تلقت ضمانات من 4 دول.. تفاصيل تنازل حماس عن شرط الانتخابات المتزامنة وقطار المصالحة ينطلق مجددا

Rival Palestinian factions hold rare joint meeting over Israel-UAE deal
هنية يتحدث عبر الفيديو خلال مؤتمر للفصائل بشأن التطبيع عقد في سبتمبر/أيلول الماضي برام الله (رويترز)

من غير مقدمات، وبشكل مفاجئ، تنازلت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) عن شرط إجراء انتخابات متزامنة للمجلس التشريعي والرئاسة والمجلس الوطني لمنظمة التحرير، وأعلنت موافقتها على مطلب رئيس السلطة الوطنية محمود عباس بإجرائها على التوالي.

وجاء هذا القرار من جانب حماس بعد نحو شهر على فشل حوار القاهرة مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي تزامن مع إعلان السلطة الفلسطينية عن استئناف علاقاتها مع إسرائيل.

وكشفت الجزيرة نت في حينه تفاصيل اللحظات الأخيرة لفشل حوار القاهرة، بسبب خلاف الحركتين على طريقة إجراء الانتخابات.

وبررت حماس موقفها الجديد بأنه استجابة لتدخلات 4 دول (مصر وقطر وتركيا وروسيا) وتلقيها ضمانات من هذه البلدان بإجراء الانتخابات الثلاث بالتتابع في غضون 6 شهور، والإشراف عليها لضمان نزاهتها.

Chairman of Hamas Political Bureau Ismail Haniyeh calls for national unity
عباس رحب برسالة هنية بشأن الانتخابات (الأناضول)

طلب رسمي

وكشف مصدر مسؤول في حماس للجزيرة نت أن الحركة كانت تخشى أن يتنصل عباس من استكمال إجراء باقي الاستحقاقات الانتخابية بعد تحقيق مراده بعقد الانتخابات التشريعية أولا.

وقال المصدر، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن التحرك الحالي نحو المصالحة جاء بمبادرة من عباس نفسه الذي طلب رسميا من الدول الأربع التدخل لدى حماس لاستئناف جهود المصالحة، وإنهاء الانقسام المستمر منذ منتصف 2007 عبر بوابة الانتخابات.

وأكد أن المصالحة الوطنية بالنسبة لحماس "خيار إستراتيجي" وأنها لهذا السبب لم تتردد في الاستجابة لهذه المبادرة، ولتدخلات الدول، لكنها أرادت "ضمانات" تحقق العدالة والنزاهة، وهي التي أفضت للرسالتين المتبادلتين بين رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية والرئيس عباس.

إعلان

ورحب عباس بمضمون رسالة هنية الخطية التي نقلها له أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب.

وقال وصفي قبها القيادي البارز في حماس والوزير السابق بحكومتها العاشرة -للجزيرة نت- إن المطلوب الآن من الرئيس إصدار مراسيم بتحديد مواعيد الانتخابات التي تبدأ بالمجلس التشريعي، ومن ثم الرئاسة، وتنتهي بالمجلس الوطني.

وأضاف "حماس حققت للرئيس عباس ما يريد من خلال رسالة أبو العبد (هنية) التي تضمنت موافقة رسمية على إجراء الانتخابات على التوالي، والآن عليه اتخاذ خطوة مقابلة بإصدار المراسيم بتواقيت محددة لا تتجاوز 6 شهور كما كان متفقا عليه مسبقاً".

وأكد قبها أن حماس حريصة على انتخابات حرة ونزيهة تحقق العدالة للجميع بغض النظر عن الفائز فيها، قائلا "الوطن بحاجة إلى الكل الوطني، وهذا ما ناقشته الحركة مع الوسطاء الذين قدموا لها الضمانات لتحقيق ذلك من خلال التعهد بالإشراف عليها بحيادية".

التمثيل النسبي

وبشأن آليات الانتخابات وقانونها، أوضح القيادي في حماس أنه جرى التوافق مسبقا بين القوى والفصائل على إجرائها وفق نظام التمثيل النسبي الكامل.

أما عن طريقة الترشح، وهل سيتم خوضها بقائمة وطنية موحدة أو بقوائم فصائلية منفصلة، أو ربما بتحالفات فصائلية، قال قبها إن هذا متروك للمؤتمر الوطني (الحوار الفصائلي) الذي سيبحث بعد صدور المراسيم الرئاسية في التفاصيل لتهيئة الأجواء وتمهيدها لإجراء الانتخابات.

وأكد قبها أن حماس منفتحة على بحث كل الخيارات التي تحقق المصلحة الوطنية، وتحفظ للجميع الحق في الشراكة السياسية بعيداً عن الإقصاء والتفرد.

وكانت حماس فازت بالأغلبية البرلمانية آخر انتخابات جرت مطلع 2006 وفق نظام القوائم والدوائر، لكن سرعان مع وقعت الخلافات التي قادت إلى اقتتال دام أفضى إلى الانقسام في 14 يونيو/حزيران 2007.

ضمانات ومشاورات

ومن جانبه أكد المحلل السياسي المقرب من حماس إبراهيم المدهون -للجزيرة نت- أن الحركة لم تكن ترغب في أن يستمر أمد الانقسام طوال هذه السنوات، وهذا ما يفسر تجاوبها المستمر مع كل المبادرات والجهود.

إعلان

وبخصوص الموقف الجديد، فقد فسّره المدهون بأن حماس تلقت من الدول الوسيطة ضمانات بددت مخاوفها بأن يكتفي الرئيس عباس بالانتخابات التشريعية، ويتنصل من استكمالها بإجراء الانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني.

وقال المدهون إن حماس أجرت مشاورات داخلية في أطرها القيادية وخرجت بـ "تقدير موقف" بضرورة نزع الذرائع وعدم اتهامها بإفشال جهود المصالحة من جانب، ويساهم في تعزيز علاقاتها الدولية سواء مع دول عربية محورية، أو دول كبرى كروسيا.

وبناء على ذلك -يضيف المدهون- تلاقت تدخلات هذه الدول مع إيمان حماس بأن إجراء الانتخابات الثلاثة هو الطريق السليم لتجديد الشرعيات وإحياء المؤسسات الوطنية، كسبيل وحيد لتحقيق الشراكة الوطنية الكاملة.

ورأى المدهون أن التحركات الجديدة تبعث على تفاؤل حذر، في انتظار كيف سيواجه عباس الضغوط الإسرائيلية بعدما أيقن أنه لا يمكن تجاوز حماس وتحييدها عن المشهد.

واستبعد المحلل السياسي أن تقدم حماس على أي "موقف دراماتيكي" يخالف ما دأبت على إعلانه من تمسكها بخيار المصالحة حتى لو فشلت الجهود الحالية.

المصدر : الجزيرة

إعلان