السودان ينفي احتلال أراض إثيوبية وأديس أبابا تطالب بالعودة للوضع السابق

نفى الناطق باسم الخارجية السودانية منصور بولاد صحة الادعاءات بأن السودان يحتل أراضي إثيوبية.
وفي تصريحات أدلى بها أمس الأربعاء، قال بولاد إن ما قام به الجيش السوداني هو أنه أعاد انتشار قواته في المنطقة الحدودية مع إثيوبيا، وإنه لم يتخط الأراضي السودانية.
بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن المناطق التي دخلها الجيش السوداني على الحدود بين البلدين هي أرض إثيوبية حدد خرائطها الاستعمار الأجنبي.
وفي حديث للجزيرة، طالب مفتي الخرطوم باحترام الوضع الذي كان قائما قبل المواجهات العسكرية التي وقعت أواخر العام الماضي بانتظار التوصل إلى حل سلمي لهذه المسألة، مشيرا إلى قوى -لم يسمها- تحاول بث الفرقة بين شعبي البلدين والاستفادة من النزاع، على حد تعبيره.
في السياق، بحث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود مع عضو مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد الفكي في العاصمة الرياض تطورات الأوضاع على الحدود السودانية الإثيوبية.
وعقب الزيارة، قال الفكي إنه أطلع الجانب السعودي على الوضع في حدود السودان الشرقية والعلاقة مع إثيوبيا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها منطقة الفشقة الحدودية، مؤكدا حق بلاده في الدفاع عن أراضيها.
وأضاف أن اندلاع أي حرب في هذه المنطقة يهدد الإقليم، ويمكن أن ينعكس على أمن البحر الأحمر، مطالبا المملكة بدعم جهود ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا.
مشروعات إستراتيجية
في وقت يستمر التراشق بالتصريحات بين الخرطوم وأديس أبابا، زار رئيس هيئة الأركان بالجيش السوداني الفريق أول محمد عثمان الحسين عددا من المشروعات التي توصف بالإستراتيجية في ولاية القضارف الحدودية مع إثيوبيا.
وتشمل المشروعات عددا من الطرق والجسور والمعابر التي ستربط بين ضفتي نهر عطبرة وقرى المنطقة ببعضها، وستنفذها شركات تتبع لصندوق التأمين الاجتماعي للعاملين بالقوات المسلحة السودانية.
وفي حين أكد السودان مرارا أنه لن يسحب قواته من الأراضي التي انتشر فيها قبل أسابيع، ولن يتنازل عن شبر منها، قالت إثيوبيا إنها لن تدخل في مفاوضات معه حول ترسيم الحدود بالمنطقة المتنازع عليها ما لم تنسحب منها القوات السودانية.
وزاد التوتر بين البلدين حول منطقة الفشقة التي تقع ضمن ولاية القضارف السودانية، وتبلغ مساحتها نحو 250 كيلومترا مربعا، ويؤكد السودان أن المنطقة تقع ضمن حدوده المعترف بها دوليا، وقبل المواجهات الأخيرة، كان مزارعون إثيوبيون يستغلون أراضيها الخصبة.
يشار إلى أن الحدود بينه إثيوبيا والسودان تمتد على أكثر من 700 كيلومتر بينها نحو 260 كيلومترا مع ولاية القضارف حدها.
ويعود ترسيم الحدود بين البلدين، وفق الوثائق التاريخية لدى السودان، إلى الاتفاقيات الموقعة أوائل القرن العشرين.