بلينكن قال إن "الكرة في ملعب" طهران.. إيران تقيم الجولات السابقة وتعلن قرب العودة لمفاوضات فيينا بشأن النووي

Talks on reviving the 2015 Iran nuclear deal in Vienna
من مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني التي توقفت في يونيو/حزيران الماضي (رويترز)

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إيران مجددا من أن الوقت بدأ ينفد لعودتها إلى الاتفاق النووي، معتبرا أن الكرة في ملعب الإيرانيين، في حين أكد مسؤولون إيرانيون أن طهران ستعود للمفاوضات قريبا.

وفي تصريح صحفي عقب محادثات أميركية-أوروبية في بيتسبرغ بالولايات المتحدة، قال بلينكن "الكرة في ملعبهم، لكن ليس لوقت طويل". وتابع "المجال المتاح محدود، وبدأ يتقلص".

وشدد بلينكن على أن الرئيس الأميركي جو بايدن مستعد لإعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي وقع في 2015 ونص على كبح البرنامج النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات عن طهران.

أنتوني بلينكن قال إن أميركا لن تنتظر كثيرا لتعود إيران للمفاوضات (الفرنسية)

العودة وحدها لا تكفي

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قرر في 2018 سحب بلاده من الاتفاق وإعادة فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية، وهو ما تطالب إيران بالرجوع عنه قبل تراجعها عن خطوات اتخذتها في إطار التحرر من التزامات نص عليها الاتفاق.

وقال بلينكن إن "مجرد العودة إلى التقيد ببنود الاتفاق في مرحلة معينة لن يكون كافيا للاستفادة مجددا من منافعه بسبب التقدم الذي حققته إيران" على صعيد برنامجها النووي.

وشدد على أن الإدارة الأميركية انخرطت "بحسن نية على مدى أشهر" في فيينا في محادثات غير مباشرة مع إيران حول العودة إلى التقيد ببنود الاتفاق.

إعلان

وطلبت إيران تعليق المحادثات في يونيو/حزيران بسبب انتقال الرئاسة من حسن روحاني، الذي أيد الاتفاق وسعى إلى تحسين علاقات بلاده مع الغرب، إلى خلفه إبراهيم رئيسي.

ولم يتم تحديد أي موعد لاستئناف المحادثات، رغم إعلان رئيسي تأييده للجهود الدبلوماسية الرامية لرفع العقوبات عن بلاده.

عودة خلال أسابيع

من جهته، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الخميس أن الحكومة الجديدة ستعود إلى طاولة المفاوضات في فيينا "في غضون أسابيع قليلة".

وقال سعيد خطيب زاده في منتدى نورماندي للسلام في مدينة "كان" غربي فرنسا "في غضون أسابيع قليلة، سنكون في وضع يمكننا من تحديد موعد مع أصدقائنا في أوروبا، ثم يمكننا على الأرجح بدء المفاوضات في فيينا".

وأكد -خلال مداخلة بشأن الوضع الإيراني- أن بلاده "لن تضيع دقيقة للعودة إلى فيينا" في جولة سابعة من المفاوضات بمجرد أن تحلل الحكومة بالتفصيل الجولات الست السابقة.

وأضاف أن هذا العمل التحليلي سيكتمل "ربما في غضون أيام قليلة، أقل من بضعة أسابيع".

وصرّح سعيد خطيب زاده في وقت سابق لصحيفة "لوموند" الفرنسية قائلا "لا أظن أنه سيتعين الانتظار وقتا مثل الذي انتظرته إدارة بايدن لتعود حكومتنا إلى مفاوضات فيينا".

وتساءل المتحدث باسم الخارجية الإيرانية "عندما وصل الرئيس بايدن إلى السلطة، كم من الأيام استغرق الأمر قبل أن يدخل الأميركيون في المحادثات مرة أخرى؟"، وتابع "لم يمر أكثر من 50 يوما على تولي الحكومة الإيرانية الجديدة السلطة".

واستؤنفت المحادثات في 6 أبريل/نيسان في فيينا، بعد 77 يوما من تولي جو بايدن منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.

وكان وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين أمير عبد اللهيان قال الجمعة في نيويورك إن المفاوضات "ستستأنف قريبا جدا"، من دون مزيد من التفاصيل.

إعلان

ونص الاتفاق النووي الذي أبرم في فيينا العام 2015، على رفع جزء من العقوبات الغربية والأممية على إيران، في مقابل التزامها بعدم تطوير أسلحة نووية وتخفيض كبير في برنامجها النووي ووضعه تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.

لكن بعد الانسحاب أحادي الجانب للأميركيين من الاتفاق العام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، تخلت طهران بالتدريج عن معظم التزاماتها.

وتهدف مفاوضات فيينا التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، إلى عودة واشنطن للاتفاق وضمان احترام إيران لالتزاماتها الرامية إلى منعها من الحصول على أسلحة نووية.

الدور الصيني

وفي السياق ذاته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس إنه يعتقد أن المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية ستستأنف "قريبا".

وأعرب بوريل، في تصريحات في مؤتمر صحفي بالعاصمة القطرية الدوحة، عن اعتقاده بأن المفاوضات التي تهدف إلى إعادة طهران وواشنطن إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي لعام 2015 ستستأنف "خلال فترة زمنية مقبولة".

من جهتها، طلبت فرنسا من الصين العمل على حض إيران للعودة سريعا إلى مباحثات فيينا. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر في مؤتمر صحفي عبر تقنية الفيديو إن بلادها "تعول على الصين لاستخدام الحجج الأكثر إقناعا في حوارها الخاص مع طهران".

ورأت أن العودة "من دون تأخير" إلى طاولة المباحثات المعلقة منذ يونيو/حزيران الماضي، هي "الطريق الوحيد المتلائم مع مصالحنا المشتركة".

وأوضحت أن "فرنسا وشركاءها الأوروبيين، والشركاء الآخرين في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي) والولايات المتحدة، متحدون في دعوة إيران إلى العودة من دون تأخير إلى مباحثات فيينا من أجل إتمام المفاوضات سريعا".

إعلان
المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان