عراقيون يشككون في نسبة المشاركين بالانتخابات ويستبعدون تغير المشهد السياسي

Iraq's parliamentary election
المفوضية العليا للانتخابات العراقية أعلنت مبدئيا أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 41% (رويترز)

شكك العديد من الناشطين العراقيين في نسبة المشاركة في الاقتراع العام، بعد إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة المشاركين بلغت نحو 41%، متهمين المفوضية والجهات الرقابية، بمضاعفة نسبة المشاركة.

وضجت مواقع التواصل في العراق بآراء المعترضين عن النسبة، في حين أكد آخرون أن سبب تأخير الإعلان عن نسبة المشاركة وجود خلافات بين الجهات الرقابية الدولية من جهة ومفوضية الانتخابات والحكومة من جهة أخرى.

وقال رئيس مركز "كلواذا" للدراسات وقياس الرأي في العراق باسل حسين -عبر حسابه على تويتر- إنه "طبقا لعلم الرياضيات فلا يمكن أن تكون نسبة المشاركة أكثر من 25% في حدها الأقصى، وهناك فرق بين النسبة السياسية والنسبة الفعلية، وهذا أمر تعودنا عليه".

وأضاف حسين أن "المفوضية أعلنت نسبتين؛ الأولى قبل التصويت بيوم، وقالت 23 مليونا و986 ألفا و741 ناخبا، ثم في توزيع الاستمارة بلغ الرقم عند متسلمي البطاقات 20 مليونا"، مشيرا إلى أن هناك تصريحا للمفوضية بأنه في منتصف النهار كانت المشاركة مليونين، وبعد ذلك تم توزيع استمارة ليكون الرقم مغايرا، وقفز إلى 4 ملايين.

وكتب المحلل السياسي علي البيدر -على حسابه في تويتر- يبدو أن الحكومة استعانت بنسبة التصويت السابقة لحفظ ماء الوجه، مستبعدا أن تكون نسبة من صوتوا بالانتخابات الأخيرة قد بلغ 41% من الناخبين كما ادعت، "المواطن فقد الثقة بالمنظومة السياسية ولم يعد يؤمن بالتغيير من الداخل".

ونشر الناشط والصحفي القاسم العبادي -على حسابه في تويتر- ما قال إنه تسريب، وجاء فيه "سبب عدم إعلان نتائج الاقتراع حتى الآن هو الخلاف على نسب المشاركة بين بعثة الاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة من جهة ومفوضية الانتخابات والحكومة من جهة ثانية".

إعلان

وأضاف العبادي إن "البعثتين لم تستطيعا إقناع الحكومة والمفوضية باعتماد النسبة الحقيقية 26%، والمحاولات جارية لطمطمة موضوع النسب والاكتفاء بالنتائج".

وعلقت الإعلامية سجد الجبوري -عبر حسابها على تويتر- قائلة إن صنع انتصارات وهمية لا يفيد، وعلى الأحزاب المسيطرة استيعاب أن النسبة الأكبر من الشعب لم يعد يريدهم.

ورأى الصحفي والناشط العراقي إياد الدليمي أن نسبة التصويت في الانتخابات الأخيرة التي أُعلن أنها تجاوزت 40%، يعني أحد أمرين، إما أن المفوضية احتسبت النسبة بناء على عدد الأشخاص الذين تسلموا بطاقات التصويت فقط ، أو أن هناك تزويرا مارسته المفوضية بشكل مفضوح وعلني وفج.

ما بعد الانتخابات

وتباينت آراء عراقيين على منصات التواصل بشأن ما ستفضي إليه الانتخابات الأخيرة، إذ حمّل بعضهم الأحزاب الحاكمة مسؤولية عدم إحداث تغيير في إدارة البلاد، وتساءل آخرون عن مرحلة ما بعد الانتخابات وكيفية تشكيل الحكومة، وإذا كانت جهات دولية ستتدخل في صنع تحالفات ما بعد الانتخابات.

إعلان

وكتب الإعلامي علي عماد -على حسابه في تويتر- إن الديمقراطية ليست انتخابات فقط، مشيرا إلى أنه لا يمكن اختزال العمل السياسي في أروقة البرلمان، ولا القول إن التغيير يجب أن يمر عبر صناديق الاقتراع.

وانتقد سيطرة الأحزاب المسلحة و"عبيد الدولار"، مبينا أنهم قد أفرغوا الديمقراطية من محتواها وضربوها بالقاضية في انتخابات 2018، وحولوها إلى حبر بنفسجي قاتم.

ووجه الإعلامي أحمد الطيب كلامه إلى معسكر المقاطعين للانتخابات والمعترضين على النظام السياسي متسائلا: "ما خياراتكم لإنقاذ العراق: احتجاجات جديدة، انقلاب من رجالكم الأبطال، تغيير خارجي؟

وقال السياسي قصي محبوبة -عبر حسابه على تويتر- إن بعض الكتل السياسية الكبيرة اكتشفت الآن أنها كانت مضللة من قبل سياسييها، وبعض الزعماء اكتشفوا أنهم فقدوا البوصلة مع جماهيرهم.

وتساءل القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني عرفات كرم، عبر حسابه على تويتر: "هل سيقرر العراقيون مصير الرئاسات الثلاث بمشتقاتها، أم سينتظرون كالعادة من يأتي خارج الحدود لكي يقرر لهم؟"

أما الباحث السياسي أحمد الساعدي فغرد على تويتر قائلا "نحن بأمس الحاجة إلى خلق معارضة موحدة، خاصة في وجود ثورة ستكون داعما قويا، عدا ذلك سيتأخر التغيير وسنعطي الكثير من الشهداء".

إعلان

وأضاف الساعدي ستشهد الساحة العراقية الفوضى وأزمات ما بعد الانتخابات الشكلية، وهذه أيضا فرصة يمكن استغلالها لمشروع المعارضة.

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي

إعلان