اليمن.. عشرات القتلى والجرحى جراء المعارك في مأرب وتحذير أممي من "تداعيات مدمرة" للقتال على المدنيين

قالت مصادر محلية للجزيرة إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا جراء معارك اندلعت بمحافظة مأرب وسط البلاد، بين الجيش اليمني ورجال القبائل من جهة ومقاتلي جماعة الحوثيين من جهة أخرى، بينما حذرت الأمم المتحدة الأربعاء، من "تداعيات مدمرة" للقتال العنيف على المدنيين في اليمن.
وأضافت المصادر أن الجيش اليمني بمساندة رجال القبائل شن هجوما معاكسا على الحوثيين الذين كانوا قد سيطروا على مناطق جنوب مديرية "الجوبة" بمأرب.
واتهمت المصادر الحوثيين بإطلاق صاروخين باليستيين على مناطق في مديرية الجوبة، استهدف أحدهما محطة وقود مما أدى إلى سقوط ضحايا، بينهم مدنيون، واحتراق عدة سيارات.
بدوره، قال الجيش اليمني إن قواته صدت هجمات للحوثيين في عدة جبهات في مأرب.
بينما أكد التحالف السعودي الإماراتي أنه نفذ 19 عمليةَ استهداف لعتاد ومقاتلي جماعة الحوثي في العبدية بمأرب خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وكان التحالف أعلن تدمير زورقين مفخخين تابعين للحوثيين وإحباطَ تنفيذ عمليتي هجوم وشيك.
واتهم التحالف الحوثيين بمواصلة تهديد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوبَ البحر الأحمر.
في المقابل، قالت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثيين إن "طائرات التحالف شنت 33 غارة على مواقع في محافظتي مأرب والجوف".
تحذير أممي
وفي سياق متصل، حذرت الأمم المتحدة الأربعاء، من "تداعيات مدمرة" للقتال العنيف على المدنيين في محافظات مأرب والبيضاء (وسط) وشبوة (جنوب شرق) في اليمن.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "يستمر القتال العنيف في اليمن، بما في ذلك محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، حيث تصاعدت الاشتباكات خلال الأسابيع الأخيرة".
وأضاف دوجاريك، في تصريحات لصحفيين بمقر المنظمة، أن لهذا التصعيد تداعيات مدمرة بشكل متزايد على المدنيين، حيث نزح نحو 10 آلاف شخص في مأرب، في سبتمبر/أيلول الماضي، وهذا أعلى معدل مسجل في المحافظة خلال شهر واحد منذ بداية العام.
وتابع "الأمم المتحدة قلقة بشكل خاص بشأن الوضع في مديرية العبدية جنوب غربي مأرب، حيث يقطن المنطقة قرابة 35 ألف شخص، بما فيهم العديد ممن لجؤوا إليها بعد فرارهم من الصراع في المناطق المجاورة".
وحث دوجاريك جميع أطراف النزاع على الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك ضمان حماية المدنيين وتوفير ممر آمن للفرار من مناطق النزاع.
كما دعا إلى تسهيل الوصول الإنساني الآمن، وفي الوقت المناسب والمستدام، إلى جميع المناطق المتضررة في اليمن.
ومنذ نحو 3 أسابيع، يحاصر الحوثيون مديرية العبدية من المنافذ كافة، بعد أن صدت القوات الحكومية، بإسناد من التحالف العربي، جميع هجماتهم التي استهدفت السيطرة عليها.
ومأرب هي آخر معقل للسلطات الشرعية شمالي اليمن، وينفذ الحوثيون منذ نحو عام حملة عسكرية واسعة بهدف السيطرة عليها.
تحركات دبلوماسية
على الصعيد الدبلوماسي، من المتوقع أن يصل المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ مساء الأربعاء إلى العاصمة العمانية مسقط ضمن جولة تشمل الأردن والسعودية والإمارات.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر قولها إن ليندركينغ سيلتقي مسؤولين عمانيين رفيعي المستوى ورئيسَ وفد جماعة الحوثي محمد عبد السلام المقيمَ في السلطنة.
بدورها، أفادت وكالة بلومبيرغ الأميركية الأربعاء، بأن إيران طلبت من السعودية إعادة فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية كمقدمة لإنهاء الحرب في اليمن.
ونقلت الوكالة عن شخصين مطلعين على مجريات المحادثات بين البلدين أن توقيت فتح القنصليات وإعادة العلاقات هو النقطة الأساسية في المحادثات التي يتوسط فيها العراق بين البلدين.
وقالت الوكالة إنه في الوقت الذي تدفع فيه القوى العالمية باتجاه إحياء الاتفاق النووي عقدت الجمهورية الإيرانية 4 جولات من المحادثات بهدف تخفيف التوتر مع السعودية. وجرى التركيز في المحادثات على اليمن، حيث تدعم كل دولة طرفا في الحرب.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.