"الغلبة البرمجية" والفرصة المتاحة.. إستراتيجية إيرانية جديدة ضد الولايات المتحدة
في خطاب مختلف عن لغة التهديدات السابقة بالثأر عسكريا لدم القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، حددت السلطات الإيرانية طبيعة الإستراتيجيات المتبعة في الفترة المقبلة للانتقام من الولايات المتحدة.
ووصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي القصف الصاروخي العام الماضي على قاعدة "عين الأسد" التي تؤوي القوات الأميركية في العراق، بأنه "أول صفعة قاسية" لواشنطن، وقال إن الصفعة الأقوى سوف تتمثل في "الغلبة البرمجية على هيمنة الاستكبار"، وطرد القوات الأميركية من المنطقة.
وفي كلمة له عشية الذكرى السنوية الأولى لاغتيال سليماني، شدد خامنئي على أن الانتقام من القتلة سيطال بالتأكيد "الآمرين والمباشرين" لعملية اغتيال سليماني في "أي فرصة متاحة".
ويشير كلام المرشد الإيراني إلى أن "انتقام طهران لن يقتصر على العمل العسكري"، وفق المعاون السياسي للقائد العام بالحرس الثوري العميد يد الله جواني، الذي أوضح في تصريحات صحفية بأن عملية الانتقام سوف تشمل عدة إجراءات عسكرية وأمنية ودبلوماسية لطرد القوات الأميركية من المنطقة.
وفي السياق، علق الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي -في حديث للجزيرة نت- على إقحام بلاده مفهوم "الغلبة البرمجية"، بأن "إدخال القوة الناعمة في مواجهة الإجراءات الأميركية المعادية للثورة الإسلامية لا يعني التخلي عن خيار القوة الخشنة، وإنما المقصود هو تنويع سبل المواجهة والعمل على تحضير الرأي العام الإقليمي لطرد القوات الأميركية من الشرق الأوسط".
سهام الانتقام
من جانبه، يرى مستشار رئاسة البرلمان الإيراني منصور حقيقت بور، أن المرشد الإيراني الأعلى أكد على مفهوم "اغتنام الفرص المتاحة" للانتقام بدلا من مفهوم "الوقت المناسب"، المحفوف بالملاحظات السياسية.
وأشار حقيقت بور إلى أن خامنئي أراد تحرير ملف الثأر لاغتيال قاسم سليماني من الحسابات والتطورات الإقليمية والعالمية، إذ أوعز بتنفيذه في أول فرصة ممكنة دون تريث.
وأوضح أن الجهات المعنية في بلاده قد أخذت مهمة الرد على اغتيال سليماني على عاتقها، وبدأت العمل على تحقيق الخطة المتكاملة عبر القوة الناعمة والقوة الخشنة.
ولا يمكن للإدارة الأميركية المقبلة التنصل عن جريمة إدارة ترامب المتمثلة في اغتيال سليماني -والكلام هنا لمستشار رئاسة البرلمان الإيراني- وأن الرد الإيراني سيكون موجها للنظام الأميركي فضلا عن ملاحقة الجهات المتورطة بالجريمة، متوعدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه لن يجد مكانا آمنا بعد مغادرته البيت الأبيض، على حد تعبيره.
في غضون ذلك، كشف الدبلوماسي الإيراني المتحدث باسم اللجنة الشعبية لإحياء ذكرى اغتيال سليماني، حسين أمير عبد اللهيان، عن ارتفاع عدد المتهمين الرئيسيين في القضية إلى 48 شخصا، بين من أمر ونفذ الجريمة، حسب وصفه.
وفي مؤتمر صحفي بالعاصمة طهران، قال عبد اللهيان "فيما يتعلق بالإجراءات القضائية لمتابعة قضية اغتيال الجنرال سليماني، ينبغي القول إن الحكم سيصدر قريبا"، مؤكدا أن القضاء الإيراني على تواصل مع 6 دول لمتابعة ملف الاغتيال ومحاكمة المتورطين فيه، وأن الانتقام مدرج على جدول أعمال طهران.