بعد أحداث قرقارش وغريان وغوط الشعال.. الأمم المتحدة تطالب ليبيا بالتحقيق في إطلاق النار على المهاجرين الفارين

مهاجرون يعتصمون أمام مقر المفوضية العليا للاجئين في طرابلس للمطالبة بترحيلهم خارج ليبيا (الأوروبية)

قالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن قوات الأمن الليبية استخدمت القوة على نحو "غير ضروري وغير متناسب" لاحتجاز مهاجرين أفارقة وأطلقت النار عليهم مما أودى بحياة بعضهم، مطالبة بإجراء تحقيقات فورية.

وصرحت المتحدثة باسم المفوضية مارتا هورتادو -خلال إفادة صحفية في جنيف اليوم الثلاثاء- بأن قوات الأمن الليبية استهدفت مهاجرين وطالبي لجوء -بعضهم لم يُبت في طلباتهم- في عمليات اتسمت بالقسوة، على حد وصفها.

وأضافت "نتج عن هذا سقوط قتلى وحدوث إصابات خطيرة وزيادة الاعتقال في أوضاع مروعة، وكذلك طرد أفراد إلى دول بأفريقيا جنوب الصحراء بدون اتباع المسار الملائم".

وذكرت المتحدثة أن فرق وزارة الداخلية داهمت في البداية موقعا غير رسمي يأوي مئات المهاجرين وطالبي اللجوء في قرقارش (غربي العاصمة طرابلس) في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وقيدت واعتقلت من فيه وضربت من قاوم أو أطلقت عليه النار.

حوادث متتالية

وقالت هورتادو إنه في السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري تمكن نحو 500 مهاجر من الهرب من مركز احتجاز في غريان (جنوب غرب طرابلس)، ولاحقهم الحراس الذين أطلقوا الذخيرة الحية، وهو ما أسفر عن مقتل 4 على الأقل وإصابة آخرين.

إعلان

وأضافت أنه بعد يومين حدث فرار جماعي آخر من مركز "المباني" في غوط الشعال (غربي طرابلس)، وطاردت قوات الأمن المهاجرين وأطلقت النار فسقط عدد غير معلوم من القتلى.

وقالت الداخلية الليبية إن مهاجرا واحدا فقط لقي حتفه جراء أحداث الهروب والتدافع في غوط الشعال، أما رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا، فقال إن 6 أشخاص لقوا حتفهم.

وطالبت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات الليبية "بإجراء تحقيقات فورية وشاملة وحيادية ومستقلة في ما تردد عن استخدام القوة على نحو غير ضروري وغير متناسب، بما في ذلك ما قيل عن أعمال قتل ارتكبتها قوات الأمن وجماعات مسلحة تابعة لها، وذلك بهدف محاسبة أولئك المسؤولين".

من جهتها، تقول حكومة الوحدة الوطنية الليبية إنها تتعامل مع مسألة معقدة في ملف الهجرة غير النظامية لما يمثله من مأساة إنسانية، إضافة إلى تبعاته الاجتماعية والسياسية والقانونية محليا ودوليا.

وتشكل ليبيا نقطة عبور رئيسة لعشرات آلاف المهاجرين الآتين بغالبيتهم من أفريقيا جنوب الصحراء في سعيهم للوصول إلى أوروبا عبر السواحل الإيطالية التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن الشواطئ الليبية.

واستفاد مهربو البشر في السنوات العشر الأخيرة من حالة عدم الاستقرار التي تعيشها ليبيا.

المصدر : رويترز

إعلان