد زيارة استمرت يومين (الفرنسية)

الدوحة ـ احتضنت الدوحة -على مدى يومين- أعمال القمة القطرية الأردنية بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، التي شهدت بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وتشكل القمة الثنائية بين أمير قطر وملك الأردن لبنة جديدة في جدار العلاقة التاريخية بين البلدين، التي تشهد تطورا كبيرا، ورؤية مشتركة لقيادتي البلدين تجاه ملفات الإقليم. هذا بالإضافة إلى عناصر القوة التي يمكن الاستثمار فيها في علاقات البلدين، التي أسّست لها القيادة الأردنية والقطرية منذ عقود.

كما يأتي انعقاد القمة في مرحلة من المراحل الحساسة والمهمة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والتي تتطلب التكامل والتعاون لمواجهة مختلف التحديات.

وقد عقد أمير قطر جلسة مباحثات مع العاهل الأردني، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، ولا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والثقافية.

مركزية القضية الفلسطينية

كما عقد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والملك عبد الله الثاني لقاء ثنائيا، تم خلاله تبادل الآراء ووجهات النظر حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية والمستجدات الراهنة.

إعلان

ووصف ملك الأردن زيارته إلى قطر -التي تعد الأولى له منذ عام 2013- بأنها "رسالة مهمة لشعبينا الشقيقين"، وفق بيان للديوان الملكي.

وحسب البيان ذاته، فقد أجرى الجانبان مباحثات موسعة، تبعها لقاء ثنائي، أكد خلالها الملك عبد الله "مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية العمل من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين".

وفي السياق ذاته، شدد ملك الأردن على ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لهذا الحل، كونه "السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في المنطقة".

وتناولت المباحثات التطورات في الملف السوري، حيث أكد الملك عبد الله دعم الأردن لجهود الحفاظ على سيادة سوريا واستقرارها ووحدة أراضيها وشعبها.

المباحثات أكدت ضرورة التوصل إلى حلول سياسة للأزمات في المنطقة (رويترز)

تعاون رياضي

وتم التأكيد على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات التي تشهدها المنطقة، لتعيد الأمن والاستقرار لشعوبها.

وعلى هامش الزيارة، وقعت الحكومتان الأردنية والقطرية اتفاقية حول الإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخاصة، كما جرى توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز قطر للاستثمار وشركة إدارة الاستثمارات الحكومية الأردنية، لبناء شراكة إستراتيجية بين البلدين وتطوير فرص التعاون.

ويقول سفير قطر لدى الأردن الشيخ سعود بن ناصر بن جاسم آل ثاني إن زيارة العاهل الأردني إلى الدوحة تأتي "تتويجا لمسيرة العلاقات الثنائية بين القائدين والبلدين الشقيقين، وتتويجا لمسار التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا، خصوصا أن المنطقة تشهد العديد من التغيرات التي تتطلب العمل الدؤوب من أجل استفادة المنطقة وشعوبها منها".

وأضاف -في تصريح صحفي- العلاقات القطرية الأردنية تسير باتجاه مزيد من التعاون والتكامل في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية وفي مختلف المجالات، واصفا -في الوقت نفسه- مستوى العلاقات الثنائية بأنها "في أعلى مستوياتها".

إعلان

وأشار في هذا الصدد إلى التوقيع على العديد من الاتفاقيات في المجالات الثقافية والتعليمية والقانونية والجمارك وغيرها من المجالات الأخرى، مؤكدا تطلع الدوحة لبناء تعاون رياضي مشترك مع الأردن، بهدف توفير أرضية قوية لإنجاح ملف بطولة كأس العالم 2022، التي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي.

دور قطري فاعل

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الرحيم الهور إن زيارة العاهل الأردني إلى الدوحة تأتي في إطار تعزيز بناء الإستراتيجيات المشتركة التي تحتاج إلى التقاء القيادات على أعلى مستوى، خاصة في مجال التنسيق الإستراتيجي.

وفي هذا السياق، يقول الهور -في حديث للجزيرة نت- إنه يتوقع تعاونا بين البلدين في تبادل الخبرات في إدارة ملف بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها دولة قطر العام المقبل، وما يترافق مع ذلك من عمليات لوجستية وأمنية وتشغيلية.

الهور يشير إلى الدعم القطري للأردن خلال أزمة كورونا (مواقع التواصل)

ويضيف أنه بالنظر إلى زاوية تحقيق الأمن الوطني المحلي للدول فإنه جلي لكل أصحاب الاختصاص في هذا المجال أن التعاون الإقليمي والشراكات الدولية هي أحد أهم ركائز الأمن الإقليمي، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي أو الاستثماري وغيرها من مكونات الأمن الوطني المحلي والإقليمي.

كما نوه الهور بالتعاون الاقتصادي بين قطر والأردن، مشيرا في هذا الصدد إلى الدعم الذي قدمته الدوحة والذي تجسد بعد أزمة جائحة كورونا بطرح أكثر من 10 آلاف فرصة عمل للأردنيين في قطر، وما يمثله ذلك من تأكيد على التعاون المرتبط بتبادل الخبرات.

وأشار إلى الجهود القطرية الأردنية في خدمة قضايا المنطقة والعمل على استقرار الأوضاع الإقليمية، ولا سيما في سوريا وأثر ذلك على المنطقة، مشيدا -في الوقت نفسه- بالدور المهم الذي تلعبه الدوحة على المستوى العالمي لا سيما الدور الفاعل والمشهود لها في الشأن الأفغاني.

إعلان

واختتم الهور -حديثه للجزيرة نت- بالتأكيد على أن كلا من قطر والأردن لهما ثقلها في المنطقة -كل في مكانه- وأن التعاون المشترك في جميع المجالات سالفة الذكر سينعكس إيجابا على شعوب المنطقة واستقرار الإقليم، لافتا إلى أن وجود النمط الحديث المشترك للرؤية لدى قيادتي البلدين هو أساس هذا التعاون.

المصدر : الجزيرة

إعلان