الرئيس الجزائري يهنئ نظيره التونسي بتنصيب حكومة جديدة وسعيّد يجدد تمسكه بالإجراءات الاستثنائية

هنأ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون -اليوم الثلاثاء- نظيره التونسي قيس سعيّد على تنصيب حكومة جديدة في بلاده، بينما أكد سعيّد أن البلاد ستبقى في ظل الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها في يوليو/تموز الماضي.
وبرر الرئيس التونسي قراره بما سماه الخطر الجاثم في المجلس النيابي.
وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان إن "تبون أجرى اليوم، مكالمة هاتفية مع أخيه قيس سعيّد رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة هنأه فيها بمناسبة تنصيب الحكومة الجديدة، متمنيا له ولحكومته التوفيق والسداد" .
وأضاف البيان أن تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات سيشكل محور أجندة الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية (تبون) إلى تونس.
ومساء أول أمس الأحد، قال الرئيس الجزائري -في مقابلة مع وسائل إعلام محلية بثها التلفزيون الرسمي- إنه سيزور تونس قريبا على رأس وفد حكومي كبير لتحريك عجلة التعاون بين البلدين.
وأمس الاثنين، أدت رئيسة الوزراء التونسية الجديدة نجلاء بودن وأعضاء حكومتها اليمين الدستورية أمام الرئيس سعيّد في قصر قرطاج، لتصبح أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب الرفيع.
انقسام سياسي
من جهته، قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إن الحكومة التونسية الجديدة لا وزن ولا شرعية لها، ومصيرها الفشل، على حد تعبيره.
وأضاف المرزوقي -في لقاء مع "الجزيرة مباشر"- أن أغلب أعضاء الحكومة لا يمتلكون الخبرة السياسية ولا الاقتصادية اللازمة، في وقت تحتاج فيه البلاد لمثل هذه الأمور لإخراجها من أزمتها.
بدوره، وصف حزب العمال التونسي المعارض حكومة نجلاء بودن بالحكومة الانقلابية، واعتبر خطاب رئيسة الحكومة -أثناء أدائها اليمين- بلا مضامين، ولا يرتقي إلى مستوى التوجهات العامة.
ودعا الحزب إلى التوحد حول مشروع وطني ديمقراطي شعبي، يضع حدا لحكم من وصفهم بـ"بارونات" الفساد.
من جهتها، قالت رئيسة حزب الأمل "سلمى اللومي الرقيق" إن خطاب بودن لم يتضمن عناصر تتعلق ببرنامج الحكومة، رغم تضمنه إعلانا عن حسن النوايا.
في المقابل، رحّب الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية) بإعلان الحكومة الجديدة، بينما انتقد حمة الهمامي -الأمين العام لحزب العمال- سياسات الرئيس قيس سعيّد واصفا إياها بالشعبوية.
وقال سامي الطاهري -الأمين العام المساعد في الاتحاد العام التونسي للشغل- إن الاتحاد يدعو إلى حوار تشاركي ووضع سقف زمني للإجراءات الاستثنائية.
كما رحب "الاتحاد العام التونسي للشغل" بإعلان الحكومة؛ وقال إنها ستعيد تشغيل عجلة الدولة.
وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن عضو المكتب التنفيذي للاتحاد سمير الشفي شدد على أن الاتحاد ينتظر برنامجا اقتصاديا واجتماعيا بعيدا عن الكلمات الإنشائية، حسب تعبيره، كما نفى الشفي أن يكون للاتحاد أي علاقة بمشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.
وبيّن حجي أن حركة الشعب المساندة للرئيس سعيّد، استبشرت بهذه الحكومة، وقالت إنها تنتظر الأفعال، لافتا إلى أن هذه الحكومة تأتي تعبيرا عن برنامج الرئيس.
وتعاني تونس منذ 25 يوليو/تموز الماضي أزمة سياسية حادة، حيث بدأ رئيسها قيس سعيّد سلسلة قرارات استثنائية، منها إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة عَيّن رئيستها، وتجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه النيابة العامة.
وترفض غالبية القوى السياسية قرارات سعيّد الاستثنائية، وتعتبرها "انقلابا على الدستور"، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحا لمسار ثورة 2011″، في ظل أزمات سياسية واقتصادية وجائحة كورونا. وأطاحت هذه الثورة بنظام حكم الرئيس آنذاك زين العابدين بن علي (1987-2011).